قدّم يوسف بوغابة، أحد شركاء "سمّاك الحسيمة" في البضاعة التي تسبب إلقاؤها بشاحنة نفايات إلى مقتل محسن فكري، روايته للنازلة كما عاشها، وجاء ذلك من خلال تسجيل نشره موقع Rifpresse.Com.
وقال بوغابة إنه، بمعية محسن وشخص آخر يدعَى لحسن، اعتادوا الاشتغال كشركاء في اقتناء الأسماك بالجملة من ميناء الحسيمة قبل تسويقه، وأن يوم النازلة لم يكن يشكل استثناء.
"وصلنا ميناء الصيد وملأنا الناقلة بما قيمته 6 ملايين سنتيم من الأسماك على الساعة الرابعة من بعد زوال الجمعة الماضية، وبعدها غادرت قبل أن أتوصل بمكالمة تشعرني بإيقاف أمنيين للسيارة الناقلة في المدينة، وأن ذلك قد يكون بسبب عدم توقف السائق بباب المرسى"، يزيد المتحدث.
ووفقا لرواية بوغابة فإن السيارة قد تم نقلها صوب "كوميسارية الحسيمة" من خلال الاستعانة بعربة قطر، وقد التقى كل الشركاء في البضاعة بمقر الأمن بحثا عن حل، فكان أن جرت المناداة على طبيب قدم لفحص الأسماك المشحونة، كما تمت المناداة على أمنيّين آخرين، قدمتهما شهادة يوسف باسمي "شرف" و"الكومندَار".
"كنا نود التوصل إلى حل ما، لكنّ مندوب الصيد البحري أخبرنا بأن شحنة الأسماك يجب أن يتم رميها وسط النفايات، وهذا ظلم لأن الأسماك لا ترمَى، وكان يمكن أن يطالها حجز كي توجه إلى الاستهلاك بدار الأطفال (الخيرية) أو السجن المحلي أو دار العجزة، ولم يكن ذلك سيشكل لنا مشكلا وسيخفف من خسارتنا لـ6 ملايين سنتيم"، يردف المجاهر بروايته بخصوص ما جرى لـ"سمّاك الحسيمة".
ووفد بالتسجيل السمعي البصري ذاته أن محسن فكري قد أخبر شركاءه بنيته القفز إلى شاحنة النفايات قبل أن يتم إلقاء الأسماك وسطها، وقال يوسف بوغابة: "كانت أبواب ناقلة السمك ما تزال مغلقة حين أخبرنا فكري بذلك، كما أن محرك شاحنة النفايات كان غير مشغّل".
وواصل الشاهد: "قفز محسن إلى الشاحنة وجلس، وبعدها تبعه في فعله ثلاثة ممن باعونا السمك في الميناء، وأب أحد هؤلاء تعلق في سلّم جانبيّ للشاحنة، ولا أدري من حرض على إشعال الآلة بغرض التخويف (والله أعلم)، وقد كنت أشاهد تفاصيل ما يجري حين قفز من كانوا على الشاحنة، ومن قام بتحريك الآلة هو شخص نحيل صغير السنّ، وليس المستخدم الأكبر عمرا الذي جرى توقيفه بداية .. المسكين محسن لم يسعفه وزنه الزائد في الإفلات".
"لقد حاول محسن فكري الابتعاد عن الخطر، لكن رجله علقت، وأمسكته الآلة من أضلع جانبه الأيسر .. وحين اشتد عليه الضغط قصدت السائق كي أطالبه بإيقاف محرك الشاحنة، ثم عدت فوجدت الضغط ما يزال مشتدا على محسن، وعدت مرة أخرى صوب السائق بنفس طلبي .. وهكذا أسلم محسن فكري الروح"، يختم يوسف بوغابة.