رحم الله الأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب فهو الذي أطلق على منظمة الاتحاد الإفريقي التي عوضت " منظمة الوحدة الإفريقية " صفة النقابة لأنه لاحظ : " أن الاتحاد الافريقي الجديد لا يعدو أن يكون نسخة مصورة لمنظمة الوحدة الافريقية التي انشئت سنة 1963 ، لكنها لم تسجل تقدما ولا عرفتْ نجاحا حتى قيل عنها إنها المنظمة الدولية الفاشلة بامتياز. ووُصِفت في نهاية عهدها بأنها مجرد نقابة لبعض رؤساء الدول الأفارقة ".
كيف ذلك ؟
بعد أن أصبحت كل المؤشرات داخل المنظمة المقبورة " منظمة الوحدة الإفريقية " وخاصة مؤشرات الداخل ، أصبحت كل المؤشرات تدل على أن صكها التجاري أصبح بين يدي أباطرة الفاشستية والإقطاع السياسي الإفريقي في نهاية الألفية الثانية ، إذاك نزع هؤلاء الفاشيست عنهم قناع التدليس والخداع والمراوغة وتدبير المؤامرات في السر ، وأصبحوا يشتغلون في الوضوح منذ بدابة الألفية الثالثة ، فاتفق سنة 2002 أباطرة الفاشستية والإقطاع السياسي في إفريقيا وهم : قذافي ليبيا وبوتفليقة الجزائر وتامبو مبيكي جنوب إفريقيا وأوباسانجو رئيس نيجيريا وموغابي زيمبابوي ودوس سانطوس أنغولا وغيرهم من الذين تجمعهم صفة واحدة هي امتصاص دماء شعوب إفريقيا والعمل على تفقيرها ، كما جمعتهم " حِرْفَةً " واحدة هي ( الإقطاعية وجبروت التحكم في رقاب الشعوب بالحكم الشمولي الفاشستي ) وأسسوا نقابة نهارا جهارا ( لابد من الإشارة إلى أن القذافي قد أدى الديون والمستحقات المتأخرة لعشرة دول إفريقية لتسانده في إخراج هذه المنظمة المشبوهة ، ويعلم الله كم دفعت الجزائر للدول البافية الأخرى ، أليست نقابة ؟ ) ..... إن لكل مِهْنَة " نقابة " وهؤلاء أسسوا نقابة سموها " الاتحاد الإفريقي " وجعلوها مقرا يجتمعون فيه للدفاع عن مصالحهم الخاصة كحكام طغاة فاشستيين متفقون على شئ واحد هو " الدفاع عن مكتسبات مهنة الاستبداد في إفريقيا والخلود في السلطة " ، وبما أنه من أهداف تشكيل أي نقابة في الدنيا كان ولايزال هو من أجل تكون النقابة " جماعة للضغط " ، فمن هنا اتفق عتاة الفاشيستية من الرؤساء الأفارقة المذكورين أعلاه على إخراج فكرة النقابة الإفريقية بأهدافها للعلن بدون لف و لا دوران ، فكانت منظمتهم تلك قوة ضاغطة للدفاع عن مصالحهم في الاستبداد والخلود في الحكم ومن تم محاولة الضغط على الأمم المتحدة باعتبار نقابتهم منظمة قارية ... لكن ...لكن وكمصير أي نقابة ، فقد كانت "نقابة الاتحاد الافريقي " تحمل في بِنْيَتها الداخلية بذرة تدميرها الذاتي وهي بذرة استقواء التيار الديكتاتوري المستفرد برأيه وقراراته والذي لايقبل الديمقراطية الداخلية ، من هنا بدأ بعض أعضاء الاتحاد الإفريقي المُهَمَّشِين يشعرون بطغيان تيار الفاشيست فيما بينهم وأنهم أصبحوا مجرد ديكور في منظمة اسمها الاتحاد الإفريقي ، وأن عقلاء إفريقيا أصبحوا هم الضعفاء أما الأقوياء : من القذافي وبوتفليقة وموغابي وغيرهم من الذين يفرضون سياستهم على باقي رؤساء إفريقيا ... وتمييزا منا للديكتاتوريين الفاشيست سنسمي المُهَمَّشِينَ " حكماء إفريقيا " ....بعد مرور عشرات السنين أدرك تيار حكماء إفريقيا أن تيار الفاشيست المذكور لا خير فيه للشعوب الإفريقية فهو تيارلا ينتج سوى الفقر والقحط الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ، من هنا بدأت تظهر حركة تصحيحية من داخل النقابة أي من داخل الاتحاد الإفريقي وشعوب إفريقيا ...
