أعلن الديوان الأميري القطري، الأحد، وفاة الأمير الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عن عمر يناهز 84 عاما.
وكانت الطريقة التي وصل بها سادس أمراء قطر لسدة الحكم شبيهة بطريقة مغادرته للحكم إلى المنفى الفرنسي.
في نسخة من صحيفة "أوتاوا سيتزين" الكندية عام 1972، نقلا عن وكالة أسوشيتد برس، صرحت الصحيفة أن رئيس الوزراء القطري، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أعلن سيطرته على مقاليد الحكم خلفا لابن عمه، الأمير أحمد بن علي آل ثاني.
وأشار التقرير إلى أن الأمير خليفة بن حمد كان هو الحاكم الفعلي لقطر في الفترة التي تولى فيها عمه إمارة البلاد.
وتولى الأمير الأسبق مسؤولية وزارات عديدة أثناء حكم عمه، كوزارة التعليم عام 1957، والاقتصاد عام 1960، والبترول عام 1970، والخارجية عام 1971، ورئاسة الوزراء عام 1970.
وأوضح بحث أكاديمي سنة 1984، يهدف إلى دراسة التطور الصناعي لقطر، أن الأمير الأسبق كان هو "المنظم الفعلي" لسياسات قطر الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والثقافية، حتى قبل وصوله لسدة الحكم.
وأظهرت الدراسة نفسها أن الشيخ خليفة نقل جميع الصلاحيات لنفسه مباشرة، لكونه الأمير، أو بطريقة غير مباشرة لكونه رئيس الوزراء.
وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى أن فترة حكم الأمير الأسبق اتسمت بسياسة خارجية مستقلة ومختلفة بصورة واضحة عن سياسة المملكة السعودية. فقد حافظ على علاقات جيدة مع إيران، وأعاد العلاقات مع العراق، وكان في الوقت نفسه يتفاوض على صفقة تصدير الغاز لإسرائيل تقدر قيمتها بمليار دولار، بحسب الصحيفة البريطانية.
وبعد بقاء الأمير القطري في سدة الحكم لمدة 23 عاما، أزاحه ابنه، الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، من إمارة البلاد عام 1995.
وفي تصريح له عقب ما وصفته وسائل الإعلام وقتها بـ"انقلاب غير دموي"، أعلن الأمير المُزاح أنه "سيعود مرة أخرى، مهما كان الثمن"، ووصف ما فعله ابنه بـ"سلوك غير طبيعي من رجل جاهل"، وفقا لصحيفة الإندبندنت.
وبعد تسلم الشيخ حمد بن خليفة مقاليد الحكم، أعلن في خطاب متلفز أنه "اضطر" لفعل ذلك، نتيجة "ظروف صعبة أدت إلى صعوبة استمرار الوضع".
واقتصر "الانقلاب" على إرسال قوات إلى قصر الريّان، حيث يمكث الأمير الأب، ثم اصطحابه إلى مطار الدوحة.
وفي عام 1996، حاولت مجموعة من بينها فرد في الأسرة الحاكمة الانقلاب على حمد بن خليفة، ورجحت مصادر أن لخليفة بن حمد دورا في التخطيط لهذه المحاولة، بحسب رويترز.
وبعد إزاحته، استقر خليفة بن حمد في فرنسا حتى عودته إلى قطر سنة 2004، بحسب صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
المصدر:رويترز/ الإندبندنت