إذا أردتم أن تعرفوا حالة مَرَضية بادية للعيان تتحرك في وسائل الإعلام الصفراء معلنة عن نفسها بنزق وصبيانية فعليكم بحالة البوليساريو وكيف أطار التشنج بعقول رؤسائه... كلما تحدث هذا القِطْمير بل هذا الهباء، كلما تحدثوا عن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي أصيبوا بالجنون لأنهم – مساكين - يعتقدون أن منظمة الاتحاد الإفريقي بكامل أجهزتها وأعضائها قد أصبحت لقمة صغيرة جدا ابتلعها البوليساريو منذ 1984 حينما كانت تسمى ( منظمة الوحدة الإفريقية ) حتى أن بقية الدول الإفريقية المكونة لهذه المنظمة لا قيمة لها وكأنها صفر على اليسار ، وأصبح الاتحاد الإفريقي هو البوليساريو ، والبوليساريو هو الاتحاد الإفريقي ..
أولا : لماذا لم تخرج على الأقل 30 دولة إفريقية من الاتحاد الإفريقي ؟
أمام فضيحة هذه الحالة يحق لنا أن نسأل : كيف قبلت 30 دولة إفريقية على الأقل طيلة 32 سنة أن تتجرع إهانات الثلاثي المغبون : الجزائر جنوب إفريقيا نيجيريا وهي تدفع الكركوز المُضْحِك ( البوليساريو ) ليمثلها - أي يمثل الاتحاد الإفريقي - في المحافل الدولية ؟ هل بلغت السياسة إلى هذا القدر من حضيض التفاهة في إفريقيا حتى تقبل دولا مثل مصر والسودان والسنيغال والغابون وكوت دي فوار وتشاد والكامرون وكينيا وإثيوبيا ورواندا وتانزانيا وأنغولا وغيرها ، لماذا تقبل هذه الدول المذكورة أن تُـسَاق كالبهائم وراء نزوات إيديولوجية تافهة سخيفة تعفنت منذ سقوط جدار برلين ؟ أما باقي الدول الإفريقية فهي مجرد جماعة من المُتسولين والشحاذين أمثال موريتانيا وتونس والنيجر ومالي وغيرها من الدول التي جعلت من قضية الصحراء موضوعا لابتزاز الجزائر وأكل الأموال السائبة للشعب الجزائري مقابل استقبال كراكيز البوليساريو وإصدار تصريحات مدفوعة الأجر مسبقا فقط من أجل النطق بجملة فقدت معناها وهي ( تقرير مصير الشعب الصحراوي والاستقلال ) جملة إذا سمعها ساكنة مخيمات تندوف مرة واحدة زاد عمر معاناتهم في الفيافي عشر سنوات !!!! وتصوروا كم مرة رددتها الدول الاسترزاقية وكم مرة يغرق فيها ساكنة مخيمات الذل بتندوف في وحل الفقر والفاقة والتهميش ؟؟؟
قبح الله السياسة التي تتسبب في قتل الناس ببطء ، ألا تتسبب سياسة الرعاديد من الدول الجبانة الاسترزاقية المذكورة وغيرها في قتل مئات الناس من ساكنة مخيمات الذل بتندوف ؟ إنهم مسؤولون عن موت الأطفال والنساء والشيوخ بهذه المخيمات طيلة 41 سنة ، ومسؤولون عن فرار الشباب من البوليساريو إلى عمق الجزائر أو موريتانيا والاندماج النهائي في النسيج الاجتماعي الجزائري والموريتاني فضلا عن الذين اغتنموا فرصة وجودهم بالديار الإسبانية وفازوا بجنسيتها وسيبقون عصا غليظة في وجه أي حل لقضية الصحراء فهم لا يشعرون بمأساة ساكنة فيافي تندوف لأنهم يعيشون حياة أوروبية هنيئة وليذهب بوليساريو المخيمات إلى الجحيم فهم وجدوا لعبة مسلية اسمها " قضية الصحراء " سيتشبتون بها إلى يوم القيامة .
