لاشك أن رُكَبَ البوليساريو ترتعد وأسنانهم يَصْطَكُّ بعضها ببعض لأن ملك المغرب خرج قاصدا دول : رواندا وتانزانيا وإثيوبيا وهي من أعتى قلاع البوليساريو في شرق إفريقيا ، خرج ملك المغرب حاملا المعاول لتدمير قلاع البوليساريو في إطار تكتيك ذكي لتحقيق هدف استراتيجي مهم وهو طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الإفريقي عاجلا أو آجلا وعودة المغرب لمكانه الطبيعي بين إخوانه الأفارقة ...
أولا : من تكون الدول التي يقصدها ملك المغرب في شرق إفريقيا ؟
(1) رواندا : أرض ألف تل ومنبع نهر النيل وأحد أجمل الدول الإفريقية بمناظرها الخلابة ومن أول دول العالم التي يزورها عشاق " الحفاظ على البيئة " ( والمغرب سينظم كوب 22 في مدينة مراكش المغربية ما بين 7 و 18 نونبر 2016 وهي أكبر تظاهرة عالمية للدفاع عن كوكب الأرض ضد العفن وسواد الأدخنة للطاقة الأحفورية التي تتبجح بها الجزائر ) ..رواندا دولة نظيفة نالت مدينة كيكالي جائزة أحسن مدينة نظيفة مقابل أوسخ عاصمة في العالم هي الجزائر العاصمة ... رواندا تعتمد على الزراعة وتربية المواشي وقد حققت بهذين القطاعين وبغيرهما نسبة نمو تناهز 7% ( الجزائر بنفطها وغازها تطمح في 2017 لتحقيق نسبة 3% ) .
(2) تانزانيا : تعتمد على الزراعة وتربية المواشي وتحقق بهذين القطاعين وبغيرهما معدل نمو يناهز تناهز 6% .
(3) أثيوبيا : تشكل الزراعة في إثيوبيا 43 % من الإنتاج المحلي وتشغل 80 % من اليد العاملة النشيطة ، بالإضافة للتجارة مع دول الجوار و بحسب تقرير آفاق الاقتصاد الأفريقي الخاص بأثيوبيا فإن قطاع الخدمات مدفوعاً بنمو قطاع تجارة الجملة و التجزئة، والنقل و الاتصالات، و الفنادق و السياحة، وكذلك طفرة البناء والتشييد، شكلت كلها جنبا إلى جنب مع التوسع في التعدين والصناعة التحويلية أهم الدعامات الاقتصادية حققت بها أثيوبيا معدل نمو لا يقل عن 7 % .
ثانيا : ماذا يجمع بين هذه الدول الثلاث بالمغرب ؟:
كل هذه الدول تعتمد على العنصر البشري النشيط الذي يخلق الثروة من الفلاحة وتربية المواشي والتجارة وبعض الصناعات الخفيفة بالإضافة إلى السياحة وكل الأنشطة التي تدر المال بالسواعد وعرق الجبين والحذق والخبرات البشرية باختصار بكل الكفاءات التي يكون الإنسان محورها الأساس ، وهي تقريبا القطاعات التي يعتمد عليها المغرب في إقلاعه الاقتصادي الذي يبشر بتطور نوعي ، ولعل زيارة ملك المغرب لهذه الدول التي يشبه اقتصادها اقتصاد المغرب دون أن ننسى الخبرة النوعية التي اكتسبها المغرب في ميدان الفلاحة والخدمات ، نقول لعل ملك المغرب بزياراته لهذه الدول سيدخلها من الأبواب الاقتصادية التي اشتد عوده فيها كالفلاحة ومواد البناء كالإسمنت وخبرته في بناء المساكن الاقتصادية وأبناكه التي تغزو إفريقيا ، وقطاع الخدمات وبعض الصناعات كصناعة السيارات وأجزاء الطائرات ( كل ذلك لن تستطيع الجزائر أن تنكره عن المغرب لأنها لا تعرف سوى النفط والغاز و تخريج أفواج الحيطيست الذين لايُـتْـقِـنُون سوى الكلام عن النيف وما جاور النيف حاشاكم دون أن ننسى إهدار أموال الشعب الجزائري – وهو في أضيق حال – على بنت لعمامرة وجيش الشياتة لكي يدافعوا عن أطروحة البوليساريو الانفصالية في دهاليز دائرة الاستعلام والأمن في جهاز الأمن العسكري الجزائري ) ...
