- كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الثلاثاء، عن تقرير مثير، قد يقود إلى اندلاع مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط، ذكرت فيه أن لديها "مخاوف جدية" إزاء وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما أن لديها معلومات "موثوقة" بأن الجمهورية الإسلامية ربما تطور أسلحة نووية.
ولكن تقرير الوكالة الدولية، الذي يُعد الأكثر تفصيلاً بشأن احتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني، الذي يثير قلقاً واسعاً لدى الغرب وإسرائيل، لم يجد دليلاً على أن طهران اتخذت قراراً استراتيجياً بعد، بشأن إنتاج قنبلة نووية، إلا أنه أشار إلى أن البرنامج النووي الإيراني أصبح أكثر تقدماً عما كان عليه من قبل.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الذي جاء في 25 صفحة متضمناً ملحقاً خاصاً عن مدى وجود بعد عسكري محتمل لبرنامج إيران النووي، حصلت عليه CNN، أن "الوكالة لديها مخاوف جدية بشأن وجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني."
واستبق الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إعلان التقرير، بتوجيه انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة، واعتبر أن السياسات الأمريكية تهدف إلى "نهب ثروات الشعوب، والاستخفاف بها"، وقال إن "الشعب الإیراني لیس في حاجة إلی القنبلة الذریة لوضع حد لتطاول أمریكا."
وقال الرئيس الإيراني، خلال اجتماع طلابي في طهران الثلاثاء، إنه "لو قررت الولایات المتحدة مواجهة الشعب الإیراني، فان الرد الحازم للشعب الإيراني سیجعلها تعض أصابع الندم"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا."
وتابع أن "الولایات المتحدة التي تمتلك نحو خمسة آلاف قنبلة ذریة، تتهم الیوم بوقاحة، إیران بصنع السلاح النووي"، مضیفا أن الأمریكیين "یرون سعادتهم في نهب وتدمیر الآخرین"، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي خصص خلال العام الحالي 81 مليار دولار إضافية، لتطوير القنابل الذرية في بلاده.
ومن المقرر أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعاً في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ذكرت الوكالة في وقت سابق، أنه سيخصص لمناقشة الملفين النوويين لكل من إيران وسوريا، بعد نقلهما إلى مجلس الأمن الدولي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية، يوكيا أمانو، قد اتهم إيران بعدم تقديم تفاصيل كافية بشأن برنامجها النووي إلى مفتشي الوكالة، مما يحول دون التأكد من مزاعم طهران بأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية يقتصر فقط على أغراض سلمية.
وعزز أمانو الشكوك حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني، عندما قال، خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في سبتمبر/ أيلول الماضي، إن "الوكالة تشعر بقلق متنام بشأن احتمال وجود أنشطة نووية في إيران، لم يتم الإعلان عنها، سواء في السابق أو الوقت الراهن، تضم منظومات عسكرية."
ويتخوف الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، من سعي الدولة الواقعة في غرب آسيا، لإنتاج أسلحة دمار شامل عبر تطوير برنامجها النووي، كما دفع تمسكها بالمضي قدماً في البرنامج المثير للجدل، مجلس الأمن الدولي إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على طهران، في محاولة لكبح الطموح النووي لإيران.
وأقرت طهران مراراً بإنتاج ما يزيد على 4500 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب منذ عام 2007، وهي كمية يرى الغرب أنها كافية لإنتاج أربعة أسلحة نووية، فيما كشفت الخارجية البريطانية، أواخر يونيو/ حزيران الماضي، أن إيران أجرت تجارب سرية على صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.