أن يطرح برلماني فرنسي في اجتماع داخلي للبرلمان بباريس، موضوع صحة رؤساء دول المغرب العربي الثلاث، تونس والجزائر والمغرب، فهذا أمر يطرح ليس فقط سؤال حدود اللياقة، بل يطرح في العمق سؤالا قانونيا وأخلاقيا. هل يحق مثلا للبرلمان المغربي أن يناقش الوضعية الصحية أو العقلية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند؟. طبعا لا حق لأي مؤسسة برلمانية أو غيرها من المؤسسات الرسمية للدول، في مناقشة أمور مماثلة، لأنها ترجمان فقط لروح فرنسية بائدة للوصاية على شعوب المغرب العربي.
بالتالي، فتدخل البرلماني الفرنسي، الذي صوت عليه ناخبوه للإهتمام بصحة رئيس بلده وليس بصحة رؤساء دول العالم، كلام مزايدة مجاني بخصوص المغرب. لأنه جديا، هل الإصابة بالحساسية مرض عضال بالنسبة للنخبة الفرنسية؟.
في القاهرة تقدم مني فاعل فرنسي له وزنه بباريس، والصديق أحمد الدافري شاهد على الواقعة، وبدأ يعبر عن قلق فرنسي من صحة الملك. حين أجبته أنه يبالغ، رد كما لو أنه هو الطبيب الخاص للملك، ما اضطرني أن أذكره بمرض حساسية فرنسي كلما تعلق الأمر بالمغرب، حيث قلت له: اطمئن يا سيدي، قد تكون صورة الملك مريضة عندكم في باريس وتثير الحساسية. نحن في المغرب واقع الملك في صحة جيدة. وهذا هو الأهم، لأنه ملك في الرباط وليس في باريس. فصمت وغير الموضوع.
لحسن العسبي