ثالثا : المغرب الأخضر والجزائر السوداء :
بدون استغراب كلما ذُكِر المغرب ذكرت معه المسيرة الخضراء وبها استرجع صحراءه بدون حرب مع المستعمر الإسباني ، والمخطط الأخضر وهو أحد أقطاب الاقتصاد المغربي ورافعة مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث شهد قطاع الفلاحة إصلاحات جذرية على يد مهندسين اختصاصيين في جميع الميادين المتعلقة بالفلاحة وتربية المواشي ، ولو كان للمغرب هدفا وحيدا في هذا المخطط وهو ضمان الأمن الغذائي فقط لكيفيه ذلك فخرا أما إذا أضفنا لذلك مداخيله من العملة الصعبة عند تصدير منتجاته الفلاحية فيكون قد جمع النجاح الاقتصادي من كل أطرافه ...ولا يمكن أن ننسى أن المغرب أول بلد مصدر للفوسفاط ، وقد شرع مؤخرا في تصنيع هذه المادة محليا لإنتاج السماد الذي يدخل في مضاعفة الإنتاح الفلاحي وذلك بشراكة مع دول كالهند وباكستان لبناء مصانع ضخمة لتصنيع مواد السماد من الفوسفاط بالمغرب .. وهناك الأراضي الخضراء الفاتنة الجمال التي يضمن المغرب بها وبشواطئه وصحرائه ملايين السياح سنويا ، ولن نستطيع نسيان المخطط الأخضر لإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة سواء الشمسية أوالهوائية ( نور 1 ونور 2 في ورزازات ) والطاقة الهوائية لإنتاج الكهرباء في طنجة وتطوان والصويرة ، ومزرعة الرياح بمدينة عيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية ومستقبلا في الداخلة جوهرة محافظة وادي الذهب في أقصى جنوب المغرب ... وأكبر دليل على أن المغرب دولة خضراء هو اختيار الأمم المتحدة لمدينة مراكش لتنظيم كوب 22 الخاص ، فمن المزمع عقد الدورة الثانية و العشرون لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP22) في مراكش ما بين 07 و18 نونبر2016 ويأتي هذا الحدث الرئيسي بعد الاعتماد التاريخي للاتفاق العالمي الأول بشان المناخ في مؤتمر الاطرافCOP 21 في باريس...مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب 22 بمراكش سيكون مؤتمر أفعال لترجمة العديد من المحاور المتفق عليها في اتفاق باريس على أرض الواقع و من بينها التكيف مع الوضع، والشفافية، ونقل التكنولوجيا .
وبدون استغراب فكلما ذكرت الجزائر ذكرت معها العشرية السوداء ، عشرية الذبح واستباحة أرواح شيوخ وأطفال الشعب الجزائري على يد الجيش الجزائري بقيادة المجرم خالد نزار وزبانيته ( 1991- 2000 ) ، ونذكر عشريات الجرائم السياسية والاقتصادية ضد الشعب الجزائري واحتقاره واعتباره قاصرا عن تدبير شؤونه بنفسه في ديمقراطية حقيقية وذلك منذ انقلاب جويلية 1961 على الحكومة المدنية المؤقتة الذي قاده هواري بومدين إلى اليوم ونحن في 2016 ...ولايمكن أن ننسى اعتماد اقتصاد الجزائر على الطاقات الأحفورية السوداء الملوثة للبيئة وهي الطاقة التي أصبح العالم ينفر منها ويبحث عن بدائل لها والدليل انهيار أسعار النفط لأن العالم لا بد له أن يهجر هذه الطاقة السوداء التي لوثت طهارة العالم ونقاء كوكب الأرض ....
