قال الأديب والباحث الأكاديمي مبارك ربيع، الأربعاء بالرباط، إن المهمة الأساسية التي يجب أن تضطلع بها “الحداثة المدرسية” هي صناعة العقل والذكاء، مؤكدا أن الحداثة لاسقف لها ولا حد، بل هي صيرورة مستمرة وتصاعدية.
وأوضح الأستاذ ربيع، خلال لقاء نظمته أكاديمية المملكة المغربية حول “المدرسة ورهان الحداثة”، أن الرهان الأساس الذي تقف عليه المدرسة المغربية يتجلى في تكوين العقل وجعله يعبر عن ذاته عن طريق الإبداع، مبرزا أنه “لا يكفي أن تكون المادة الدراسية حداثية لكي تعطي ثمارها، بل يجب أن تكون طريقة تلقينها عملية حتى يمكن إضفاء طابع الحداثة عليها”.
وأضاف أن تكوين العقل وتكوين الذكاء من شأنه أن يكسب المجتمع رأسمالا بشريا ثمينا، بالاستناد إلى منظور تربوي حديث يجعل من الذكاء متعدد الأطراف ولا يعترف بوجود تلميذ غير ذكي، مشيرا إلى أنه من حق كل متعلم يرتاد المدرسة أن يتخرج منها ذكيا.
وتطرق مبارك ربيع، من جهة أخرى، إلى “الثورة الكوبرنيكية في التربية” التي تجعل من المتعلم والتوجه إليه وتفعيل حواسه وعقله وتطوير قدرته على الاستنتاج محور العملية التربوية.
وقال إن “المنظومة التربوية المغربية تتجه نحو مدرسة الحق في الذكاء التي تجسدت في مجتمعات أخرى”، مشيرا إلى أن المدرسة المغربية المعاصرة ولدت من رحم الحداثة، إبان الاستعمار الفرنسي، ونبعت مناهجها من الثقافة الفرنسية.
وخلص إلى أنه ليس للحداثة سقف أو حد تقف عنده، وإنما هي صيرورة مستمرة وتصاعدية حققت المدرسة المغربية المعاصرة منها الشيء الكثير، وماتزال تسعى لتحقيق الكثير باعتماد العقل والعلوم والتكنولوجيا، وذلك من أجل تكوين أجيال متفوقة وناجحة. يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي حضره، بالخصوص، كل من عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، و محمد الكتاني، أمين السر المساعد للأكاديمية، يأتي في إطار تنظيم هذه الأخيرة سلسلة من المحاضرات، وذلك في أفق الإعداد العلمي لدورتها الرابعة والأربعين التي ستنعقد أيام 24 و25 و26 يناير المقبل، تحت عنوان “من الحداثة إلى الحداثات”.
و م ع