بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس الأربعاء في رواندا جولة في شرق أفريقيا حيث سيحاول الترويج لترشيح بلاده التي تسعى إلى الانضمام مجددا إلى الاتحاد الأفريقي بعد الانسحاب منه منذ أكثر من ثلاثين عاما.
والتقى العاهل المغربي الرئيس الرواندي بول كاغامي ووقع معه 19 اتفاقا ثنائيا خصوصا في المجال الاقتصادي.
اعتبرت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو الأربعاء أن "الوقت حان" لعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي بعدما انسحب منه قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وصرحت الوزيرة للصحافيين أن "غياب المغرب منذ العام 1984، كل ذلك يمكن مناقشته بالنسبة إلى رواندا، هذا يمكن أن يشكل جزءا من بحث على مستوى العائلة الأفريقية. ولكن بالنسبة إلينا، حان وقت انضمام المغرب إلى أشقائه".
من جهته، قال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إن "أصدقاءنا الروانديين يدعموننا أن الغالبية الساحقة من البلدان الأفريقية تدعم وتصفق لعودة المغرب إلى عائلته المؤسساتية".
وستمكن هذه الزيارة الملكية الأولى من نوعها لرواندا وتنزانيا وإثيوبيا حسب وسائل إعلامية مغربية من تعزيز تعاون تريده المملكة أن يكون استراتيجيا ومعمقا ونموذجيا. كما ستكون مناسبة لتنويع الشراكات وتعزيز موقع المغرب على المستوى الإقليمي والدولي من خلال خلق نموذج للتعاون جنوب – جنوب فعال ومتضامن ومتعدد الأبعاد.
وقال مسؤول مغربي "إضافة إلى غرب ووسط أفريقيا علينا الانفتاح على شرق وجنوب أفريقيا وهذا ما يحصل". وأوضح أن "إطار عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي هنا بالتأكيد وهذه الدول مهمة في الاتحاد".
وسبقت هذه الزيارة إجراء الملك محمد السادس أكبر تغيير تعرفه الدبلوماسية المغربية منذ توليه العرش سنة 1999، بتعيين قرابة سبعين سفيرا جديدا (قرابة نصف السفراء) بينهم 18 سفيرا تم تعيينهم في دول أفريقية كان المغرب شبه غائب فيها.
وطلب المغرب رسميا في أيلول/سبتمبر العودة إلى الاتحاد الأفريقي بعد الانسحاب منه في 1984 احتجاجا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية" التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو). وقد بقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في تموز/يوليو 2001 ويضم حاليا 54 دولة.
كما يبحث المغرب على الانفتاح اقتصاديا أكثر على المنطقة علما وأنه أول مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا والثاني في القارة، يطمح إلى أن يصبح الأول قريبا وذلك بفضل دينامية تعاونه جنوب-جنوب وأهمية انخراط الفاعلين المغاربة وحضورهم القوي في مجالات البنوك والتأمينات والنقل الجوي والاتصالات والسكن وغيرها.
ولهذا تحمل جولة الملك محمد السادس في شرق إفريقيا آفاقا جديدة في مجال التعاون الاقتصادي والاستثمار بين المغرب وبلدان المنطقة.
وقد أشرف العاهل المغربي في هذا الإطار مع رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي الأربعاء بكيغالي على حفل التوقيع على 19 اتفاقية، من بينها اتفاقيات حكومية وأخرى تهم الفاعلين الاقتصاديين والقطاع الخاص بالبلدين. وتهم مختلف القطاعات من قبيل الفلاحة والإسكان والتكوين المهني والقطاع المالي والضريبي والبنكي، والتكنولوجيات الجديدة والملاحة الجوية والسياحة والطاقات المتجددة، وتعزيز الإطار القانوني الذي يؤطر التعاون بين البلدين.
وشملت بعض هذه الاتفاقيات الإعفاء من التأشيرات بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية، وجوازات المصلحة والخدمة، وقعه مزوار و لويز ميشيكيوابو. واتفاق في مجال التعاون الأمني، وقعه وزير الداخلية، محمد حصاد ووزير العدل الرواندي جونستون بيسينغي. واتفاقية شراكة بين وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي الرواندية ومجموعة البنك الشعبي المركزي بالمغرب، تهم إنجاز برنامج للتمويلات الصغرى، وقعها كل من رئيس مجلس إدارة البنك الشعبي المركزي، محمد بنشعبون وكليفر غاتيتي. واتفاق حول النهوض بالاستثمارات وحمايتها بشكل متبادل، وقعه محمد بوسعيد والرئيس المدير العام لـ"رواندا ديفلوبمنت بورد" (مجلس التنمية في رواندا)، وعضو الحكومة الرواندية فرانسيس غاتاري. فذا فضلا عن اتفاقات اخرى في العديد من القطاعات.
حفيظ بوقرة