فبعد هذه السنوات السوداء التي عاشها الشعب الجزائري لم تعد لديه الثقة لا في الجيش ولا في أشباه السياسيين ولا في ما يسمى المعارضة الكارطونية الحنجورية التي لن تزحزح البلاد قيد أنملة عن وضعيتها الكارثية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، لم يعد الشعب يثق لا في بوتفليقة ولا سعداني ولا أويحيى ولا بلخادم ولا توفيق مدين و لا كروش الحرام من جنرالات فرنسا وعموم ضباطها المتكرشين بما سرقوه من أرزاق الشعب الجزائري بدءا من المتكرش الأكبر قايد صالح إلى القزم سعيد شنقريحة ،أصبح الشعب الجزائري لايثق في أي أحد منذ قنابل سعداني المتوالية ضد الجميع ، وبعد هذه المعارك الداخلية التي أشعلها سعداني ينتظرون من الرئاسة أن تعلن عن موقفها من هذه الصراعات ، والله نكتة !!! عن أي رئاسة يتحدثون ؟ كما أن بعضهم يتبجح بالمؤسسات الجزائرية .. أي مؤسسات هذه وكلها منخورة إما بأعداء الشعب من العسكر أو أعدائه من خدام فرنسا والشياتة لخدام فرنسا ، كلهم يشكلون أخطبوط النظام الفاسد المفسد الذي نشر القحط السياسي ( القحط السياسي هو تربية الشعب على الهروب من الانشغال بالسياسة فيما يخدم البلد واعتبار الانشغال بالسياسة خيانة للحكام الذين يضمنون له قوت يومه ،وكل منشغل بالسياسة هو عدو للوطن حسب ما تنشره تربية العسكر سواء في المدارس أو عبر وسائل الإعلام الجهنمية ، حكام البلاد يقومون بواجبهم وما على الشعب إلا أن يصفق ويقول السمع والطاعة للمكرشين من العسكر وغير العسكر .. وحتى لو حاول حاكم جزائري في المستقبل من الأيام أن يبحث من بين الشعب عمن يتحمل معه عبء الدولة في الميدان السياسي سيجد قوما قد فعل فيهم القحط السياسي الذي نشروه فيهم فعلته وأصبحوا جهلة ينتمون للعالم الرابع أو الخامس أي عالم بدائي لا يفهم في أمور السياسة شيئا ، قوم يأكلون ويشربون ويتوالدون فقط لا غير ) ...نشر هذا النظام القحط السياسي وسيجني أسود أيامه في المستقبل بقوانين التقشف القاتلة التي تستهدف سواد الشعب الجزائري دون غيره ...
رابعا : ملك المغرب سيحطم استبداد الأكاذيب الجزائرية في شرق إفريقيا :
القوة الناعمة للمغرب الذي يعمل بصمت ستحطم الأساطير والتخاريف والخزعبلات التي زرع بها البوليساريو بملايير البترودولار الجزائري في أحشاء إفريقيا ولم ينفع هذا الجسم المتعفن إفريقيا في شئ بل كان عبئا على إفريقيا وعمق تخلف الدول الإفريقية ، لم ينتفع من هذا العفن سوى الحكام الأفارقة الانقلابيين المستبدين الجاثمين على صدور الشعوب الإفريقية ، سيحطم المغرب استبداد الأكاذيب في شرق إفريقيا بسياسته الواقعية وعلاقاته الاقتصادية المبنية على التشارك وفلسفة رابح رابح وهو عكس سياسة الجزائر المبنية على المؤامرات والدسائس وشراء الذمم في كواليس الأمم المتحدة من أجل إقامة الباطل رغم أنف الجميع ، إنها السياسة التي تعتمد على استبداد الأكاذيب ، سياسة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك ضعاف العقول وما أكثرهم ...
عود على بدء
خرج ملك المغرب قاصدا دول : رواندا وتانزانيا وإثيوبيا وهي من أعتى قلاع البوليساريو في شرق إفريقيا ، خرج ومعه رجال الدولة الذين اعترف لهم العدو قبل الصديق بأن لهم خبرة ودراية بإدارة الملفات الاقتصادية على الخصوص ، فبهم وبأمثالهم اكتسب المغرب ثقة المستثمرين الأجانب ، بكياسة الملك وإنسانيته ونبل أخلاقه وهدوئه ورصانته بالإضافة إلى الكومندو الاقتصادي والسياسي الذي يرافقه لا شك سيحطم قلاع البوليساريو في شرق إفريقيا ، قلاع مبنية برمال الأكاذيب واستبداد المال السائب للشعب الجزائري المحكور والمغبون ، ستنهار بنت لعمامرة وجهازها في إنتاج الأكاذيب تلو الأكاذيب بناء على مشروعها الباطل والمنخور علميا وأكاديميا حول خرافة البوليساريو .. ستنهار أكذوبة الجزائر القوة الإقليمية ومعها خرافة البوليساريو العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي أمام حكمة عظماء إفريقيا ...
فهنيئا للبوليساريو بعطف حكام العسكر الانقلابيين في الجزائر ومصر وموريتانيا وسوريا السفاح والانقلابيين الحوثيين ...وإلى الأمام يا مغرب الأوراش السياسية الكبرى : دستور 2011 انتخابات 2011 وانتخابات 2016 التي بوأت حزبا له مرجعية إسلامية مرتين ، مرجعية إسلامية يمقتها حكام الجزائر لأنه ومن أجل منع حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائري الذي تبوأ الصدارة في انتخابات 1991 وحتى لا يتسلم السلطة ، من أجل منعه ذبحوا ربع مليون جزائري مسلم وأعادوا الجزائر إلى القرون الوسطى ... فهنيئا للبوليساريو بترسيخ أقدامه في عمق التخلف مع حلفائه من حكام الجزائر ..
سمير كرم