لم يكد يَجِفُّ الوَحَلُ الذي تَمَرَّغَ فيه عبد المالك سلال أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين حتى وجهت السعودية صفعة مدوية للأغبياء الحاكمين في الجزائر ، عاد سلال من السعودية وبعد أقل من أسبوع أي في 22 نوفمبر 2016 دَمَّرَ المغربُ الخطة المبيتة لأعداء شعوب إفريقيا في مؤتمر القمة العربي الإفريقي المنعقد في ملابو بغينيا بيساو حيث انسحب المغرب منه لأن المنظمين سمحوا ولأول مرة في تاريخ هذا المؤتمر العربي الإفريقي بوضع علم الجمهورية الوهمية للبوليساريو ضمن أعلام الدول المدعوة لحضور هذا المؤتمر ( كان المؤتمر الأول في مصر عام 1977 والثاني في 2010 بسرت بليبيا والثالث في 2013 بالكويت ، طبعا ما يهمنا هما المؤتمرين الأخيرين لأن الأول لم يكن الكيان الوهمي بعد في المنظمة الإفريقية ) ، مباشرة بعد احتجاج المغرب ومقاطعته لهذا المؤتمر تضامنت معه دول الخليج على رأسها المملكة العربية السعودية ثم ( الإمارات العربية – قطر – البحرين - سلطنة عمان ) بالإضافة إلى الأردن واليمن والصومال ...أما الكويت فقد حصل لأميرها الطَّيب ما حصل له في نواكشوط ، حيث كان حضوره ضروريا وحتميا لكي يقدم نتائج فترة رئاسته لهذا المؤتمر وليسلم الرئاسة لغينيا بيساو ، فمثلما كان قدره المسكين قد فرض عليه في مؤتمر نواكشوط أن يبيت فيها ويتحمل قذارة فنادقها ونتانتها وعفنها وجرذانها حتى يسلم الرئاسة لخادم قصر المرادية الموريتاني المدعو محمد عبد العزيز ، كذلك كان قدره المسكين أن يعيش هذا الموقف المُحْرِج وأن يبقى في ملابو ليسلم رئاسة الدورة لرئيس غينيا بيساو ... هكذا كان الرد السعودي على تمرغ سلال البئيس أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين !!!
أولا : زوما مستمرة في تنفيذ مؤامرة منع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي :
إذا كانت غينيا بيساو تؤكد أنها لم تستدعي الجمهورية الوهمية وأنها احترمت ضوابط الالتزام بحضور الدول التي تعترف بها الأمم المتحدة ، أي الدول التي شاركت في قمتي ليبيا والكويت سنتي 2010 و2013 على التوالي ، وإذا كانت هناك أخبار تقول إن رئيس القمة العربية الحالية الموريتاني المدعو محمد ولد عبد العزيز قدعَلَّقَ على انسحاب المغرب ودول الخليج بأنه لا مبرر له نظرا لعدم مشاركة البوليساريو فيه أصلا ، إذن من وضع خرقة البوليساريو بين أعلام الدول العربية والإفريقية ؟ هناك عدة احتمالات حول هذه المعلومات : فإما أن هناك انعدام الخبرة لدى اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر وخاصة من أعضاء غينيا بيساو الذين وضعوا خرقة البوليساريو بين أعلام الدول المدعوة ، وإما أن تعليق ولد عبد العزيز حول عدم مشاركة البوليساريو في هذا المؤتمر لا أساس له من الصحة بدليل أن معظم الأخبار المتواترة تقول حرفيا : " مشاركة السيسي في القمة العربية الإفريقية إلى جانب جبهة البوليساريو " ..إذن لقد حضر البوليساريو وتم وضع علمها عمدا وعن سبق إصرار وفي تحدي سافر لشروط المؤتمرين السابقين ( مؤتمر سرت بليبيا في 2010 ومؤتمر الكويت في 2013 ) خاصة وأن أمورا جَدَّتْ بعد هذين المؤتمرين وهو إصرار المغرب على العودة الطبيعية لمنظمة الاتحاد الإفريقي والنشاط المغربي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في دول شرق إفريقيا كما كان الأمر بالنسبة لغربها وذلك بالشراكات الاقتصادية والاجتماعية التي يعقدها المغرب مع هذه الدول ، واعتماد المغرب في اتفاقياته مع هذه الدول على الهدف ( رابح رابح ) فيما بين دول جنوب جنوب بلا وعود كاذبة تدعي إغراق البلدان الإفريقية الفقيرة بدولارات النفط والغاز الجزائرية والنيجيرية والماس الجنوب إفريقي ، وهو ما أثبتت الأيام أنها مجرد أكاذيب في أكاذيب زادت القارة الإفريقية فقرا وتخلفا ... إن حرص بعض أعداء المغرب من الدول الإفريقية على إشراك البوليساريو في هذا المؤتمر كان بمثابة بالون اختبار لمدى تماسك دول إفريقيا حينما سيقفون سدا منيعا ضد طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي إذا أصرَّ المغرب على ذلك كشرط لعودته للمنظمة الإفريقية ، إذن ظهر السبب وبطل العجب ، إنها زوما رئيسة المفوضية الإفريقية وحلفاؤها في محور الشر الإفريقي دون غيرهم ، هم الذين لا يزالون سائرين في تنفيذ مخطط عرقلة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي بعد أن كانت زوما هذه قد امتنعت عن تعميم الطلب الرسمي للمغرب على بقية دول أعضاء المنتظم الإفريقي ظلما وعدوانا ، فانكشف أمرها ...و لا يزال مسلسل المؤامرات ضد المغرب مستمرا .
