أشاد المفكر السوري خالص جلبي بالسلام والأمن "اللذين ينعم بهما المغرب في ظل الحكامة الرشيدة للملك محمد السادس"، في وقت يشهد العالم جملة من الصراعات والحروب الدامية. وقال الطبيب المختص في جراحة القلب والشرايين إن "الله وضع قطعة من الجنة بالأرض سماها المغرب"، وفق تعبيره.
حديث المفكر خالص جلبي جاء على هامش الندوة الفكرية التي احتضنتها قاعة دار الشباب المسيرة بمدينة وزان، مساء السبت، ونظمتها جمعية التضامن للتربية والتنمية في موضوع: "سيكولوجية العنف وإستراتيجية العمل السلمي".
وأدان جلبي مظاهر العنف والتقتيل التي يشهدها العالم، من قطع للرقاب وغيرها من الجرائم الشنعاء، خاصة ببلاد الشام، تحت مسمى "الخرافة الإسلامية"، نافيا أن يكون الأمر متعلقا بالخلافة الإسلامية.
وانتقد في الوقت نفسه تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الداعية إلى التفرقة والعنف، معرفا إياه بـ"تدفق شيطاني داخلي لاحتقار الآخر"، مؤكدا أن العنف يبدأ بمشاعر نفسية أولها الكراهية، ثم ينتقل إلى اللسان عبر التعبير السام، ومن ثم إلى التشابك بالأيدي واستعمال الأسلحة الحربية المدمرة.
وندد المفكر السوري بطقوس السلفيين وصلواتهم، واصفا إياها بأنها "حركات، وما هي بصلاة"، والأمر نفسه بالنسبة للشيعة "الذين يعمدون إلى استعمال العنف خلال احتفالاتهم"، داعيا في الوقت نفسه إلى تنظيف القلب من الأوساخ وكل المشاعر العنيفة.
وشدد جلبي على أن خط الحضارة الإسلامية توقف خلال معركة صفين، التي أنجبت 3 فرقاء تتصارع حول السلطة، مضيفا أن الدولة تحتكر العنف ضمانا لأمن الأفراد داخل المجتمع.
المفكر السوري اعتبر أن الإسراف في استعمال العنف يؤدي إلى الطغيان، واصفا المؤسسة الدينية بـ"ماكينة رعب اخترعها رجال الدين لتأييد الطغيان"، وزاد "وهو ما جمعته الآية القرآنية عن لعن "الجبت والطاغوت"؛ فالطاغوت هو الطاغية السياسي، والجبت هو رجل الدين أو الكاهن الذي يقف إلى جانب الحاكم"، بتعبير جلبي.
وختم المتحدث حديثه بالقول أن جرعة العنف لا يجب أن تتجاوز الجرعة الضامنة لأمن وأمان الفرد والمجتمع، وأن الغاية من كبش الأضحية هو الكف عن قتل الإنسان، وواصفا المشروع الإبراهيمي بـ"مشروع السلام".