ثانيا : الاتحاد الإفريقي بدون بوليساريو لا يساوي شيئا !!!
يكفي أن نطلع على الأنشطة المكثفة التي يقوم بها أعضاء البوليساريو في كل مؤسسات وهيئات الاتحاد الإفريقي الرسمية سنذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر : الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي - برلمان عموم إفريقيا – لجنة الاتحاد الإفريقي – محمكمة العدل الإفريقية – المجلس التنفيذي – الممثلون الدائمون للجنة الاتحاد الإفريقي – مجلس السلام والأمن - المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي - اللجان الفنية المتخصصة - المؤسسات المالية وهي : البنك المركزي الأفريقي - البنك الأفريقي للاستثمار - صندوق النقد الأفريقي ....الخ الخ الخ
نجد دويلة البوليساريو في كل هذه الأجهزة وهي عبارة عن كيان طفيلي نبت على ظهر الشعب الجزائري يمتص دماءه ، فكل الأعضاء الممثلين للبوليساريو في هذه الأجهزة التابعة للاتحاد الإفريقي المذكورة يتقاضون أجورا من خزينة الحليف الجزائرية أي من دماء الشعب الجزائري ، ولايجب أن ننسى باقي الدبلوماسيين المنتشرين في كل الدول المعترفة بهذا الكيان الطفيلي وغيرها ( أي الدول التي اشترى بوتفليقة اعترافاتهم بالبوليساريو يوم كان وزيرا لخارجية بومدين ) هؤلاء الدبلوماسيون الذين يمتصون دماء الشعب الجزائري بسياراتهم الفارهة وإقاماتهم في أفخم فنادق الدنيا التي يزورونها مع أحبابهم ، والله لقد وجدت البوليساريو شعب الجزائر ( هبيل ) ( لا يملك سوى الأنف الطويل المحشور في مشاكل الغير أما مشاكل الشعب الجزائري فقد وُضِعَتْ منذ انقلاب العسكر على الحكومة المدنية المؤقتة في 15جويلية 1961 في درج حديدي أُحْكِمَ إغلاقه والويل كل الويل لمن يتحدث عن مشاكل الشعب الجزائري ، لا حديث إلا عن تقرير مصير الشعب الصحراوي والاستقلال وصرف الملايير على هذا السراب الذي لايزيد إلا ابتعادا كلما توغل ملك المغرب في أعماق إفريقيا حاملا معاول هدم القلاع الرملية التي أنفقت عليها الجزائر آلاف الملايير من الدولارات على حساب تنمية الشعب الجزائري ... قلاع رملية تسقط أمام الأمواج العاتية للواقعية الاقتصادية المغربية المعتمدة على التشاركية وسياسة رابح رابح والخالية من الإيديولوجيات المقبورة ...
كلما غرز ملك المغرب جذوره في عمق إفريقيا إلا وأصيبت وسائل الإعلام الجزائرية وربيبتها للبوليساريو بالسعار ونشرت سمومها التي تدور حول فكرة وحيدة هي أن الاتحاد الإفريقي بدون البوليساريو لا يساوي شيئا ، وأن خروج البوليساريو من الاتحاد الإفريقي خط أحمر أي سيكون خطرا على المنظمة الإفريقية وستنهار بمجرد خروج عمودها الفقري ألا وهو البوليساريو !!!!!
هل رأيتم أين وصل تصديق أكاذيب بنت لعمامرة وتخاريفها ؟ هل لا حظتم أين بلغت أكاذيب نسرين لعمامرة الجاسوسة العاملة في جهاز الاستعلام والأمن في جهاز الأمن العسكري الجزائري المختص في صناعة الأكاذيب ؟ لقد بلغت حد اعتبار البوليساريو هي الاتحاد الإفريقي ، والاتحاد الإفريقي هو البوليساريو ...إنها مهزلة المهازل ..
