كشفت جماعة العدل والإحسان عن عورتها المهتوكة من طرف الأمريكان، ولم تعد قادرة على ممارسة الفسق السياسي في الظلام، وفضلت لعب الأطفال والمراهقين الذين يظنون أن التاريخ والواقع يسقطان بكلمة ترفع في الشارع أو مقالة تنشر على الشبكة العنكبوتية، مع ميزة في موقع الجماعة أنه ليس للقارئ حق التعليق.في مقالة لا لون ولا طعم لها عنونها صاحبها الذي لا يكتب إلا بأمر "لحظة المخزن زائلة بحكم الصلاحية"، حاولت الجماعة أن تبعث رسالة تمزج فيها تعسفا بين التاريخ والواقع فبدت لا هي تعرف تاريخ المغرب ولا هي تمتلك مفاتيح الواقع.يقول مراهق الحركة "لا جدال في أن المغرب يمر بفترة دقيقة وفاصلة، تفتح الباب أمام تحولات عميقة وتجعل الشعب المغربي في مستهل مرحلة جديدة تبشر بدنو لحظة العودة وتجديد العهد مع ماضيه الزاخر بالإنتاج والعطاء الذي طالما واراه زمن الغبن والاستبداد". "لا تخفى على دارس تاريخ المغرب عظمة هذا الشعب المغربي وعراقة تراثه وحضارته الضاربين في عمق التاريخ. فقد أثل أجدادنا إنتاجا فكريا وسياسيا وفقهيا وعلميا متميزا ومستقلا بذاته عما أنتجه المشرق العربي. وراكم المغاربة تجربة الدولة المستقلة عن المشرق منذ العقد الأخير من القرن التاسع الميلادي، تاريخ قيام دولة الأدارسة التي وحدت القبائل تحت سلطة سياسية واحدة ومذهب واحد هو المذهب المالكي".دائما اللغة المبتسرة سواء في قراءة تاريخ المسلمين أو قراء تاريخ المغرب.فالحالمون والطامعون والمارقون والمرتدون يعتقدون أنهم استقووا على الواقع، وأصبح بيدهم الحل والعقد ضدا على إرادة شعب لم يوكل أحدا بالحديث باسمه، ويعتقد الكذابون والمارقون والمفسدون في الأرض أن القومة اقتربت، وأن من استباح المال والنساء قادر على أن يغرف من قدر التاريخ بلا حساب، ويظن الدجالون الباحثون عن النعيم في الدنيا أن من لفظه التاريخ وعرته الجغرافيا وفضحه المنطق والعقل أن بإمكانه الاستمرار في بهتانه وكذبه، مع أن كل الشعب فهم ألا مجال لسماع ترهات من استباح العرض ووقف حائلا بين الأب وابنه والأخ وأخته، بل وصل به الأمر حد إجازة الكذب واستغفال الابنة لأبيها، كيف لا وهي ذاهبة إلى من يأتيه الرسول الكريم هو وصحبه في كل ساعة وحين؟.لا جدال في أن المغرب يمر بفترة دقيقة وفاصلة جعلها الملك محمد السادس فارقة في تاريخ المغرب الديمقراطي، حيث لا مكان فيه للأفاقين والدجالين والمكبوتين والحاملين كل أشكال الفيروسات ما خفي منها وما ظهر، ففتح بذلك الباب أمام تحولات عميقة جعلت كل الشعب المغربي يحلم بمرحلة جديدة لا مكان فيها لخطاب التيئيس وخطاب الردة والبعد عن تعاليم ديننا الحنيف، خطاب بشر أصحابه بقرب لحظة العودة وتجديد العهد مع ماضيه الزاخر بالإنتاج والعطاء الذي طالما واراه زمن الغبن والاستبداد، فأي عودة يقصد ياسين ومن يدورون في مكان وضوئه؟ إن ركوب جماعة ياسين على الثورة التي عرفتها بعض بلدان شمال إفريقيا، ومحاولة استيرادها بأبخس الأثمان لزعزعة بلد خبر مثل هذه الفتن، لم تجد نفعا بعدما تكشفت النوايا واتضحت وتأكد أن ما ترتضيه جماعة ياسين أكبر من مجرد الإصلاح، إنها الخلافة التي يمني بها ياسين نفسه، هو وابنته التي لم تراع أي حرمة وهي تتجول في أزقة وشوارع اليونان رفقة من كانت تعتبره توأم روحها. جماعة ياسين لم تتورع في التغني بما حققه راشد الغنوشي في تونس، مع أن التونسيون لم يصوتوا على الغنوشي لأنه يحمل فكرا سياسيا، أو أنه يحمل برنامجا للمستقبل، ولكنهم صوتوا على نقيض بنعلي وعدوه اللذوذ ربما لمزيد من الشماتة، لم يصوتوا على الغنوشي الذي تبنى الثورة بعدما خمدت ولكنهم صوتوا ضد رموز النظام السابق، وليس هناك غير الإسلاميين من يصلحون للنكاية، وهو ما لم يفهمه من هرولوا للقاء الغنوشي ناسين أن المغرب منح الإسلاميين منذ مدة فرصة ممارسة الفعل السياسي، بل وحتى الدعارة السياسية عبر مواقع إلكترونية تعمل بكل حرية، وهي حرية قل مثيلها حتى في بلاد العم سام، فأي وقاحة تلك التي تصدر عن جماعة ياسين التي لا اجتماع لها، جماعة لا تتورع في ممارسة الإجرام العقدي، وليس أدل على ذلك من نعت من توحدن معهن في مسيرات 20 فبراير بالعاهرات، وإذا صدق القول فكل من تخرج في مسيرة 20 فبراير هي عاهرة ومارقة وفاسقة ويجوز جلدها، لكن منطق ياسين وجماعته الذين لا زالوا يحلمون بالقومة الكبرى التي لا توجد إلا في مخيلة كبيرهم الذي علمهم الكذب والنفاق تجعلهم يمارسون التقية، لكن كما يفهم الزعيم ياسين الذي لا نعرف حجم ثروته والبادي منها ڤيلات مساحتها 1600 متر مربع والخفي منها سيكشفه الزمان.
ادريس عدار