كشفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرا أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تآمر لقتل الملك الراحل الحسن الثاني على الرغم من نية الملك الحسنة.
وجاء في الوثائق الخاصة بالمغرب العربي من بين 13 مليون وثيقة رفعت عنها السرية، و همت الفترة ما بين 1940 إلى 1990، أن الحسن الثاني كان على خلاف مع الولايات المتحدة بشأن التقارب بين الرباط وطرابلس.
وأوضح المصدر أنه في عام 1984، قرر الملك الحسن الثاني تذويب جبل الجليد بينه وبين العقيد القدافي، على الرغم من الخلاف بين الرجلين حول الصحراء.
وكان القدافي قد دعم سنة 1976، البوليساريو إلى جانب الجزائر من أجل إنشاء دويلة تحت اسم (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية).
وقد اتفق أصدقاء المغرب الأفارقة والعرب آنذاك على أن تنهي ليبيا دعمها للانفصاليين في الصحراء.
في تلك الفترة تقول الوثيقة إن الجزائر استطاعت ان تتكتل مع موريتانيا وتونس على حساب المغرب.
وأثار التقارب المغربي الليبي فيما بعد غضب واشنطن، التي كانت تتهم الزعيم الليبي بتمويل الإرهاب الدولي.
وذكرت وكالة الاستخبارات الأميركية، أنها حذرت واشنطن من خطره لكن الحسن الثاني دافع عن العقيد القدافي.
حيث قال الحسن الثاني، للسناتور الأمريكي كاستن خلال لقاء جمعهما في فاس في دجنبر من سنة 1984 : "إن القذافي ليس مسؤولا عن كل الأحداث الإرهابية في العالم" ولكنه بشر ومن حق الدولة الليبية أن تحظى بفرصة ".
من جانبه أعرب السيناتور كاستن عن المخاوف الأمريكية بشأن ترحيل المعارضين الليبيين من المغرب، وتوافد الآلاف من الليبيين إلى المغرب، والذين يمكن أن يشكلوا خطرا على المغرب والمصالح الأميركية.
ولكن في 1987 وعودة التوتر بين البلدين، عادت مخاوف الأمريكيين من القدافي الذي دبر محاولة لاغتيال الحسن الثاني، حيث تآمر مع مع المقاتل الفلسطيني السابق صبري البنا المعروف أيضا باسم أبو نضال، لاغتيال الملك الحسن.
ووفقا لعاطف أبو بكر، مسؤول القسم السياسي لمجلس حركة فتح الثوري، فإن طرابلس نقلت أسلحة وقنابل للمغرب لاستخدامها في اغتيال الملك. ولكن تم إلغاء المؤامرة في الأخير بسبب مخاوف من انتقام الرباط وانعكاسات العملية على الوضع الليبي.