يلاحظ الزائر لمدينة تجكجة اختفاء تاما للحرس الرئاسي بازب من الزيارة في قطيعة ظاهرة بينه وبين الرئيس وقد استبدل الحرس بشبيحة من عشرات جنكات في أزياء رياضية جلبوا خصيصا لاستفزاز الناس وترهيب من تسول له نفسه حمل لافتة تعارض قدوم الرئيس وهو أسلوب اعتمد منذ زيارته لترارزة ومباشرة بعد الشغب الذي تعرض له في ألاك ، وموازاة مع أولئك الجنكات يوجد طاقم متكامل من شبيحة من النساء غالبيتهن من قرابة الرئيس وينتحلن صفة صحفيات و دورهن أساسا ينحصر في التجسس علي الناس و الاقتراب من أي تجمع لرصد ما يقال فيه
(1) الدفع بعناصر من الأمن السياسى إلى الولاية، حيث يتمركزون عند النقاط الرئيسية فى كل تجمع، ويساهمون فى التنظيم، وتبدوا ملامحهم أقرب للعاملين فى نقطة ساخنة، فى تمويه أربك بعض الأجهزة الأمنية والسكان.
وينقسم عناصر الأمن السياسى بموريتانيا إلى ثلاث مستويات:
(-) عناصر بلباس مدنى عصرى
(-) عناصر بأقنعة تقليدية (لثمه)
(-) عناصر يرتدون ملابس شبابية متواضعة، ويحمل بعضهم أجهزة اتصالات لاسلكية متطورة، بينما يتحرك الضباط فى سيارات مدنية ويتولون تسيير العناصر من بعيد.
(2) تكليف وحدة خاصة من الحرس الوطنى بحماية الرئيس والمقار التى ينام فيها أو يستريح، وهى وحدة مدربة تدريب عالى، وتتبع لقائد الأركان العامة للحرس بشكل مباشر، واختصاصها هو محاربة الإرهاب وتحرير الرهائن، وتأمين الشخصيات الهامة والأماكن الحساسة، وهى الوحدة التى تم تكليفها بحراسة أمير قطر وأمير الكويت خلال القمة العربية الأخيرة. ويتم إسنادها من بعيد بعناصر الحرس العامل بالولاية، عبر تنسيق يشارك فيها قائد الوحدة والضابط الكلف بالحرس على المستوى الجهوى.
(3) عناصر الدرك : ويتولى جهاز الدرك تأمين خطوط الرحلة الأمامية، وقيادة الوفد، والتمركز قرب التجمعات التى ينوى الرئيس المرور بها، دون التدخل فى سير الوفد أو الاقتراب منه، حيث يتولى عناصر "الحرس الخاص للرئيس" تسيير الملف، بمساعدة من عناصر أمن الدولة.
وفى بعض المدن الكبيرة يتولى عناصر الشرطة وأمن الطرق إغلاق الطرق وفتحها وتسيير حركة المرور.
وتحمل الخطة الجديدة عدة رسائل للطرف المعارض داخل البلد، لعل أبرزها هو إمكانية تحرك الرئيس واستعاضته بأجهزة أخرى ذات كفاءة عالية، وتكوين جيد، وتجهيز وتسليح نوعى، عن وحدة الحرس الرئاسى، التى باتت تخضع لاستهداف ممنهج من طرف بعض القيادات السياسية المعارضة، من خلال تصويرها وكأنها الوحدة الوحيدة المجهزة داخل الجيش.
أما الرسالة الثانية ، فهى للأطراف الغربية التى طالما حذرت من منطقة تكانت باعتبارها منطقة حمراء وذات مخاطر مرتفعة، وذلك عبر إظهار الرئيس وهو يتحرك داخل الآلاف من المواطنين دون أي وجود للحرس الرئاسى، أو قوات النخبة من الجيش، كما كان يفعل خلال الزيارات السابقة.
ح.سطايفي