في تعليقه على محاولات الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" لعرقلة مساعي المغرب العودة الى الاتحاد الافريقي، بعد استغلاله العلاقاته مع مع بعض دول شرق افريقيا من أجل ثنيها على التصويت لصالح المغرب،
قال الخبير في تحليل العلاقات الدولية "نوفل البوعمري" في تصريحه لموقع شنوطرا ، أن "مصر كما هو معلوم متوجسة من عودة المغرب للاتحاد الإفريقي؛ و هو توجس ناتج عن قراءة قدمتها للتحركات المغربية في إفريقيا؛ و هي قراءة اعتبرت أن عودة المغرب لعمقه الطبيعي؛ و عودته للعب كامل أدواره إقليميا سيحد من نفوذ مصر " التاريخي" بافريقيا و هو نفوذ يعود للمرحلة الناصرية حيث كان النظام آنذاك يعتبر نفسه قائدا لحركات التحرر في العالم العربي و الإفريقي و داعما لها.
وأضاف البوعمري في تصريحه للموقع، أن "اليوم تغيرت المعطيات على أرض الواقع؛ و أصبح المغرب أكثر تماسكا و قوة من حيث النظرة التي تؤطر دبلوماسيته الرسمية اتجاه إفريقيا؛ حيث يتعامل معها ليس بمنطق مصر التي تعتبر نفسها القائدة؛ بل بمنطق الشراكة الإستراتيجية؛ المتعددة الأبعاد اقتصاديا؛ ثقافيا؛ ثم سياسيا...و هو ما تفتقده مصر اليوم بسبب الاضطرابات السياسية التي تعيشها منذ أربع سنوات.
وفي هذا السياق أكد ذات الخبير، أن "المناوشات التي قد تقوم بها؛ هي بهدف ليس عرقلة العودة؛ لأنه إذا كانت الجزائر نفسها اعترفت بأمر الواقع؛ و بعودة المغرب السريعة و القوية؛ فإن النظام المصري يعي أن مسألة العودة محسوم فيها؛ هو فقط يحاول أن يطرح نفسه كنظام جزء من أي ترتيبات سياسية و اقتصادية بإفريقيا؛ خاصة إذا ما علمنا حجم الصراع الجاري حاليا حول مياه النيل؛ و ما يشكله من مصدر ثروة حقيقية لمصر...لذلك هي ترى أن عودة المغرب سينافسها اقتصاديا في مصر و سيخلل التوازنات الحالية الموجودة بأفريقيا لصالح قطب إفريقي جديد؛صاعد يتشكل وفق رؤية مغربية تطرح الأولوية لشعوب إفريقيا؛ و لصالح السلم و الديمقراطية هنا".
و مع ذلك مصر نحتاج للحوار معها؛ ليس من باب تفوقها؛ بل من باب الحرص على الحفاظ على المشترك بيننا و بينهم؛ من خلال طرح كل النقط الخلافية او التي قد تشكل مستقبلا نقط تضاد على طاولة الحوار بالوضوح و الحزم اللذين طبعا الدبلوماسية المغربية منذ مدة.