اختار حزب العدالة والتنمية، الفائز بالرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، التصويت بالورقة البيضاء أثناء انتخاب رئيس مجلس النواب، الذي عاد إلى الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واعتبر كثيرون الورقة البيضاء بدل الانسحاب هي شعرة معاوية بين أمين عام العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران ورئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش.
وفي هذا الصدد كشف سعد الدين العثماني، منسق فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن تصويت نواب الحزب بورقة فارغة في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، كان "استعاضة عن ترشيحنا، وأيضا لتوجيه رسالة بكوننا نريد البحث عن طرق ووسائل لحلحلة هذا التعثر في تشكيل الحكومة".
واعتبر العثماني، في تصريح أدلى به عقب انتهاء عملية انتخاب رئيس مجلس النواب أول أمس الاثنين، أن "اللحظة تاريخية بالنسبة للمغرب ولوحدته الوطنية والترابية، وأيضا لوجوده بإفريقيا، وهذا هاجسنا"، مضيفا أن "الأهم لدينا هو إنجاح هذه المرحلة بالتصويت على النظام الأساسي للاتحاد الإفريقي وتمكين جلالة الملك من الذهاب إلى القمة الإفريقية مسلحا بجميع الأمور الضرورية لإنجاح انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي".
وحول عدم تقديم حزب العدالة والتنمية مرشح لرئاسة مجلس النواب، أوضح العثماني أنه "كان مطروحا الترشيح، لكننا فضلنا ترك المجال مفتوحا لخلق الشروط الإيجابية لتشكيل الحكومة المقبلة وعدم تأزيم الأجواء مع أصدقائنا في الأحزاب الأخرى".
ما قاله العثماني هو الذي استشف منه المتتبعون أن حزب العدالة والتنمية ترك شعرة معاوية مع التجمع كي تبدأ المفاوضات من جديد حول تشكيل الحكومة.
ولم يعد أمام بنكيران من خيار سوى الانسجام مع ما أفرزته جلسة التصويت وضم الاتحاد الاشتراكي للأغلبية أو الدخول في الخيارات الأخرى من بينها الإعلان عن فشله في تشكيل الحكومة.
وكان حزب الاستقلال قد اختار الانسحاب من جلسة التصويت بدل التصويت بالورقة البيضاء مثل البيجيدي والتقدم والاشتراكية، وهو ما اعتبره كثير من المهتمين بانفراط عقد التحالف بين الحزبين، حيث اتفقا في البداية على تقديم مرشح مشترك بينما في آخر لحظة خرج فريق البيجيدي بالورقة البيضاء مما دفع شباط ليقلب الطاولة على بنكيران.