بوحدو التودغي
هناك من يفتي على جهابذة النضال الحقوقي طريقة ابتزاز الدولة، ويختار لهم الوقت المناسب، ويختار لهم الأسلوب، وليس الزمن الذي عقدت فيه ما يسمى اللجنة لوطنية للتضامن مع المعطي منجيب بريئا، بل تم اختياره بعناية فائقة قصد إحراج الدولة، والهدف هو محاولة التشويش على التحقيق الذي يجري مع هذا المناضل الحقوقي بخصوص الأموال التي حل عليها من منظمات أوروبية ووضع تلك "الخيرات" في حسابه الخاص.
لقد استغل المعطي منجيب، ومن يحركه، ظرفا خاصا لإحداث الضجيج، ويتعلق الأمر بوجود محاكمة لمجرمي كديم إزيك، حيث يحضر عدد كبير من المراقبين الدوليين، لقد استغل هذا الظرف لمحاولة ابتزاز الدولة، ناسيا أن القضاء الذي يحقق معه مستقل عن باقي المؤسسات وهدفه هو معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالملايين، التي جلبها المناضل الحقوقي وصبها مباشرة في حسابه الشخصي.
من المفروض أن يقوم منجيب بالدفاع عن نفسه وإفحام الصحافة التي كتبت عنه، والمنطق يفرض أن يتصدى لتبرئة نفسه، ولكنه بدل ذلك اختار طريقة أخرى وهي مهاجمة الصحافة التي كشفت زيف ادعاءات أخلاقيات النضال، ووصفها بأنها صحافة تقوم بالتشهير بالمناضلين الحقوقيين والإعلاميين، والأمر يتعلق بمجموعة من الأشخاص قامت بالحصول على دعم سخي من جهات أجنبية.
لسنا ضد الدعم الأجنبي ولن نكون ضده لكن وفق دفتر تحملات لن يكون من شروطه المساهمة في تخريب الوطن، والقيام بأعمال من شأنها زعزعة الاستقرار، وهؤلاء يحصلون على أموال طائلة وتحولت حال أغلبهم من "الدروشة" و"اللاشيء" إلى العيش الرغيد دون جهد يذكر.
وهذا دأب منجيب كلما حل موعد محاكمته هو ورفاقه، كلما بدأ بالنحيب والضجيج، فمرة يدخل في إضراب وهمي عن الطعام ومرة يطلق إشاعة أنه سوف يطلب اللجوء السياسي ومرة ينظم وقفة لخمسة أشخاص ومرة يقول إن الصحافة تستهدفه ومرة يلجأ إلى الاستنجاد بالأجانب.
لكن الحقيقة لا يمكن حجبها بالغربال فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والمحققون اعتمدوا على وثائق وعلى تحويلات مالية من هنا وهناك ومن حسابات تابعة لشركة "مركز بن رشد" تم تحويلها لحساب شخصي لمنجيب وحسابات أخرى باسم شقيقته وزوجته، وهي الحقائق التي يتهرب منجيب من الجواب عنها.