بقلم : ثروث رضوان – إعلامي من مصر
في المملكة المغربية، يدرسون لتلاميذ المرحلة الإعدادية، تاريخ مصر الفرعونية العظيمة. فيقرأ التلاميذ في كتاب المدرسة:
“بدأ عصر الأسرات الفرعونية الأولى، حين جلس على عرش الحكم في مصر ملك يدعى “مينا”. كان “مينا” حاكماً لمملكة الجنوب هناك، حيث كانت مصر في ذاك الوقت البعيد، مقسمة إلى الوجهين، “البحري”، و”القبلي”، وفى حوالي العام 3200 قبل الميلاد، استطاع هذا الملك البطل العظيم “مينا”، تكوين حكومة مركزية قوية لمصر كلها، بتوحيد وجهيها، “القبلي”، و”البحري”، فأصبح، بذلك، أول حاكم مصري يؤسس أول أسرة حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية، بل في تاريخ العالم كله.”
في مصر الحديثة، يدرسون لتلاميذ المرحلة الإعدادية، جغرافية الوطن العربي، وينشرون خارطة جغرافية توضيحية، صماء، ويطلبون من التلاميذ ذكر عدد دول الوطن العربي كما هو مبين بالخارطة المنشورة بصفحة 3 من كتاب الوزارة في “مادة الدراسات الاجتماعية، لتلاميذ الصف الثاني الإعدادي – الفصل الدراسي الأول”، ثم في صفحة 6 من الكتاب نفسه، ينشرون خارطة أخرى، ملونة، التقسيم عينه، وعليها أسماء دول الوطن العربي. يقسمون فيها المملكة المغربية إلى دولتين، إحداهما هي “المملكة المغربية”، والثانية هي “الصحراء الغربية”، وكأن تلك الصحراء دولة قائمة بذاتها، لتصبح الدول العربية 23 دولة، بدلاً من 22 دولة.!!!
الغريب في الأمر، أن مؤلف الكتاب، يذكر تحت الخارطة، مباشرة، أن هذه التقسيمات بين دول الوطن العربي، إنما هي حدود سياسية مصطنعة، بفعل الاستعمار الأوربي.!!!. وذلك على الرغم من أن مصر هي التي أصرت على استضافة ما يسمى بـ “جبهة البوليساريو”، لحضور اجتماع البرلمان الأفريقي، الذي عقد، مؤخراً، بمدينة شرم الشيخ المصرية، ورغم أن مصر ليست من بين الـ 32 دولة اللواتي يعترفن بهذا الكيان الوهمي الذى يدعى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية”، أو كما ترى مصر “جمهورية الصحراء الغربية”، والذى تمثله ما تسمى بـ “جبهة البوليساريو”.!!!
لماذا أصبحنا هكذا، ونحن الذين نولول ليل نهار، وندعى أننا نحارب الإرهاب الأسود الذي يسعى لتفتيت وحدتنا الترابية، ومن قبلها الاجتماعية، بينما نحن الذين نسعي لتفتيت الوحدة الترابية، والاجتماعية، لمن يعتبروننا أشقاء أكبر لهم.؟!!
لماذا تستفز مصر، وتستعدي شعباً يذوب حباً فيها، وفى شعبها، وملكاً عربياً شهماً، لا يذكرها، وأهلها، إلا بكل خير.؟!!
لماذا تخلع مصر عباءة عظمتها، في مواجهة التاريخ الذى لا يرحم.؟!!