أولا: الاتحاد الإفريقي بين مفهوم التفرقة ومفهوم التقويم
لا يمكن لأحد أن ينكر على أن بعض نسائم الديمقراطية بدأت تهب على كثير من دول إفريقيا وهو ما دمر عروش بعض الفاشستيين أمثال القذافي وبنعلي ، ( والأمثلة على ذلك كثيرة آخرها ما جرى في غامبيا ) ... وعليه بدأت الدول الفاشستية وعلى رأسها الجزائر وحليفتها زوما – وخوفا من غول الديمقراطية الإفريقي - بدأوا ينشرون أخبارا كاذبة مفادها أن بعض دول إفريقيا تريد تفريق الدول الإفريقية وتشتيتها .... ومن المعلوم أن المغرب وهو خارج هذه النقابة استطاع مع حكماء إفريقيا أن يعيد للمفاهيم التي بنيت عليها ( منظمة الوحدة الإفريقية ) وكذا المنظمة الجديدة التي عوضتها ، شرع حكماء إفريقيا ومعهم المغرب في إعادة المفاهيم إلى أصولها عوض تلك التي قد عششت في أدمغة الرؤساء الفاشستيين المذكورين أعلاه – الذين مات بعضهم وبعضهم لا يزال ينتظر ، وقد ردَّ المغرب مفاهيم أهداف المنظمة القارية إلى حقيقتها ... فمعلوم أن من بين " أهداف الاتحاد الأفريقي الأساسية ( المنصوص عليها طبعا ) تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة، وذلك لتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقاً للسلام والأمن ومساندةً للديموقراطية وحقوق الإنسان" .. لكن عصابة الجزائر جنوب إفريقيا وزيمبابوي وغيرها الذين استحوذوا على الاتحاد الإفريقي قلبوا معاني كل أهداف الاتحاد وجعلوه وكرا للمؤامرات التخريبية الدنيئة ، ومن هنا أدرك حكماء إفريقيا أن تخاريف الجزائر السياسية والاقتصادية ما هي إلا خزعبلات من قمامة الشيوعية البائدة لم تجني منها الشعوب الإفريقية سوى الفقر والجهل والمرض والتخلف وكأن الاستعمار قد خرج منها بالأمس فقط ، ولما لاحظ حكماء إفريقيا أن الجزائر دولة فاشلة وقريبة جدا من الانهيار وليس من حقها أن تعطي الدروس لغيرها لأنها نموذج للدولة الغنية جدا التي جعلت شعبها من أفقر شعوب الدنيا بسبب انتشارالفساد وانعدام الرؤيا الاستراتيجية التي تضع التنمية الاجتماعية للشعب الجزائري نصب عينيها ( هذا إن حسنت نوايا حكام الجزائر أما الظاهر فحكام الجزائر عصابة من اللصوص يسرقون خيرات الشعب طيلة 54 سنة ) .
