سمح نظام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز منذ أشهر لجبهة البوليساريو (تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة جمهورية مستقلة )، بإقامة قواعد عسكرية ونقاط تفتيش دائمة على طول حدود بلاده الشمالية!.
وبفضل التسهيلات الموريتانية غير المسبوقة تحقق لــ‘‘الجبهة‘‘ حلم التحكم علي شاطئ المحيط الأطلسي الصخري بمنطقة الكركرات التي ظلت ولعقود تحت إشراف وسيطرة الحكومات الموريتانية المتعقابة منذ خروج الإستعمار الإسباني في منتصف سبعينات القرن الماضي وحتي مطلع هذا العام!.
محللون ينظرون إلي خطوة نظام ولد عبد العزيز تلك بأنها غاية في الخطورة علي مستقبل استقرار الدولة الموريتانية خصوصا وأن الأمر يتعلق بجعل شمال موريتانيا تحت سيطرة تنظيم شبه إرهابي مسلح غير محكوم بالأعراف والقوانين الدولية وسبق ان دخل حربا ضروسا استمرت سنوات مع الجيش الموريتاني، ولايمكن مطلقا اسبعاد أن داخل التنظيم من يطالب بأخذ الثأر لمقتل قادته البارزين في معارك دارت رحاها قرب العاصمة انواكشوط !!.
وإذا كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حاليا علي الأقل غير مكترث لتلك المخاوف وأخذ يفتح الباب علي مصراعيه لتحسين علاقاته مع المملكة المغربية ونزع فتيل أزمة تجاوز عمرها أربع سنوات ، فإن ذلك التقارب من شأنه دفع البوليساريو المستفيدة من التسهيلات التي حصلت عليها من موريتانيا إلي تعجيل تنفيذ مخطط يكون واقعا علي الأرض يقوم علي نقل جزء من مخيمات الاجئين الصحراويين إلي ‘‘الكركرات‘‘ مقدمة للوصول إلي ‘‘ لكويرة‘‘ وهو لا محالة سيفرض علي الجيش الموريتاني إدا وجد نفسه مطوقا ، إما الدخول في حرب جديدة مع تنظيم إرهابي مسلح أو التنازل عن ولايات البلاد الشمالية ، عصب اقتصاد البلاد !.
مؤشرات رجحان ذلك التحليل بدأت مباشرة بعد الزيارة القصيرة التي قام بها إلي ازويرات (شمال موريتانيا ) رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران حيث التقي بالرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز وقد أفادت تقارير إعلامية محلية أنه جري توزيع منشورات داعمة لجبهة البوليساريو تطالب بإعطاء ‘‘ازويرات‘‘ حكما ذاتيا.
وحسب المصادر، فإن المنشور ندد بشدة بالزيارة التي قام بها بنكيران والوفد المرافق له، للمدينة الموريتانية، معتبرا أنه لا خلاف بين النخب السياسية بين المغرب وموريتانيا يستدعي تلك الزيارة.
المنشور طالب أيضا بمنح أبناء تيرس الأصليين ما وصفه “حقوقهم المشروعه على أرضهم الثرية بكل الثروة المعدنية والطبيعية” إضافة إلى عدة مطالب يبدو أن عصابة البوليساريو لجأت اليه بعدما أغاظها التقارب بين المغرب وموريتانيا.
المنشور وقع من طرف جمعية تدعى “ذاكرة تيرس الزمور” حيث يتضح من مضمونه وسياقه العام أنه يقدم طرحا شبه انفصالي للولاية أو منحها حكما فيدراليا تحت وصاية موريتانيا ضمن إطار يعتبر المنشور أنه سيجمع شعب الصحراء الإسباني الأصيل في أرض تيرس الزمور، حسب زعمها.
ح.سطايفي