أضيف في 21 أكتوبر 2016 الساعة 20 : 09
لم يكن النائب السابق بالبرلمان المصري توفيق عكاشة وحده من أدلى بتصريحات مفاجئة متهما الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستحواذ على الثورة و الانقلاب على الارادة الشعبية, فقد تبعه إلى ذلك جل رموز الإعلام المصري من المساندين للإنقلاب, في خطوة تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن كتيبة الإعلاميين لم تعد تحت قيادة مكتب السياسي و هو ما يدفع إلى الإعتقاد أن انقلابا إعلاميا يكون قد تم بنجاح. و من بين الدلائل المؤكدة على ذلك هو تكالب كل منشطي برامج التوك شو و التي تستقطب إليها كل سهرة أعدادا كبيرة جدا من المشاهدين , على كل الخطوات التي يقف السيسي وراءها, متهمة إياه تارة بالتقصير و تارة أخرى بعدم الكفاءة . لا أحد في مصر يتجاهل اليوم الدور الذي لعبه الاعلام في تأجيج الجماهير ضد نظام الاخوان الذي حاول في آخر أيامه الانفتاح على التيارات الاخرى, إلا أن المؤسسة العسكرية أفشلت كل مبادراته التي كان يسعى من خلالها "مرسي" لتشكيل تحالف ضد الانقلاب قبل وقوعه. في حديثه الأخير الذي دام اكثر من ثلاث ساعات وجه توفيق عكاشة نداءات استغاثة بسبب التهديدات التي تواجهها قناة الفراعين الفضائية التي اصبحت تعاني من شح الموارد المالية, متهما الرئيس السيسي صراحة بالوقوف شخصيا وراء ما وصفها بالمؤامرة. ليس وحده عكاشة من يعاني التهميش فعدد كبير ممن ساهموا في الانقلاب على الاخوان أصبحوا لا يخفوا انزعاجهم من ما أصبح يبدوا لهم على انه خيانة, و تأتي واقعة اسقاط عضويته من البرلمان لتؤكد ان السيسي يبحث عن وسيلة ما لتخليص نفسه من كل الذين ساهمو في وصوله لرئاسة الجمهورية, كالذي يحدث اليوم لمصطفى بكري و الذي كان له دور بارز في دفع رموز المؤسسة العسكرية إلى التراجع عن الترشح للانتخابات الرئاسية قبل أن يلقى نفس المصير. أما مرتضى منصور فقد تبخرت أيضا كل أحلامه و اكتفى على ما يبدوا برئاسة أحد النوادي الرياضية, بعد أن تم اسقاط عضوية نجله من البرلمان و هذا مباشرة بعد تصريحاته الجريئة ضد السيسي و هو اليوم متابع من طرف عدد من نواب البرلمان الذين يبحثون أيضا عن وسيلة لاسقاط عضويته هو أيضا. وضعية التوازنات داخل نظام السيسي هي أنه يحاول استمالة العسكر من خلال رفع معاشاتهم و تقديم المزيد من الامتيازات لقيادتهم و هو ما يعزز الإعتقاد أن النظام الحالي يعيش فترة ضعف, كما أن هذه الخطوات قد تكون لها آثار سلبية على معيشة المواطن الذي سينغمس أكثر في الفقر و الحرمان بسبب اقتطاع مبالغ ليست بالبسيطة من ميزانية الدولة المخصصة لدعم الفئات الهشة لتوجيهها لفئات أخرى أكثر تأثيرا في النظام لأجل كسب ولاءها في المعركة التي يدور رحاها داخل دهاليز السلطة مع الرجل الأول في الجيش المصري "صدقي صبحي" الذي استطاع الاستحواذ على الإعلام و توجيهه ضد السيسي في انتظار ثورة جديدة سيلعب فيها الجيش نفس الدور من خلال تأجيج الشارع ثم الوقوف إلى صفه.
AJANIB
|