بدأت جماعة العدل والإحسان في الترويج لكرامة أنجت شيخها ومؤسسها ومرشدها عبد السلام ياسين من رصاصة الإعدام، وادعت أن قرار قتله تم اتخاذه من قبل الملك الراحل الحسن الثاني، وكان مؤسس الجماعة حيتها في مستشفى للأمراض العقلية، غير أن الجماعة كما أوردت في كتاب حول حياته قالت إن شخصا مجذوبا هو من طلب من الملك الراحل عدم تنفيذ العملية لأنه رأى محمد الخامس في المنام وقال له أن يمتنع عن ذلك.
لا يمكن طبعا الاعتماد على معلومة مثل هاته في كتابة التاريخ، خصوصا وأنه لا يوجد شاهد عليها، ولا نعرف كيف خرجت من دهاليز القصر إلى آذان أعضاء الجماعة، وكيف تم تناقلها في التاريخ القريب، حيث لم تكن رائجة داخل الجماعة، ويمكن أن نقول إنها لم تكن موجودة في حياة عبد السلام ياسين حسب ما نعلم.
إذن تبقى معلومة مشكوكا فيها مادامت كل وسائل توثيقها منعدمة، وما دام مصدرها من داخل القصر، وبالتالي لا بد من معرفة المسار الذي قطعته حتى تعرف عليها أبناء الجماعة.
ومع ذلك تبقى العلاقة بين الملك الراحل الحسن الثاني وعبد السلام ياسين لغزا محيرا، فالعداوة كانت في أوجها خصوصا وأن مؤسس الجماعة تجاوز كل الحدود في رسالة الإسلام أو الطوفان، واستعمل أسلوبا يخرج عن حدود النصيحة وقد اختار لرسالته النصيحة، ولكن بعض المعلومات تفيد أنه كان هناك اهتمام خاص بالشيخ.
من المعلومات المجهولة في تاريخ الحركة الإسلامية، أن عبد السلام ياسين، المفتش في التعليم كان يتلقى راتبه كاملا ولم يتم توقيفه في أية لحظة من اللحظات طوال حياته، وظل يحصل على كل ما يحصل عليه مفتش يمارس مهامه اليومية بما في ذلك الترقية، التي ظلت تمر بسلاسة.
وأكثر من ذلك، يحدثنا مسؤول بوزارة التربية الوطنية أصر على تأكيد خبره من مصدر ثان، أن بعض الاحتجاجات ضد هذا الوضع كانت تواجه بأن هناك توصية بحق "الشريف"، كما أن ياسين وبعد بلوغه السن القانوني للتقاعد سنة 1988 تمت تسوية وضعيته ومنحه المعاش دون أن يملأ أي ملف ودون الحضور وحتى دون أن يحضر أي من أقاربه.
قد لا تتوفر لهذه المعطيات الصدقية، لكن الفرق بينها وبين المعلومة التي شككنا فيها هو أن ما قدمناه يمكن تتبع مساره من خلال الوثائق المتوفرة بوزارة التربية الوطنية وحتى بعض المصادر التي ما زالت قيد الحياة.