تكتسي الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس لإفريقيا أهمية كبيرة للبلدان الافريقية وللدولة المغربية، وفي هذا الصدد، قالت مجلة جون أفريك الفرنسية المختصة بالشؤون الأفريقية إن المغرب أعلن عن جملة من الاستثمارات الخاصة والعامة في عدد من الدول الأفريقية في إطار تقوية دبلوماسيته الاقتصادية لتمتين روابطه مع القارة، وتسهم في هذا الحراك عدد من الشركات الخاصة والعامة.
وتشير المجلة الأسبوعية إلى أنه أثناء الجولة الأفريقية لملك المغرب ملك السادس -التي لا تزال مستمرة- وقعت الرباط ما لا يقل عن 47 اتفاقا مع مسؤولين في ثلاث دول أفريقية، جزء مهم من هذه الاتفاقيات عبارة عن مشاريع اقتصادية، وقد رافق الملك المئات من كبار رجالات ونساء الأعمال في البلاد.
وأضافت أنه في رواندا، وقعت شركة كوبر فارما المغربية للأدوية مذكرة تفاهم لبناء مصنع مساحته عشرة آلاف متر مربع سيبدأ تشغيله في العام 2019، كما وقعت شركة بالميريا المغربية للتطوير العقاري اتفاقا لإنجاز خمسة آلاف وحدة للسكن الاجتماعي في العاصمة الرواندية كيغالي باستثمار يفوق 62 مليون يورو أي 65 مليون دولار.
وتابعت الجريدة أن محمد الكتاني المدير التنفيذي للبنك التجاري (وفا) -وهو أكبر بنك استثماري خاص بالمغرب- لم يعد يخفي حنين من الجولة الملكية، إذ أصبح البنك شريكا في مؤسسة مالية تدير أصولا بقيمة 178 مليار فرنك رواندي (219 مليون دولار)، وأعلن المدير التنفيذي للبنك الشعبي المغربي محمد شعبون عن إحداث مؤسسة للقروض الصغرى وصندوق استثماري لمواكبة توسع الشركات المغربية في السوق الرواندية.
وقد استطاع البنكان المغربيان بالإضافة إلى الفرع الأفريقي للبنك المغربي للتجارة الخارجية فتح فروع في أغلب دول غرب إفريقيا، وهي بصدد التوسع إلى شرق القارة، وهو أمر يسهل مأمورية رجال الأعمال المغاربة في دخول أسواق المنطقتين عن طريق توفير مؤسسات تمويلية يعرفونها وتعرفهم.
ولا تحرص السلطات المغربية فقط على تشجيع ومساعدة القطاع الخاص على الاستثمار في أفريقيا، ولكنها تضع أيضا آليات لتقليل المخاطر المرتبطة بهذا الاستثمار، ويقول مصدر داخل وزارة المالية إن الأخيرة وضعت آلية لحماية الاستثمارات المغربية، ووقعت اتفاقيات مع بلدان أفريقية لتفادي الازدواج الضريبي.
وتعتمد الدبلوماسية الاقتصادية للرباط تجاه أفريقيا بشكل كبير على شركات الدولة، فشركات مثل كوماناف للنقل البحري والخطوط الملكية المغربية حاضرت في عدد من الدول منذ بداية القرن الحالي، وانضمت إليها في السنوات الأخيرة شركات حكومية أخرى، أبرزها المكتب الشريف للفوسفات التي وقع اتفاقية قبل عشرة أيام لإقامة مصنع ضخم للأسمدة بإثيوبيا بقيمة 3.7 مليارات دولار.
واسترسلت الصحيفة أن السلطات المغربية تسعى إلى نقل عدد من تجاربها الاقتصادية لدول أفريقيا مثل مخطط المغرب الأخضر لتطوير القطاع الزراعي، ومشروع مارتشيكا لإزالة التلوث من خليج الناظور شمالي البلاد، وقد اتفق المغرب ساحل العاج على نقل تجربة مارتشيكا لإزالة التلوث من خليج كوكودي.
وأفردت الصحيفة الفرنسية أن المغرب يعتبر أكبر مستثمر أجنبي في ساحل العاج باستثمارات ناهزت في العام الماضي مليار يورو (ما يفوق مليار دولار)، كما وقع مع دولة مدغشقر الاثنين الماضي اتفاقية لتطوير وحماية قناة بانغالانيش وهي أكبر قناة بحرية ملاحية بأفريقيا.