لقد ظهرت في إفريقيا دول أمثال السنيغال والكوت دي فوار وراندا وأثيوبيا وغيرهم من الدول الإفريقية التي أصبحت هي التي تعطي الدروس لعتاة الديكتاتورية في جزائر بوتفليقة وزيمبابوي ( موغابي ) وأنغولا ( دوس سانتوس ) وغيرها من الدول العريقة في الدكتاتورية والحكم الشمولي ، إضافة إلى تبني حكماء إفريقيا نظرة استراتيجية وخاصة حول تجربتهم الفتية في الديمقراطية التي جنبتهم كثيرا من ويلات الحروب والمجاعات وتلاقت نظرتهم تلك مع نظرة المغرب (وهو خارج الاتحاد الافريقي) الذي يحاول هو أيضا أن يطبق في بلده ديمقراطية فتية وحَكَامَة مناسبة في تدبير بعض مشاريع التنمية البشرية في بلده ، هنا ظهر للجميع وخاصة الشعوب الإفريقية الواعية أن الأمور قد اتضحت بجلاء وأن عصابة الجزائر كانت تُحَرِّفُ المفاهيم وتجعل من الفشل الاقتصادي انتصارا ( فشل منتدى الاستثمار الإفريقي في الجزائر هو انتصارعند الشياتة في الجزائر ) وشاهدت بأم عينيها تَخَبُّطَ الجزائر منذ 54 سنة ما بين كل المدارس الاقتصادية العالمية من الاشتراكية إلى الليبيرالية إلى اللاتخطيط ثم إلى اللاشيء ، اتضحت صورة الجزائرالحقيقية الفقيرة اقتصاديا الفاشلة سياسيا ( رئيس مشلول ومجتمع لا يعرف في السياسة سوى السب والقذف ) افتضح أمر الجزائر التي كانت واقفة بفضل الغاز والبترول ، واليوم وصندوق الجزائر قد أصبح فارغا ووضع الأفارقة الذين كانوا يسترزقون منه لم يتغير عن زمن الاستعمار... اليوم دارت شعوب إفريقيا دورة 180 درجة لترى بلدا مسلما آخر هو ( المغرب ) البلد الذي ما أكثر ما افترى عليه حكام الجزائر وحاولوا خدش سمعته بالأكاذيب تلو الأكاذيب طيلة 42 سنة ( وهو الذي لم يأبه لذلك لأنه عرف الطريق الصحيح ) لأنه كان يبني نفسه بإمكانياته الذاتية المتواضعة فاكتسب الخبرات تلو الخبرات ( في الطاقة النظيفة المتجددة والفلاحة والصيد البحري والبناء وصناعة الإسمنت وصناعة السيارات ، بالإضافة لنشر شبكة هائلة من الأبناك في العمق الإفريقي ومؤسسات التأمين والاتصالات ، باختصار غزا المغرب إفريقيا بصمت وبخطوات ثابتة غزاها بالمؤسسات العصرية المالية والصناعية ) ...وترك شيوخ إفريقيا أمثال موغابي 92 سنة وبوتفليقة 80 سنة وغيرهم من الشيوخ ( طبعا سيقول الشياتة الجزائريون : هذا كذب فبوتفليقة لايزال عقله عقل شاب في العشرين وموغابي يستطيع الفوز على توفيق مخلوفي في مسابقة 1500 متر ) ، المغرب ترك الشيوخ الحاكمين في الجزائرأضحوكة للأفارقة والعالم ، تركهم يحلمون بثورة بولشيفية إفريقية سيقودها البوليزاريو بعقولهم الصدئة كأسلحتهم التي ينشرون صورها ويا ليتهم لم يفعلوا لأنهم بذلك عرضوا أنفسهم للسخرية الممزوجة بالشفقة ، ألا يزال ينتظر عتاة الديكتاتوريات الإفريقية أن ينهض ماركس وإخوانه من رفاة مخيمات الذل والعار بتندوف ؟!!!!...
