أقدمت ثلاث أسر اسبانية على تقديم شكاوى رسمية لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ضد جبهة البوليساريو، تتهمها فيها بـ”احتجاز ثلاث شابات صحراويات ضدا في رغبتهن، وحرمانهن من حق التعبير عن رأيهن واختيار مصيرهن”.
ويتعلق الأمر بكل من داريا امبارك سلمى، ونجيبة محمد بلقاسم، والكورية بدبد الحافظ، اللواتي كانت تستضيفهن العائلات الإسبانية منذ الصغر، وأشرفت على تعليمهن وتربيتهن، مع السماح لهن بالقيام بزيارات دورية لعائلاتهن البيولوجية في المخيمات، قبل أن يتم احتجازهن في آخر زيارة لهن إلى المخيمات ومصادرة وثائقهن ومنعهن من السفر إلى اسبانيا.
ويتعلق الأمر بأسرة كونتريراس كالفو (نجيبة)، وأسرة كامبايلو مانيوكيل (الكورية)، وأسرة هيرنانديز دينيز، حسب ما كشفه منتدى فورساتين، وقد وجهت الشكاوى من خلال الفريق المعني بالاحتجاز التعسفي لدى المفوض السامي للأمم المتحدة، تشتكي “تجاهل ممثلي جبهة البوليساريو للبيانات والالتماسات من طرف الشابات الصحراويات طلبا للمساعدة في استعادة حريتهن وتمكينهن من ممارسة حقوقهن بدون إكراه أو ضغط”.
وأشار منتدى فورساتين، في بلاغ توصل به موقع “كيفاش”، إلى أن الفريق المعني بالاحتجاز التعسفي “تدخل وفقا للإجراءات للتحقيق فيها بعمق، ولكشف مدى تواطأ جبهة البوليساريو والحكومة الجزائرية في انتهاك حقوق كل من داريا ونجيبة وكوريا”.
واعتبر المصدر ذاته أن الشكايات المرفوعة “أكدت انتهاك حقوق الشابات الصحراويات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بالهوية القانونية وحرية التنقل والقدرة على الاختيار، والتعبير عن الرأي وحرية الاتصال، وهو ما لا يتوفر في حالة الشابات الثلاث، على الرغم من إعرابهن مرارا وتكرارا عن رغبتن في العودة إلى إسبانيا”.
ولفت المنتدى إلى أن الأسر الإسبانية الثلاث “تضع في اعتبارها النضال من أجل حالات أخرى من النساء يبلغ عددهن 50 امرأة محتجزات ضد إرادتهن في المخيمات في ظروف مماثلة، يعانين في صمت ويخشون من أعمال انتقامية إذا خرجت قضاياهن إلى الرأي العام، وهي الحقيقة التي تبطل حجة جبهة البوليساريو القائلة بأن حالات الشابات الثلاث هي حالات معزولة، ويتضح أن الأمر لا يتعلق بالمشاكل بين الأسر باسبانيا والأسر البيولوجية بل بإشكالية حقوقية خطيرة”.
كيفاش