وكالات
هدّد أمين عام حزب الله حسن نصر الله «أن الحرب على إيران وعلى سوريا لن تبقى في إيران وسوريا وإنما ستتدحرج على مستوى المنطقة بأكملها»، مؤكدا «للمراهنين أن نظام الأسد لن يسقط وأن محور الممانعة أفضل من أي زمن مضى بكل المقاييس والمعايير».
ودعا نصر الله في احتفال نظّمه حزب الله بمناسبة يوم الشهيد في ضاحية بيروت الجنوبية، «من يراهنون على سقوط النظام السوري إلى ترك هذا الرهان»، وقال «لكل الذين يؤجلون الملفات والخيارات والمعالجات أو يصنعون آمالا وأوهاما ويبنون على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا: ضعوا هذا الرهان جانبا فهو سيفشل كما فشلت كل الرهانات السابقة».
وفيما اعتبر نصر الله أن « كل حديث عن اعتداء أو حرب جديدة على لبنان يدخل في دائرة التهويل»، استبعد «قيام إسرائيل بعدوان من هذا النوع على لبنان بمعزل عن تطورات المنطقة والوضع الإقليمي»، لافتا إلى أنه «إذا لم يكن هناك مخطط لحرب على مستوى المنطقة نستبعد أن يكون هناك مخطط لحرب وشيكة على لبنان». وفي هذا السياق، قال القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش: «كلنا يعلم تماما أن سبب وجود نصر الله وحزبه هو لتأمين حماية النظامين السوري والإيراني وتنفيذ مآربهما وبالتالي كل ما يُحكى عن مقاومة لتحرير الأراضي اللبنانية مجرد عناوين باهتة لم تعد تمر على أحد».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدد علوش على أن «تصاريح نصر الله في هذا الإطار لا تخيف اللبنانيين بقدر ما يخيفهم بقاء الوضع في المنطقة على ما هو عليه»، وأضاف: «ما يخيفنا استمرار النظام السوري بإرهابه وبقتل شعبه.. ما يخيفنا تهديدات إيران اليومية واستمرار حزب الله بتنفيذ رغبات الولي الفقيه. نعلم تماما أن أي إصلاح ستسبقه بعض الصعوبات ولكن الصعوبة الأكبر أن تبقى الأمور على ما هي عليه».
وفي ملف المحكمة الدولية، أكد نصر الله أن «موضوع تمويل المحكمة يُترك للنقاش في مجلس الوزراء»، داعيا إلى «أخذ العبرة مما حصل في موضوع منظمة اليونيسكو عندما أوقفت أميركا تمويل هذه المنظمة لأنها اعترفت بفلسطين»، متسائلا «ألم يكن تمويل اليونيسكو التزاما لأميركا من التزاماتها الدولية فلماذا يجوز أن تتحلل من التزاماتها ولا يجوز ذلك للبنان؟» واستطرد في السياق ذاته قائلا: «نحن في لبنان (رأسنا يابس)، وبالتالي ما ترضونه لليونيسكو ارتضوه للحكومة اللبنانية، ودعوا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعرف كيف ينام مرتاحا».
وتوجه نصر الله لقوى المعارضة معتبرا أنّها «يئست في داخلها ولم تيأس من خطابها السياسي»، قائلا: «عندما تطالبوننا بأن نتخلى عن سلاحنا فكأنكم تطلبون منا أن نكون كالمغبون الذليل، ونسلم أهلنا لأبشع عدو». ولفت نصر الله إلى أنه «اليوم وللمرة الأولى يعيش لبنان وبالتحديد جنوب لبنان بالطمأنينة وبالثقة وبالارتياح»، وتابع «هذا ليس كرم أخلاق من أحد بل لأن لبنان لم يعد بلدا ضعيفا بل بلد قوي وهو بشعبه وجيشه ومقاومته قادر على الدفاع والانتصار، وأصبح قادرا أن يقلب الطاولة على من يعتدي عليه وأن يحول التهديد إلى فرصة حقيقية. وما دام هذا الإيمان وهذه البصيرة قائمة وهذا الثلاثي قائم فإن إسرائيل ستبقى عاجزة عن شن أي حرب وإذا جاء يوم وشنت فيه حربا ستكون المغامرة الأخيرة».
قدّ ردّت قوى المعارضة اللبنانية على مواقف نصر الله متهمة إياها «بجر لبنان إلى أزمات هو بغنى عنها»، معتبرة أن «تهديده بأن الحرب على إيران وعلى سوريا لن تبقى في إيران وسوريا وإنما ستتدحرج على مستوى المنطقة بأكملها»، بمثابة «إعلان واضح وصريح بأن حزب الله سيُقحم لبنان في أي مواجهة محتملة في الداخل السوري أو الإيراني».