كثفت الجزائر من تحركاتها بمنح سخية كرشاوي ووعود بمحو جميع الديون للدول المساندة لأطروحتها لتأجيل عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي.
وبدأت فصول معركة جديدة بين الدبلوماسية المغربية وبعض الجهات النافذة من داخل الاتحاد الإفريقي لعرقلة هذا المسعى. ومع مرور الوقت، بدأت هذه المعركة تزداد شراسة، خاصة مع المكاسب الدبلوماسية الكبيرة التي يحققها المغرب.
وكان المغرب قد تقدم بطلب رسمي خلال سبتمبر الماضي الى المفوضية الإفريقية بطلب العودة، وهذه العودة وجدت ترحيبا كبيرا حيث عبرت مجموعة من الدول الأفريقية، التي دشن معها المغرب تعاملا إقتصاديا، ومشاورات سياسية عن دعمها و مساندتها لعودة إنضمام المغرب إلى الإتحاد الأفريقي، ومنها التي كانت بالأمس تعادي وحدة المغرب الترابية.
اول صدمة كانت للجزائر و زوما و هي قرار المغرب الرجوع فاخر شيء كانت تتوقعه الجزائر وجنوب افريقيا هو مطالبة المغرب العودة الى مكانه الطبيعي داخل الأسرة الإفريقية فقرار المغرب شكل صدمة قوية لكل من الجزائر وجنوب افريقيا و لحلفائهم فهم يعرفون جيدا ان عودة المغرب و لو بوجود البوليساريو سيهدم خططهم في اتخاد القرارات التي كانت تصدر ضد المغرب بدون حسيب ولا رقيب. فالمغرب و حلفائه سيطلبون التصويت عليها طبقا للقانون الداخلي للمنظمة و هنا مربط الفرس ولا يمكن للاتحاد ان يخرج ببيان ختامي دون موافقة الاغلبية و الجزائر وجنوب افريقيا تعلم جيدا ان الاغلبية ستصوت للمغرب و هذا السبب الرئيسي لرفض عودة المغرب فزوما مهما كبر شأنها فهي مجرد موظفة داخل الإتحاد و ليست دولة ففي الاخير الدول و رؤساؤها من يحددون و ليست زوما او غيرها فهذا اتحاد دول و ليس اشخاص.
فيما تصر الجزائر على عرقلة العودة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة فقد سارع رمطان لعمامرة لتأكيد الموقف الرسمي في تصريح للصحافة الإفريقية أن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية لم يتغير وأن بلاده تدعم الحل الأممي و الجزائر لاتريد الا الخير للمغرب، "وهنا تحب تفهم تهبل" مبديا استعداد الجزائر للحوار مع المغرب على أساس الاحترام ووفق ما تنص عليه الأعراف الدولية ؟ وأضاف أن الجزائر ليس لديها أي مشكل بالنسبة لعودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي.
عودة المغرب محسومة وتحصيل حاصل ولا يمكن للدول الإفريقية أن تسمح للجزائر وجنوب إفريقية إبعاد بلد إفريقي عضو في الأمم المتحدة ودولة قائمة منذ أكثر من 12 قرنا من أجل دولة وهمية لا تملك أرضا ولا شعبا ولا شرعية وليست عضوا في الأمم المتحدة ، والله سئمت من سماع أسطوانة عسكر الجزائر من تقرير المصير وهم يمنعون ثمانية ملاين قبائلي من ذالك ويستميتون في تقرير مصير أربعين ألف محتجز في تندوف عددهم لا يساوي عدد سكان أصغر مدينة مغربية ،فالمغرب فوق أرضه وأبناؤه داخل الصحراء المغربية يعيشون في أمن وأمان ، يكدون ويجتهدون من أجل إزدهار منطقتهم فيهم التاجر والمعلم والطبيب ورجل الأعمال وووو ولا يعيرون أي إهتمام للبولساريو وحفنة من أتباعها في الداخل ممن يحلمون بدولة لا توجد إلا في مخيلتهم فقضية الصحراء بالنسبة للمغاربة هي قضية وجود وليست قضية حدود .
الحسن الثاني رحمه الله كان على حق عندما انسحب من الاتحاد الافريقي لانه عرف انه مضيعة للوقت والمال و لن يستفيد المغرب منه شيءا وانهمك في ترتيب البيت الداخلي للمغرب بسياسة السدود والصناعة والبنية التحتية لبناء دولة قوية داخليا وسياسة خارجية منفتحة يشهد بها العدو قبل الصديق أما محمد السادس لما قرر الرجوع اختار الوقت المناسب بدكاء كبير وحكمة العقلاء بعد أن فطن للسياسة العرجاء لحكام المرادية التي انهكت خزينة الجزائر وصرفت على كيان وهمي أكثر من 300 مليار دولار من قوت الشعب المغلوب على أمره بحجة مساعدة مرتزقة تندوف على حساب قافلة التنمية في بلد أنعم الله عليه بالغاز و البترول في حين أن الشعب الجزائري يقاسي القمع والفقر والجوع والتسول في ملاجئ اوروبا والذبح على يد جلاديه الجنرالات و العراك على شكارة حليب غبرة وقمع التظاهر وتزوير التاريخ بأكاذيب الصحافة العسكرية والحل هو قيام شرفاء الجزائر بتحرير الشعب للمرة الثانية من عصابة جنرالات فرنسا الذي إستمدت شرعيتها بالانقلابات وتزوير الانتخابات.
حفيظ بوقرة