فضيحة أخرى ل”الفنان” رشيد غلام، هذه المرة سرقة، وأي سرقة، سرقة “بالفن”.. ولأجل الفن الملتزم.. ب”السرقة”..
فقد غنى “الموتشو” المعروف برشيد غلام، أو رشيد غلام المعروف ب”الموتشو”، قصيدة لحماس، سماها “حماس القدس”، لكنها في الحقيقة قصيدة ليست له، وليست من ابداعه، ولكنها قصيدة للشاعر السوري الراحل عمر الفرا، وقد كتبها عن “حزب الله” اللبناني سنة 2006.
كذا صار الدم العربي
سكيناً وذبّاحاً
وصار الشعر بعد الصمت
في الساحات صدّاحاً
كذا صرنا ولن نبقى
إذا كنا تناسينا
جهاد الحق والإيمان
وأن الشعب رغم الذل رغم القهر
يرفع راية العصيان
يصمم أخذها غصباً ويأخذها
كذا فعلت رجال الله
يوم الفتح في لبنان
***********
ويضيف الشاعر السوري، ابن تدمر، في قصيدته:
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض
ملح الأرض.. عطر منابع الريحان
جنوبيون يعرفهم سناء البرق
غيث المزن.. سحر شقائق النعمان
نجوم الليل تعرفهم
وشمس الصبح تعرفهم
وبوح الماء للغدران
وقد عرفوا طيور الحب
فتك السيف
شعر الفرس والإغريق
والفينيق والرومان
****************
لكن “الموتشو” ودون أن يأخد اذنا من صاحب الابداع الأصلي، حذف بكل “شجاعة” كل المقاطع التي تتحدث عن “الجنوبيين” الذين “يعرفهم تراب الأرض” و “سناء البرق” حتى ولو تنكر لهم ال”غلام”.
“جنوبيون كان الله يعرفهم *** وكان الله قائدهم.. وآمرهم”، يقول الشاعر الشامي الذي بدأ كتابة الشعر في سن الثالثة عشر، لكن “الموتشو”، الفنان “الملتزم”، التزم بتغيير المخاطبين الأصليين، و استبدلهم بأناس لم يكتب لهم عمر الفرا هذا الشعر الجميل.
لقد “غنى” رشيد غلام لحماس بكلمات قيلت في حق حزب الله، انها اذن سرقة موصوفة بالنسبة له، وانتحال صفة بالنسبة لهم، وهذا لا يشرفهم، حتى لو قال فيهم منشد جماعة “العدل والاحسان”: “هوى قلبي غزاوي *** وما أحلاه أن يغدو غزاويا”، ذلك أن الشاعر الذي كتب الكلمات خص جنوب لبنان بهذه المشاعر، وأصلها في قصيدته قبل “البلاجيا”، قوله:
جنوبي الهوى قلبي
وما أحلاه أن يغدو
هوى قلبي جنوبيا
هنا حطت رحائلنا
تعال اخلع
وقد أرجوك أن تركع
تعال اخلع نعالك إننا نمشي
على أرض مقدسة
فلو استطيع أعبرها على رمشي
يقول الشاعر السوري في قصيدته عن شهداء “حزب الله” الشيعي في جنوب لبنان:
هنا قصفوا.. هنا وقفوا
هنا رغبوا.. هنا ركبوا
براق الله وانسكبوا
بشلال من الشهداء
قبل رحيلهم كتبوا
كتابات بلا عنوان
ستقرأ في مدارسنا
رجال الله يوم الفتح في لبنان
لكن “الموتشو” بدل (رجال الله يوم الفتح في لبنان) فأصبحت في أغنيته (حماس نحو الكرسي أو القدس هم فرسان)
كما حذف قول الشاعر (لأن الشعب كان هناك ** يرفض فكرة الإذعان)، وقام بتحويل الأبيات التي تقول (لأجل بلادهم رفعوا *** لواء النصر فانتصروا)، من لبنان الى غزة، دون اذن من أحد.
وقد ورط “الموتشو” اسماعيل هنية، قيادي حماس غزة، في القاء هذه “الأنشودة” باعتبارها ابداعا لرشيد غلام (في حفل تخرج ضباط الداخلية والأمن الوطني بغزة)، كتبه لأجل “القدس” و من أجل “حماس”، فكانت “حماس القدس”!!.
تقول القصيدة الأصلية قبل التحوير والتزوير:
لهم علم ومعرفة بمن سادوا.. ومن بادوا
وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان
جنوبيون كان الله يعرفهم
وكان الله قائدهم.. وآمرهم
لذا كانوا- بكل تواضع كانوا-
رجال الله يوم الفتح في لبنان
***************
لكن “الموتشو” سيغير المصطلحات والمعاني، ضدا في صاحب الفكرة، ليغني:
حماس القدس كان الأقصى مطلبهم
كان الله غايتهم وآمرهم
لذا كانوا- بكل الفخر قد كانوا-
حماس القدس نحو الأقصى هم فرسان
وهنا نلاحظ أن الشاعر يقول في أبطاله (لذا كانوا- بكل تواضع كانوا- *** رجال الله يوم الفتح في لبنان)، مستعملا كلمة “التواضع”، لكن من سرق الفكرة و المعنى والمبنى، غنى: (لذا كانوا- بكل الفخر قد كانوا- *** حماس القدس نحو الأقصى هم فرسان!!، مفضلا مصطلح “الفخر”.
فكيف يختار مبدع أصيل “التواضع” في نصره و قصيدته، و يختار “مبدع” مزيف، “الفخر”.. لنشر فضيحته؟
AHDATH.INFO – متابعة