قلنا وبعد أن فرض المغرب نفسه في إفريقيا بأساليبه المبدعة البعيدة كل البعد عن سياسة اقتصاد الريع النفطي الغازي الجزائري الذي نشر في أوساط شباب الجزائر الكسل والنوم في العسل وكَرَّسَ معيشة ( لي حيطيست ) وعممها كأسلوب في الحياة الجزائرية بالاعتماد على الدولة في كل شيء ، قلت بعد أن فرض المغرب نفسه في إفريقيا طلب العودة للاتحاد الإفريقي ليقوم مع إخوانه من شرفاء إفريقيا على تقويم اعوجاج هذه المنظمة التي أصبحت عالة على شعوب إفريقيا ، أقول تقويم اعوجاج المنظمة من داخلها ، هنا فَقَدَ حكام الجزائر صوابهم وطارت عقولهم وجُنَّ جنونهم ونشروا في منابرهم الإعلامية التي ينفقون عليها من جيوب الشعب الجزائري ، نشروا أن المغرب يريد أن يقسم الاتحاد الإفريقي ويفرق الدول الإفريقية ويشتت شملهم ....المغرب الذي أراد تقويم اعوجاج تجمع إفريقي أصبح وكرا لعتاة المجرمين من رؤساء إفريقيا الذين يمتصون دماء شعوبهم بعد أن نهبوا أموالهم ، ولكم في الجزائر خير مثال للحكام الطغاة الظلمة اللصوص الهمج .... 1800 مليار دولار ذهبت أدراج الرياح فقط في عهدات بوتفليقة الأربع !!!! فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا بل الأكاذيب ؟؟؟ إنهم الشياطين الأبالسة الذين يطمسون بصيرة الشعوب بأكاذيب المخابرات العسكرية التي أصبحت على رأسها ابنة رمطان لعمامرة المدعوة أمال نسرين لعمامرة ، فهل نجحت مخابرات الجزائر طيلة 54 سنة من المؤامرات ضد المغرب وعلى رأسها رجال أو أشباه رجال وينتظر الجزائريون – اليوم - أن تنجح بنت لعمامرة في مهمة شهد العالم للمغرب بأن أجهزته المخابراتية هي الأقوى والأنجع ؟ وإلا لما اعترفت بنجاعتها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها له بذلك ؟ ولما غزا المغرب إفريقيا ظلت بنت لعمامرة تنظر إليه ممسكة وحدها بخازوق البوليساريو وستبقى كذلك إلى يوم القيامة !!!! ستبقى أمال نسرين لعمامرة مثل عتاة أساقفة الكاثوليك في العصور الوسطى حينما أحرقوا وعذبوا كل من قال بكروية الأرض ، كيف سيكون حالُها ومآلها وهي ترى نظرية ( وجود دويلة لم تكن ولن تكون أبدا ) نظرية دافعت عنها بالباطل ؟ سيكون مآل المدعوة أمال نسرين لعمامرة مثل مآل الدُّغمائيين من أساقفة الكاثوليك في العصور الوسطى الذين تصدوا لكل من يقول بكروية الأرض ... وأخيرا ثبت أن الأرض كروية ، أما الصحراء الغربية فهي مغربية وجزء لا يتجزأ من المملكة المغربية وذلك ما سيزيد التاريخ في إثباته رغم أنف أنف نسرين وأبيها لعمامرة وأنوف الذين باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل دولارات نفطية مطلية بعرق فضلاء الشعب الجزائري وفضلياته من أمهات الشهداء الذين استرخصوا دماءهم في سبيل وطن يعبث به الذين يتعذبون اليوم بسبب عقوق الوطن .
باع آدم كودجو ضميره وقبض دولارات من الجزائر وليبيا من أجل إدخال دويلة البوليساريو إلى منظمة الوحدة الإفريقية بطريقة ممجوجة ، كان الطوغولي آدم كودجو أمينا عاما لمنظمة الوحدة الإفريقية أدرج من ذاته ودون علم أي أحد سوى الذين أطعموه سم الرشوة المقيتة ، أدرج وحده ضمن جدول أعمال القمة الإفريقية نقطة لم تكن مدرجة فيه تتعلق بالاعتراف بـ "الجمهورية الصحراوية" التي أعلنتها جبهة "البوليساريو" منذ عام 1976... خرج المغرب من ومعه من