حررت الشرطة القضائية بالدار البيضاء مؤخرا مذكرات بحث عن متورطين في شبكة للزواج الأبيض، نصبت على مجموعة من الفتيات المغربيات، كما هجرت بواسطة أزواج إيطاليين صوريين مجموعة أخرى بمقابل يصل إلى 120 ألف درهم.
وأوردت مصادر أن افتضاح أمر الشبكة جاء إثر إيقاف مصالح الأمن بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، عضوا من جماعة العدل والإحسان يدعى يوسف (ح)، مبحوث عنه من أجل شكاية تتعلق بالنصب والاحتيال وتهجير أشخاص بطريقة غير شرعية.
وجاء إيقاف المعني بالأمر بميناء طنجة المتوسط، إذ كان موضوع شكاية من طرف شابة (سناء. أ)، سجلتها في حقه بتاريخ 10 يونيو الماضي، تتهمه فيها بالنصب عليها.
وفي تفاصيل الواقعة أوردت مصادر عليمة أن المتهم كان أحضر للمشتكية مواطنا من جنسية إيطالية، وعرض عليها عقد زواج أبيض بغرض الهجرة إلى إيطاليا مقابل مبلغ 120 ألف درهم، وبالفعل، تضيف الشاكية، سلمته المبلغ المتفق عليه وباشرت معه مسطرة الزواج المختلط، إلى حين تحرير عقد الزواج، ليختفي بعد ذلك الوسيط والزوج الإيطالي المفترض. وأصبحت معلقة وتتردد على محكمة الأسرة من أجل تطليقها بعد أن تعرضت للنصب.
وفي يونيو الماضي، بينما كانت بالقرب من المحكمة للاستشارة حول مصيرها المعلق، أثار انتباهها وجود المتهم، فلاحقته في محاولة للإمساك به واستدعاء الشرطة إلا أنه فر منها مهرولا، وأثناء ذلك سقط منه ملف يحتوي على وثائق تخص ضحية جديدة، لتحمل الملف وتتوجه إلى مصلحة الشرطة قصد تحرير الشكاية.
وأضافت مصادر جريدة «الصباح» التي أورت الخبر، أن البحث مع المشتبه فيه بعد استقدامه من طنجة إلى البيضاء من قبل مصالح الأمن، كشف تورطه في عدة قضايا تتعلق بالنصب، إذ صرح أثناء الاستماع إليه أنه استطاع خلال ثلاث سنوات الماضية التدخل لفائدة مغربيات مقيمات بطريقة غير شرعية بإيطاليا، عبر تزويجهن زواجا أبيض بإيطاليين، مقابل مبالغ مالية، ولما نجحت هذه الطريقة فكر في نقلها إلى المغرب، وحدد مبلغ 120 ألف درهم سعرا لكل فتاة ترغب في الالتحاق بإيطاليا عبر زواجها مع إيطالي.وكانت تساعده في ذلك ثلاث فتيات، إذ يستقطبن الراغبات في ذلك من المقاهي وغيرها من الأماكن، وتمكن من تهجير تسع فتيات مغربيات إلى إيطاليا بطريقة غير مشروعة، عبر عقود زواج أبيض أبرمها مع مواطنين إيطاليين مقابل السعر المالي سالف الذكر.
المتهم تضيف الجريدة، تعامل مع فتيات من مختلف المدن، منها خريبكة والبيضاء وبني ملال وسطات، وكان ينجز لهن شهادات السكنى بعنوان في درب غلف، بتواطؤ مع عون سلطة. كما أن كل ضحاياه لم يبلغن عنه، إذ مازال بعضهن ينتظر وعوده وتسويفاته.