ثالثا : البوليساريو دودة شريطية ضخمة تنخر أمعاء الاتحاد الافريقي :
أصبح الاتحاد الإفريقي عالة على قارة إفريقيا بكاملها لأنه يضم في أحشائه دودة شريطية ضخمة ( هي البوليساريو ) تمتص غذاء الشعوب الإفريقية ، فمنذ 1984 تاريخ دخول دودة البوليساريو إلى أحشاء منظمة الوحدة الإفريقية ( الاتحاد الإفريقي ) منذ ذلك التاريخ لاتسمع سوى أن الصحراوي فلان رئيس لجنة كذا وكذا في الاتحاد الإفريقي وأن الرئيس الصحراوي قد ترأس لجنة كذا في الاتحاد الإفريقي الخ الخ الخ ، بالله عليكم كيف استطاع ( الثلاثي المغبون : الجزائر جنوب إفريقيا نيجيريا ) أن يطمس بصيرة عدد من الدول الإفريقية حتى يقبلوا شبحا ليس بدولة ولا مجموعة من اللاجئين ( لأن الصحراويين لايحملون صفة لاجئ حتى لاتضيع منهم صفة الدويلة الكارطونية ) ... كيف استطاعت دول إفريقيا أن تبلع أقراص الغباء طيلة 32 سنة ؟
لقد سقطت جل الدول الإفريقية تحت تخدير الثلاثي المغبون : الجزائر جنوب إفريقيا نيجيريا وتأثير قاموس مصطلحات الحرب الباردة التي انقرضت مع سقوط جدار برلين عام 1989 ، وبعد ذلك استمر سخاء المال الجزائري السائب في شراء ذمم بعض الدول الإفريقية ، ذلك المال الذي عمل على تسمين الدودة الشريطية داخل أمعاء الاتحاد الإفريقي ، هذه الدودة التي أصابت جل دول إفريقيا بفقر الدم المزمن ، وأخيرا غاب الاتحاد الإفريقي وظهرت الدودة الشريطية أكبر وأضخم من الاتحاد الإفريقي لأنها ابتلعته وخرجت للعلن .فبماذا أفادت البوليساريو هذه المنظمة المنخورة ؟ وبماذا أفادت شعوب إفريقيا ؟
رابعا : هل تعلم أن البوليساريو قد تَغَوَّلَ حتى أصبح أكبر من الاتحاد الإفريقي ؟
نعم ، أصبح البوليساريو أكبر من الاتحاد الإفريقي !!! لماذا ؟ لأن الثلاثي المغبون : الجزائر جنوب إفريقيا نيجيريا أصبح في وقت من الأوقات مرجعا في اتخاذ القرارات المهمة ، وأصبح هذا الثلاثي يعمل على تسييس كل القرارات حتى الاقتصادية والاجتماعية منها التي يجب أن تراعي التنمية الاجتماعية في عموم إفريقيا ، وأصبح رضى الثلاثي المغبون هو الهدف وليست مصالح شعوب إفريقيا ، وأصبح رضى الثلاثي المغبون يمر عبر ترضية الدودة الشريطية ( البوليساريو ) وتسمينها داخل أمعاء الاتحاد الإفريقي حتى تَغَوَّلَتْ دودة البوليساريو داخل أمعاء الاتحاد الإفريقي وأصبح يهدد بعض الدول الإفريقية مباشرة مثل موريتانيا ومالي والنيجر بل وحتى الجزائر نفسها لأن البوليساريو أدرك أنه قد تغلغل في كل دواليب ما يسمى الدولة الجزائرية وكل من سولت له نفسه مس هذه الدودة الشريطية ( البوليساريو ) سيلقى مصير عمار سعيداني الذي قال عن البوليساريو ذات يوم : " إذا تكلمت عن قضية الصحراء الغربية سيخرج الشعب الجزائري إلى الشارع " وفعلا أخرجوه من الأفالان وأصبح نادما على أنه مسَّ ذات يوم قداسة القضية الوطنية الجزائرية الأولى !!!!...