ثانيا : ما قيمة قمة عربية إفريقية بدون أموال خليجية ؟ :
كعادتها تنبح أبواق حكام الجزائر بأن انسحاب المغرب ودول الخليج باستثناء الكويت التي صفعت المغرب كما تدعي أبواق الجزائر ، هذا الانسحاب حسب أبواق الجزائر لم يؤثر في سير أشغال مؤتمر العرب والأفارقة خاصة وأن كل الدول الإفريقية حتى أصدقاء المغرب لم يقاطعوا هذا المؤتمر وهي صفعة قوية للمغرب ، وهو دليل على تماسك الأفارقة ضد المغرب وما يخطط له بالعودة للاتحاد الافريقي ، وحسب أبواق حكام الجزائر فإن المغرب كان يسعى إلى إفشال هذا المؤتمر العربي الإفريقي لكن مساعيه لم تنجح ...
إنه الضحك على الذقون ، ذقون أغبياء الجزائر وحلفائها في القارة الإفريقية .. السؤال : من سعى إلى إفشال هذا المؤتمر المبني أساسا على التعاون العربي الإفريقي في ميادين التنمية الاقتصادية والإجتماعية التي تعتمد أساسا على المال ، هل أفشله الذين خرقوا مبدأ مشاركة الدول التي تعترف بها الأمم المتحدة وحدها حسب المتفق عليه في المؤتمرين السابقين أم أفشله الذين احتجوا على هذا الخرق السافر ؟؟؟ إنهم أعداء شعوب إفريقيا الذين حشروا أنفسهم في خنادق حسابات سياسوية ضيقة جدا هم الذين حرموا شعوب إفريقيا من قرارات كانت ستخدم الشعوب وليس الحكام من أعداء شعوب إفريقيا ، فإذا قلنا نجاح مؤتمر للتعاون العربي الإفريقي في ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدون دول الخليج فذلك هو منتهى الحمق والجنون المراهقة السياسية ، على أي شيء سيتفق رؤساء إفريقيا بدون دول تمول مشاريع تنموية حقيقية في دول إفريقيا ... طبعا سيبقى مؤتمرا للخطب الرنانة والكلام الفارغ الذي تحسنه الأنظمة الشمولية وعلى رأسها النظام الجزائري البارع في الكذب والديماغوجية ... فما قيمة قمة عربية إفريقية بدون أموال خليجية ؟ إن الذين حرموا شعوب إفريقيا من التعاون العربي الإفريقي هم الذين يضعون حثالة البوليساريو عصا في عجلة كل التجمعات الإقليمية والجهوية فيكون مصير هذه المؤتمرات والتجمعات الفشل الذريع بسبب حثالة البوليساريو ، ولا يعرف أعداء شعوب إفريقيا أن العالم قد أدرك تفاهة موضوع البوليساريو الذي تجعله الجزائر قضيتها الوطنية الأولى ... فما على القلة القليلة من الأفارقة المتضامنين مع الجزائر إلا أن يراجعوا حساباتهم على أسس صحيحة ... ولتنظر إفريقيا لحكام الجزائر وقد داروا دورة بـــ 180 درجة بزيارة عبد المالك سلال للسعودية !!!!
ثالثا : هل تراجعت الجزائر عن مواقفها العدائية ضد السعودية ؟ :
لِتَطْحَنْ أجهزة البروباغندا الجزائرية منتجة ما تشاء من أخبار الكذب والبهتان فهي جعجعة بلا طحين ، أخبار وتحاليل مَلَّتْ منها الشعوب العربية قبل الإفريقية لأنها قد خَبَرَتْهَا وخَبَرَتْ خَوَاءَها وفراغها ..
