كشفت وثائق مسربة عن جهاز الكاجيبي الروسي عن الدعم العسكري الذي قدمته مصر عبد الناصر للجزائر خلال مواجهتها للمغرب في حرب الرمال سنة 1963.
وبحسب الوثائق التي نشرت صحف مصرية مقتطفات منها يوم الاحد ففى صباح 14 أكتوبر 1963 نشبت مواجهة عسكرية بين دولة الجزائر ودولة المغرب و بدأت فى شكل مناوشات عسكرية حدودية سرعان ما تطورت لمعارك حربية شاملة عرفت باسم "حرب الرمال".
ساندت الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا وعسكريا دولة المغرب بينما اختارت مصرجمال عبد الناصر مساندة دولة الجزائر سياسيا وعسكريا بمعدات وقوات مصرية على الأرض.
الدعم العسكرى الأمريكى الخاص الذى حصل عليه المغرب شكل خطرا على الدولة الجزائرية، مما دفع القيادة المصرية إلى مساندة الجزائر بألف مقاتل من فرق النخبة المصرية مع كتيبة مدفعية مصرية بكامل تسليحها، وتشكيل جوى خاص من أحدث الطائرات السوفيتية الصنع التى حصلت عليها مصر للتو من الاتحاد السوفيتى.
طبقا لما تكشفه وثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتية KGB عن مجريات الأحداث فى سادس يوم للمعارك بين الجزائر والمغرب الموافق الأحد 20 أكتوبر 1963 يتضح أن القوة الجوية المصرية لم تكن مجرد طائرات مصرية مقاتلة.
وأن تلك القوة تشكلت من حوالى 10 طائرات نفاثة مقاتلة من طراز ميج - 19 - ميكويان جوريفيتش السوفيتية الصنع المعروف أن أول إقلاع لها سجل بتاريخ 18 سبتمبر 1953 وقد بدأ انتاجها عام 1955 وأنتج منها 2172 طائرة.
كما تشكلت القوة المصرية الجوية من عدد آخر من الطائرات العمودية وطائرات النقل الروسية الثقيلة التى حملت قوات النخبة المصرية مع كامل عتادها.
ضمت القوة الجوية المصرية الرئيسية خمسة طيارين كانوا من أفضل الطيارين المقاتلين الجويين المصريين على الطرازات السوفيتية المختلفة أبرزهم الطيار محمد حسنى مبارك.
طبقا للاتفاق المصرى-الجزائرى يومها تقرر نقل الطيارين الخمسة عقب وصولهم الجزائر مباشرة إلى القاعدة الجوية الحربية الغربية القريبة من مناطق المعارك تمهيدا لتسلمهم طائرات جزائرية سوفيتية الصنع من ذات الطرازات التى اعتادوا الطيران عليها.
اكتشف الطيارون الخمسة لدى وصولهم القاعدة الجوية العسكرية الجزائرية الغربية أن الطائرات السوفيتية الرابضة فى انتظارهم قديمة تعانى محركاتها من مشاكل، حيث لم تجرى لها أية عمليات صيانة منذ أن تسلمتها الجزائر من مصانعها فى موسكو.
تسبب الحظ السيئ فى تعطل المروحية الجزائرية فجأة لعيب فنى أصاب محركاتها جراء عاصفة رملية كثيفة باغتتها أثناء طيرانها على ارتفاعات منخفضة بهدف التمويه تحت الرادارات الأرضية.
فاضطر قائد المروحية إلى الهبوط اضطراريا داخل منطقة عمليات عسكرية مشتركة جغرافيا فتم أسر طاقم الطائرة الجزائرية العمودية بواسطة القوات الأرضية المغربية.
عقب سقوط الطيار المصرى محمد حسنى مبارك وزملائه فى أسر القوات المغربية ثارت وسائل الإعلام المغربية وركز الإعلام الدولى على حقيقة تواجد قوات نخبة مصرية حاربت ضمن صفوف القوات الجزائرية ضد المغرب.
طبقا لوثائق أرشيف الاستخبارات السوفيتية KGB قرر الملك الراحل الحسن الثانى فضح قرار مساندة النظام المصرى للرئيس جمال عبد الناصر لدولة الجزائر ضد المغرب، وطلب الملك عرض طاقم الطائرة العمودية الجزائرية وركابها من الأسرى المصريين على وسائل الإعلام العالمية وهم مقيدو اليدين والأرجل.