لقد أصبحت الدودة الشريطية المسماة البوليساريو لا ترى في الاتحاد الإفريقي سوى مجموعة من الأجهزة لا شغل لها سوى خدمة مصالح البوليساريو الدعائية فقط لا غير ، الحقيقة أنه لا وجود على الأرض لشيء اسمه ( الجمهورية الصحراوية ) داخل الاتحاد الإفريقي بل هناك فقط دودة شريطية تمزق أمعاء الاتحاد الإفريقي وتظهر للعلن إعلاميا من خلال منبر الاتحاد الإفريقي وأجهزته و تسخير أبواقه لفائدة البوليساريو ، ومن العبث أن يدعي الاتحاد الإفريقي أنه قد استفاد من تجربة مجموعة بشرية تتسول غذاءها من دماء الأفارقة ومن بقية العالم إلا إذا كانت هذه الدول تريد الاستفادة من مناهج التسول وطرائقه مثل مصر السيسي مثلا الذي ظهرت معالم الجوع تغزو بلده حيث ظهرت طوابير الازدحام أمام محلات البقالة والجمعيات الاستهلاكية من أجل حبات من الرز وحفنة من السكر ، فهل استقبل السيسي أفراد البوليساريو من أجل أن يتعلم منهم أساليب التسول وطرائقه ؟ طبعا يمكنه ذلك لأن البوليساريو أصبح أكبر من الاتحاد الإفريقي ، وماذا عسى أن ينفع هذا الاتحاد الافريقي مصر وقد أصبح البوليساريو هو الكل في الكل والمتخصص في أساليب التسول العالمي وغير ذلك من أساليب النصب والاحتيال قد تنفع السيسي ..
عود على بدء :
أدرك حكماء إفريقيا أن المال الجزائري السائب قد استطاع شراء شهادة ميلاد مزورة من طرف (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا ) الاتحاد الإفريقي ، شهادة ميلاد مزورة لكيان وهمي سموه جمهورية الصحراء الغربية ، لكن المال الجزائري السائب لم يستطع ولن يستطيع إقامة دولة على أرض اعترفت الأمم المتحدة بأنها أرض متنازع عليها بين فريقين في حين حسم الاتحاد الإفريقي ( منظمة الوحدة الإفريقية سابقا ) بأنها أرض لدولة كانت موجودة ( يعلم الله ما كان اسمها ) قبل أن يحتلها المغرب .. لقد كان تكييف هذا النزاع من طرف أعداء إفريقيا والنظر إليه بهذه الصورة المشوهة هي البذرة المسرطنة التي أدرك حكماء الحكام الأفارقة اليوم بأن من كانوا قبلهم قد باعوا ذممهم ، وهاهي البذرة المسرطنة قد تَغَوَّلَتْ وتغلغلت في كل أجهزة الاتحاد الإفريقي ناقلة أمراضها الفتاكة إلى عموم إفريقيا حتى أصبح الاتحاد الإفريقي أفشل منظمة إقليمية بسبب تعنت الحكام المرضى برعاية النزاعات والنفخ لتأجيج نيرانها ...فهل حان الوقت لطرد هذا الفيروس المسرطن من الاتحاد الإفريقي ؟؟..
* هل سيعترف حكماء إفريقيا بأن البوليساريو تَغَوَّلَ حتى أصبح فعلا أكبر من الاتحاد الإفريقي ؟
* هل سيعترف حكماء إفريقيا أن أرض الصحراء الغربية لم تكن يوما دولة ولن تكون كذلك أبدا ؟
* هل سيعترف حكماء إفريقيا بأنهم سِيقُوا كالبهائم من طرف عصابة انفصالية ؟
* هل سيعترف حكماء إفريقيا بأن صناعة الدول لا تكون بالتآمر وتدبير المؤامرات وشراء المواقف بأموال شعب الجزائر الذي هو أحق بها من غيره ؟
وأخيرا هل تحركت كاسحة الأكاذيب المغربية لتدك قلاع التخاريف والخزعبلات التي شيدتها البروباغاندا الجزائرية ؟ هل تحركت كاسحة الأكاذيب المغربية لتفتح بصيرة حكماء الحكام الأفارقة ولتفضح سراب البوليساريو الذي تغول حتى أصبح أكبر من الاتحاد الإفريقي ؟