هذا المؤتمر ، طبعا وزيادة في ملح هذه المهزلة أدركت دولة ( لوسوتو ) أن في صحن آدم كودجو شيئا مما يلعقه الكلاب ، خاصة وأن النصاب تنقصه دويلة من صفوف دول الدناءة والحقارة ، فرفضت لوسوتو الانضمام للجماعة ليكتمل النصاب حتى تنال نصيبها مما بقي في الصحن الذي لعق منه آدم كودجو فكان لها ما أرادت وسقطت منظمة الوحدة الإفريقية في مزبلة التاريخ وسيحمل – يوم القيامة - وزرها بل وزن هذا الوزر ترابا مقداره كل أوزان التراب والحجر والصخور الإفريقيا كل من القذافي وبوتفليقة وغيرهما من الذين أدخلوا فيروس ظل ينخر القارة طيلة 32 سنة إنه فيروس البولبيساريو ...كم حرفوا من مواثيق وكم زوروا من شهادات نقشها التاريخ في الزمن الذي لن ينمحي واليوم سيعريهم التاريخ واحدا واحدا ، فعلى من ستدور الدائرة ؟
ثانيا : قصر المرادية بين قنبلتين نوويتين : قنبلة الرياض وقنبلة كيغالي :
كم تهكمت الجزائر بعد أن بدأ المغرب يتواجد في كل مؤتمرات القمة الإفريقية الأخيرة وهو خارج قاعات الاجتماعات التي تطبخ فيها مؤامرات الطغمة الفاشستية ، كنا نستغرب سلوك المغرب ذاك لكننا اليوم أدركنا أنه كان يُحَضِّرُ للمفاجأة الكبرى ، كان وزراء خارجتيه يحضرون ليتابعوا عن كتب ما يدور في كواليس هذه المؤتمرات ويعقدون لقاءات مع حكماء إفريقيا الذين لم يقطعوا معهم العلاقة أبدا ، كان وزراء المغرب يحضرون على هامش هذه المؤتمرات وكأنهم يحضرون داخل القاعات وكانت صحافة الزبالة والاستحمار الجزائرية تسخر من حضور وزراء من المغرب ويسخرون من بقائهم خارج قاعات المؤتمرات ، وكم قرأنا مقالات تسخر من الوجود المغربي في محيط القمم الإفريقية لكنه وكعادته أرسل المغرب قنبلة نووية لا تختلف عن تلك التي ألقاها على قصر المرادية من العاصمة السعودية الرياض ، قنبلة التحالف المغربي الخليجي الذي خرج منه المغرب باعتراف صريح بمغربية الصحراء من كل دول مجلس التعاون الخليجي ، سخرت صحافة الاستحمار الجزائري من طواف الوفود المغربية بجوانب قاعات مؤتمرات القمم الإفريقية وكم فرح الشياتة وهم يقرأون أن المغرب " معزول " ويعاني العزلة في حين أنه كان يستغل تجمع الرؤساء الأفارقة ليفتت من الداخل تخاريف الجزائر وحلفائها من داخل إفريقيا حينما يستفرد مع كل رئيس على حدة ولو أنه كان خارج الجهاز الإفريقي المهترئ ، فقد اكتشف المغرب أن مبادئ الثورة الجزائرية التي كان يتبجح بها ممثلوا الجزائر قد تآكلت وبيعت في سوق النخاسة الإفريقي ولم تعد تساوي الوقت الذي يضيع الكلام حولها بعد أن أصبح الجزائري في غرداية يستضيء بالشمع وتحت أقدامه ملايير المكعبات من الغاز الطبيعي لم يدرك ذلك حتى ضاعت من عمره 54 سنة من اللصوصية ... وكعادته أرسل المغرب قنبلة نووية لم تستطع دلاميني زوما ولا بنت لعمامرة ولا لعمامرة بلحمه ودمه ولا كل تخاريف الجزائر وحلفائها الذين لايزيد الزمان إلا في إنقاصهم ، لم يستطيعوا فعل أي شيء أمام تسوناني مغربي اقتصادي في العمق الإفريقي وهو الذي أنتج قنبلة نووية ثانية هذه المرة نزلت على قصر المرادية وهي أقرب إليها من حبل الوريد ، جاءتها من إفريقيا التي اغترت الجزائر بأنها قد ابتلعتها في لقمة سائغة ... لقد نزلت على قصر المرادية قنبلتان نوويتان إحداهما من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، والثانية