يكفي الجزائر أن حكامها قد أوصلوها إلى حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي حتى بلغت الدوخة والتيه والضياع والضلال بوزيرها الأول عبد المالك سلال أن قصد المملكة العربية السعودية وهو في عز عداوته مع حكامها :
(1) ألم يفرح حكام الجزائر للهجوم على السفارة والقنصلية السعودية في طهران من أجل عيون أسيادهم الحاكمين في إيران من ملالي الشيعة الجعفرية ؟
(2) ألم ترفض الجزائر اعتبار حزب الله منظمة إرهابية كما اعتبرتها جل دول العالم ؟
(3) ألم ترفض الجزائر الوقوف بجانب الشرعية الدولية في اليمن ، وفضلت عليها مساندة الحوثيين ومن يحارب معهم من حزب الله وحرس الثورة الإيراني ، أم أن الشرعية الدولية عند حكام الجزائر محصورة على البوليساريو فقط لا غير ؟
(4) ألم تلتقي الجزائر مع إسرائيل وإيران ومصر في دعم بشار السفاح ؟
(5) ألم تغضب الجزائر شديد الغضب من جرَّاء التحالف المغربي الخليجي لدرجة أن شدة آلام تلك الطعنة حملتها إلى إرسال وزير تقرير مصائر الشعوب المدعو عبد القادر مساهل إلى دمشق للتعبير لبشار السفاح عن تضامن الجزائر المطلق معه والدفاع عن نظامه إلى آخر قطرة من دم الشعب الجزائري ( إذا ترك حكام الجزائر قطرة من دماء الشعب الجزائري لأنهم قد امتصوها بعد امتصاص خيراته ) ..
إذا تراجع حكام الجزائر عن عدوانيتهم للسعودية مؤقتا وذهب سلال ذليلا إلى السعودية ليتسول مساعداتها بعد انهيار الاقتصاد الجزائري ، فإن السعودية ومعها دول الخليج قد أظهرت الحزم والصرامة في موقفها المحسوم بجانب المغرب في قضية صحرائه حينما انسحبوا جميعا من مؤتمر يقوده محور الشر الإفريقي (الجزائر – جنوب إفريقيا – نيجيريا) ...فلماذا يمعن عبد المالك سلال وغيره من حكام الجزائر في إهانة أنفسهم ومعهم الجزائر بالمزيد من التسول أمام أبواب دول مجلس التعاون ؟
رابعا : الشعب الجزائري ليس في حاجة إليك يا سلال ليهب لإنقاذ الأماكن المقدسة :
انكشفت عورة سلال وهو يتسول أعتاب خادم الحرمين الشريفين بطريقة سافرة ومُذلة ، ولم يجد ما يُخفي به سَوْأَتَهُ وما يبرر به وجوده في السعودية - وهو الذي لم يتورع يوما في شتم حكامها - لم يجد المسكين مبررا وهو في الرياض سوى أن يصرخ بأن الشعب الجزائري سيهب للدفاع عن الأماكن المقدسة ... ( يا سلام سكت بومرميطة دهرا ونطق كفرا ) ألا تعرف يا بومرميطة أن الشعب الجزائري ليس في حاجة إليك ليهب كرجل واحد للدفاع عن الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية ؟ الشعب لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي اعتداء على الأماكن المقدسة في السعودية ولن ينتظر منك الأوامر . ألا يعرف سلال ومعه بوتفليقة أن استعداء السعودية لإرضاء حلفائهم في طهران له خطوط حمراء على رأسها مكة المكرمة والمدينة المنورة ؟ لن يقف الشعب الجزائري مكتوف الأيدي أمام اعتداء الشيعة على مكة المكرمة بل سيهيج كالوحش الجريح ليدك حصون قصر المرادية قبل أن يتجه إلى القتال في سبيل الدفاع عن مكة المكرمة والمدينة المنورة ، الشعب الجزائري المسلم السني المالكي حتى النخاع لن يقف مكتوف الأيدي – كغيره من شعوب المنطقة الماغربي - إذا جَدَّ الجِدُّ ورأى حليفكم حليف الشر الإيراني الشيعي يهدد البقاع المقدسة في المملكة العربية السعودية ، وهو ليس في حاجة لبوتفليقة ولا لبومرميطة ليقوم بواجبه الجهادي في سبيل حماية بيت الله الحرام من حلفائكم من الشيعة يا حكام الجزائر السفهاء ...
