النظام الجزائري يستمر في ارتكاب حماقات استراتيجية سياسية واقتصادية بالدرجة الاولى تزيد من تزايد درجات الاحتقان الشعبي داخل الجزائر مما سيؤثر مستقبلا على الحلم الجيوستراتيجي الكبير الذي اراد منه النظام بان يجعل من الحزائر دولة إقليمية كبرى في المنطقة الافريقية والعربية ....
لتحقيق ذلك،سخرت الجزائر مواردها الطبيعية وعائدات مداخيل البترول والغاز كآلية لكسب العديد من الابواق الداعمة لمواقفها وخططه من اجل "جزائر كبرى" وهم استراتيجي قاتل لعدم توفر عناصر الدولة القوية اذ كيف لدولة تعيش أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتغيب عنها الديمقراطية وحقوق الانسان ان تصير قوة إقليمية دات بعد استراتيجي في المنطقة الافريقية والعربية ؟!
نعم تحركت الدبلوماسية الجزائرية ونجحت في التواجد في العديد من بؤر التوثر خصوصا بليبيا،مالي،سوريا واليمن لكن بدون اي نجاحات تذكر ومايحدث في الميدان لبرهان كبير على فشل التحركات الدبلوماسية الجزائرية في معالجة هده الملفات الساخنة لسبب وحيد غياب رؤية استراتيجية حكيمة بل تعتمد فقط على دبلوماسية البترول والغاز اي دبلوماسية اقتصادية من نوع اخر :شراء أصوات وذمم وتصدير البترول والغاز بأثمان تفضيلية واحيانا بصفر دولار على سبيل المثال، الكل. يتابع هذه الايام وباهتمام واسع كيف تحركت الجزائر لتكون الشريك الوفي لمصر والذي يمكن الاعتماد عليه لتعويض ماكانت توفره الدول الخليجية لمصر من هبات وقروض وخصوصا البترول والغاز،وفعلا أرسلت الجزائر باخرات محملة بآلاف الاطنان من البترول والغاز الى الموانئ المصرية، أمر عادي لكن يستدعي اكثر من وقفة تأمل !!
الامر الغير العادي ولأول مرة هو الاستقبال الرسمي لنظام السيسي عبر رئيس مجلس الشعب المصري لوفد "البوليساريو" ،حدث اثار العديد من التساؤلات وخصوصا اننا نعرف ان مصر كانت من الدول التابثة في عدم دعمها لجمهورية الوهم "البوليساريو"وكانت الصحراء المغربية
دائمة الحضور في المراسلات الدبلوماسية المصرية خصوصا في عهدي المرحوم أنور السادات وحسني مبارك،الا بمجيئ السيسي تغيرت الامور وأصبحنا نلاحظ تحركات أوسع لعملاء الوهم الانفصالي داخل مصر بكل حرية ومنها استقبال الجامعات المصرية ولأول مرة لابناء الطبقة المتحكمة بتندوف دون غيرها،عدم تصويت مصر على ملتمس طرد جمهورية الوهم من الاتحاد الافريقي،تحريض ضباط مصريون من قوات المينورسو الاممية لشباب تندوف ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية ،تهجم بعض الاعلاميين والفنانين على المغرب،اول زيارة رسمية للسيسي خارج مصر كانت للجزائر وهذه الزيارة بحد ذاتها لها دلالات كثيرة ...
هذه المواقف الاستفزازية لنظام السيسي للوحدة الترابية للمغرب تجعلنا نجزم ان مصر او نظام السيسي يدعم جمهورية الوهم"البوليساريو "تماشيا مع تقاربه المطلق مع نظام العسكر الجزائري وهذا تكتيك استراتيجي فاشل من وجهة نظري اعتمد على المصلحة الظرفية وتناسى روابط التاريخ والجغرافيا والحضارة والمبادئ المشتركة التي كانت تربط بين مصر والمملكة المغربية .
الجزائر نجحت اذن باستغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تؤرق نظام السيسي عبر بوابة المساعدات النفطية والمالية من اجل استمالة الموقف المصري ضد المغرب في وحدته الترابية ،أمر لن يطول أمده لان الاستمالة ظرفية مصلحية قصيرة المدى وليست ذات بعد استراتيجي بعيد المدى وسينقضي بانقضاء المصلحة المشتركة .
النظام الجزائري وللاسف الكبير ،من اجل حلم سيادة إقليمية مستبدة ،من اجل قضية الوهم وأكذوبة مساندة الشعوب في تقرير مصيرها...تراه يصرف البلايير من الدولارات من عائدات البترول والغاز من اجل قضايا وهمية وغير عادلة يراد منها فقط ،الهاء الشعب الجزائري من اجل ضمان استمرار نظام الحكم العسكري وضمان استمرارية المؤامرات الكبرئ ضد المغرب في وحدته الترابية وهذا ماأكده رجل النظام السابق أنور مالك :"الجزائر تخسر الكثير من الثروات الطائلة لأجل البوليساريو على حساب الجزائريين،لكن في الوقت نفسه كسبت الجزائر إشغال المغرب في القضية عن المطالبة بمطالبه المعروفة من الصحراء الشرقية" وصرح ايضا "سبب هدا الدعم الجزائري الكبير لايتعلق بما تعلنه الجزائر من "عدالة قضية" بل لانها وجدت فرصة سانحة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب" الجزائر وللاسف لخدمة أجنداتها العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية تستمر في استنزاف عائدات الشعب من الثروات الطبيعية حيت عِوَض الاهتمام بانقاد البلاد من أزمات اقتصادية،مالية،اجتماعية وسياسية تراها تستمر في استراتيجيات وهمية وسياسات عدائية تبعد الشعب الجزائري على العيش في امن وأمان ورفاهية داخل وطنه وحتى مع دول الجوار حيث تبعده على التعايش السلمي مع كل شعوب المنطقة المجاورة من خلال كل ماذكر، ان قضية الوهم الانفصالي او وهم البوليساريو ،اصبحت ركن أساسي واحد من مسلمات السياسة الخارجية الجزائرية وان استمر نظام العسكر الجزائري على حاله فستضل جمهورية الوهم الانفصالي عنصرا فاعلا لايمكن التنازل عليها لكونها جزءا من الإسترتيجية الكبرى للنظام لخدمة أجنداته الجيواستراتيجيّة بالمنطقة .
رقيق ميلود