من كيغالي التي توصل الرؤساء الأفارقة في مؤتمرهم 27 بعاصمة رواندا كيغالي برسالة رسمية يطلب فيها المغرب استعادة مقعده المستحق بين إخوانه الأفارقة ، لا يستطيع عاقل إلا أن ينبهر للصبر والأناة والنجاعة القاتلة التي يدير بها ملك المغرب قضية الصحراء المغربية ، ولو كان للبوليساريو مقدار حبة خردل من عقل ولاأقول ( الذكاء) فقط حبة خردل من عقل لأدركوا كيف استطاع شعب لايملك من مقدرات الأرض شيئا وخيراته تمر أمام أعينهم في معبر الكركرات ، خيرات يسيل لها لعاب جنرالات فرنسا الجاثمين على صدر الشعب الجزائري ... كيف يتركون وطنا هذه قوته وعظمته ويتبعون جنرالات تدلت كروشهم مما أكلوا من سحت شعب طيب هو الشعب الجزائري ؟ فما هي القنبلة النووية الثالثة التي يحضرها المغرب لينسف بها أعداءه نسفا ؟ ... لقد مات الاتحاد الإفريقي وانتهى وأُقْبِرَ نهائيا كما أراده القذافي ورسم تقاطيعه عتاة الديكتاتورية في إفريقيا من جزائر بوتفليقة إلى أنغولا دوس سانطوس وزيمبابوي روبرت موغابي وغيرهم من المجرمين الذين يحكمون شعوبهم بالجوع والقنابل المسيلة للصديد ، ومن المؤكد الأكيد أن هذه المنظمة بعد أن ماتت سَتَجُرُّ معها إلى مزبلة التاريخ كيانا وهميا اسمه البوليساريو وهو ما تنبأنا له في مقال سابق بعنوان : " هل سيجلس المغرب والبوليساريو معا في الاتحاد الإفريقي ؟ " نشر في موقعنا الموقر هذا بتاريخ 25 يوليوز 2016 في ركن " للأحرار فقط " قلنا فيه حرفيا : " إذا استعصى على الدول الإفريقية طرد البوليساريو حسب قوانين المنظمة ، فالمغرب سيعمل ببطء وأناة على خلق الظروف من داخل الاتحاد الإفريقي مع حلفائه على تغيير القانون أو تعديله أو تعليق العمل به وتجميده أو البحث في خصائص الدول الأعضاء أو غير ذلك ، لن يقف المغرب مكتوف الأيدي مع حلفائه لقلب الأوضاع داخل منظمة مهترئة تلوك فشلها وتحتضن الأفاعي وتسمنها..."
عود على بدء
بعد كل هذا ألايزال في إفريقيا من الحكام باحثون عن صحون يلعقون منها بعض الفتات مما فَضُلَ على آدم كودجو وروبرت موغابي وجوناثان ليبوا حاكم مملكة ليسوتو... أصبح العالم كله يعرف أنه لم يبقى سوى 14 دويلة من أصل 52 دولة إفريقية لاتزال متمسكة بخازوق البوليساريو بمثل ما تتمسك به أمال نسرين بنت لعمامرة التي تلقفت الوهم بعد أن استوى سرابا وما أتعسها به !!! من سيكون أضحوكة العالم بعد الذي ذكرنا حينما سيدخل المغرب الاتحاد الإفريقي دخول الفاتحين ؟
إني أشم رائحة البارود الغادر ستنبعث من بنادق الجنرال سعيد شنقريحة الحاكم العام للشريط العازل المنزوع من السلاح بعد اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991 ، أشم رائحة البارود بعد الهزيمة المذلة لكبرياء الجنرال سعيد شنقريحة لأن المغرب قد عاد ينازعه مباشرة الحق في ذلك الشريط ، لأن من كان يختبئ شنقريحة وراء ظهورهم سيختفون بقوة القانون الإفريقي ، سيعود النزاع إلى أصله وبدايته قبل أن يُحرفه أدم كودجو ومنظمة الوحدة الإفريقية بعد أن جعلت من الأوهام كيانا أضاعت فيه إفريقيا 42 سنة من الكذب والبهتان ، فبعد تصحيح هذه الوضعية ستصبح الجزائر معتدية على أراض هي في الأصل أراض تابعة للصحراء المغربية وليس لجمهورية تم التشطب عليها من قائمة الدول الإفريقية ....
فماذا أنت فاعل يا سعيد شنقريحة ؟
سمير كرم