خامسا : حكام الجزائر يحصدون ما زرعوه من قحط فكري وسياسي في الجزائر :
لماذا لايزال الشيوخ الحاكمين في الجزائر يعلقون فشلهم الذريع في كل المجالات على مشجب الغير وخصوصا ما يسمى " بالخارج " ... حكام الجزائر فاشلون لأنهم كانوا يزرعون القحط الفكري والسياسي باختياراتهم الخاطئة ، فالعالم يسير نحو الأمام وهم يقبعون في حصونهم وقد وقفت عقارب الساعة عندهم في الستينات من القرن الماضي يَجْتَرُّون أفكارا بالية ويعيشون أحلام اليقظة ..
مثلا تصيح أبواق الجزائر بأن المغرب يعقد اتفاقيات شراكة تنموية اجتماعية مع دول إفريقيا التي يزورها ملك المغرب بأموال خليجية ، نسأل حكام الجزائر :
(1) لماذا لم تقم الجزائر صاحبة شعارات " الشعوب " ( إفريقيا الشعوب – مغرب الشعوب ) لماذا لم تقم هي بتلك الاستثمارات مع شعوب إفريقيا وقد كانت تلعب بالأموال السائبة لَعِبَ السفهاء ؟ الحقيقة التي تفقأ العيون هي أن حكام الجزائر قد خسروا أموالا طائلة طيلة 42 ستة ليس من أجل شعوب إفريقيا كما يدعون بل من أجل إرشاء رؤساء أفارقة وتمويل الانقلابات العسكرية في إفريقيا فقط من أجل وقوف الرؤساء المرتشين في الخارج مع أطروحة الجزائر الانفصالية في المنطقة المغاربية ضد المغرب ، أما شعوب إفريقيا فَحَالُها – اليوم - يُغْني عن سؤالها . فقد تأكد الأفارقة أن الجزائر هي جزائر الشعارات الجوفاء ( قبلة الثوار – الشعوب – الرجعية – الامبريالية الخ الخ الخ ) حتى أصبح حال الشعب الجزائري كأحوال كل شعوب إفريقيا البئيسة ، حال الجزائر يدمي القلوب قبل العيون .
(2) تنبح أبواق الجزائر بأن المغرب يعقد اتفاقيات شراكة تنموية اجتماعية مع دول إفريقية بأموال خليجية ، نسأل حكام الجزائر مرة أخرى : ولأي هدف قام عبد المالك سلال بزيارته إلى السعودية وتمرغ أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين أليس من أجل استجداء أموال السعودية ودول الخليج عامة حتى تتفضل وتتكرم على الجزائر ببضعة ملايير لاستثمارها في الجزائر ؟ فلما بلغت الجزائر قمة الانهيار السياسي والاقتصادي ووصلت للباب المسدود لم يبق لحكامها سوى التسول ، بدأوا بالاستدانة الداخلية ثم الخارجية وها هو بومرميطة – مرغما - يتسول أمام أعتاب دول الخليج لأن حكام الجزائر يحصدون اليوم ما زرعوه من قحط فكري وسياسي طيلة 54 سنة من السير عكس التيار ... إليكم هذا الخبر : " كشف رئيس مجلس الأعمال الجزائري السّعودي عن الطرف الجزائري عز الدين عدول، عن نتائج الزيارة الأخيرة للوزير الأول عبد المالك سلال إلى المملكة السعودية، مؤكدا أنه تمت خلالها الموافقة على تذليل كافة العقبات التي تعيق المبادلات التجارية بين البلدين. وقال إن الوزير الأول سلال أعطى تطمينات بشأن تخفيض الضرائب الجمركية، بالإضافة إلى قرار الجانب السعودي باستثمار 10 ملايير دولار في الجزائر. "... انتهى الخبر ، إذن سلال ذهب هو أيضا ليستجدي أموال الخليج لأنه أدرك أن المغرب قد غزا دول إفريقيا بأفكار مغربية تبحث لها عن التمويل من كل بقاع العالم ومنها دول الخليج طبعا بل منها البنك الإفريقي في شراكة مع أبناك مغربية انتشرت في إفريقيا كالفطر ... فهل للجزائر ولو بنك واحد خارج الجزائر له طابع دولي رغم ما كدست ؟
(3) سؤال أساسي : بعد زيارة سلال للسعودية هل ستقدم دول الخليج مساعدات مالية للجزائر مباشرة أو على شكل استثمارات ودول الخليج تعلم جيدا أن الجزائر كانت تتوفر على أموال طائلة أيام ارتفاع سعر النفط ؟ دول الخليج تعلم جيدا أين ضاعت أموال الشعب الجزائري ، بعضها سرقه حكام الجزائر من العسكر والمدنيين وبعضها ضاع في شراء الذمم ، ذمم الشياتة في الداخل حتى يسكتوا عن استشراء الفساد في الجزائر ، وبعضها لشراء ذمم رؤساء دول من أجل قضية الجزائر الأولى قضية الصحراء ، لذلك فقد حسمت دول الخليج أمر قضية الصحراء واختارت الطرف الذي يسعى للوحدة والتوحيد وهو الجانب المغربي وتضامنت معه ، وأدارت ظهرها للجانب الذي يدفع في اتجاه التفرقة والتشتت وهم حكام الجزائر الذين لم ينفعوا الشعب الجزائري نفسه كما لم ينفعوا دول الخليج في شيء ، إلا بعد أن أفلست الجزائر وجاء وزيرها الأول يستجدي أموالها ..
عود على بدء :
لماذا تَمَرَّغَ عبد المالك سلال أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين ؟ لقد تمرغ مجانا وعبثا وإمعانا في إذلال نفسه والجزائر عامة ، لأن جراح ألسنة السفهاء من حكام الجزائر التي أطلقوها على السعودية خاصة ودول الخليج عموما ، جراح ألسنة السفهاء الجزائريين ضد السعودية لن تلتئم بسرعة ، فقد تمرغ سلال في وحل الذل وهو لا يدري أن فساد النظام الجزائري لن تغسله ولو أموال الدنيا بكاملها ... أما بالنسبة لإفريقيا فمتى ستبقى الجزائر مُعْتَقِدَةً أن سياسة التدليس المُمَنْهَجِ والنصب والاحتيال على الدول الإفريقية وشعوبها ، إلى متى ستبقى هذه السياسة مجدية للجزائر ؟ ألا يدري حكام الجزائر أن شعوب إفريقيا قد استفاقت من غفلتها التي كانت تعيش فيها أيام كانت تَـثِـقُ في الثورة الجزائرية المفترى عليها زمن مافيات الجنرالات وأغنياء الحرب الجزائريين ؟
لقد أعمى الله بصيرة حكام الجزائر حتى رأيناهم يخبطون وهم لا يشعرون ، أبواقهم تنبح وتتبجح بأن كل شيء في الجزائر بخير لكن العالم - ونحن معهم - يرى كيف يفضحون أنفسهم بأنفسهم ، أبواقهم تنبح بأن كل شيء في الجزائر بخير وأفعالهم تفضح سياستهم في التسول أمام دول الخليج وغيرها ... طلبُ المساعدة ليس عيبا لكن العيب أن تتسول دولة كانت غنية لكنها ضيعت أموالها بسفاهة ، ضيعوها فيما لا ينفع الشعب الجزائري بل أنفقوها في التخاريف ، حكام الجزائر جمعوا أسوأ الصفات البشرية : البلادة السياسية والعجرفة الاجتماعية والسفاهة الاقتصادية ....
رسالة جزائرية بليغة إلى حكام السعودية :
- إعلان الحداد في الجزائر 03 أيام فقط على 102 جزائري ضحايا تحطم طائرة عسكرية جزائرية في ولاية أم البواقي .
- إعلان الحداد في الجزائر 03 أيام فقط على وفاة الرئيس ياسر عرفات .
- إعلان الحداد في الجزائر 03 أيام فقط على وفاة الملك عبد الله ملك السعودية
- إعلان الحداد في الجزائر 08 أيام على موت عبد العزيز المراكشي زعيم البوليساريو مثله مثل رؤساء الجزائر .
- إعلان الحداد في الجزائر 08 أيام على موت رمز الحكم الشمولي في العالم الملحد فيديل كاسترو مثله مثل رؤساء الجزائر ..
أليس حكام الجزائر هم الفرع الإفريقي من الشيوعيين الملحدين الذين زرعهم طغاة الشيوعية العالمية في المنطقة المغاربية العربية الإسلامية ليكونوا قلعة حصينة ضد المسلمين ؟ ألم يكونوا ولايزالون يقودون حربا باردة بالوكالة ضد العالمين العربي والإسلامي .. إن حزن حكام الجزائر الشديد على موت فيديل كاسترو كان آخر قناع سقط عنهم وفضحهم بكون قضية الصحراء كانت ولا تزال من مخلفات الحرب الباردة ...
بعد كل هذا فهل دول مجلس التعاون الخليجي من السذاجة بحيث ستخدعها الجزائر بسياسة التدليس المُمَنْهَجِ والنصب والاحتيال التي نهجتها مع الدول الإفريقية البئيسة ؟
إذن لقد تمرغ عبد المالك سلال أمام أعتاب خادم الحرمين الشريفين عبثا ... فهل لغباء حكام الجزائر حدود ؟
سمير كرم