خلقت المقالة الرسالة التي خرج بها إلياس العماري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة خلخلة كبرى لسير المشاورات حول تشكيل الحكومة.
فبعدما شرع عبد الاله بنكيران في استقبال أربعة من الأمناء العامين للأحزاب، على التوالي، العنصر، بنعبد الله، شباط و ادريس لشكر، أعادت المقالة الرسالة التي نشرها الياس العماري مشاورات تشكيل الحكومة لنقطة الصفر.
و يرى أحد المتتبعين للشأن السياسي المغربي، أن الوضعية الراهنة للمملكة بعودتها للمنظمة الافريقية والتي يسارع المغرب لحشد دعم أفريقي لموقعه قارياً، فضلاً على التدفقات الاستثمارية الصينية الغير المسبوقة و قرب الانفتاح على هيئة الأمم لمتحدة مع تولي البرتغالي -غوتيريس- للرئاسة وأهمية قوة الحكومة المغربية لحسم ملف الصحراء، في ولاية صديق المغرب، اضافة الى تراجع الدعم السعودي والخليجي عموماً عقب ازمات السيولة بها، كلها أسسٌ يريد القصر من الحكومة المقبلة العمل على مواكبتها بكل ما أوتيت من قوة لكسب رهان التقدم المنشود و وضع سكة الدولة الصناعية على مسارها الصحيح.
و يضيف نفس المتحدث ان الرسالة التي صدرت عن الياس العماري هي رسالة سياسية غير مسبوقة و يمكن تصنيفها في خانة لا ينطق عن الهوى، لان الامر اصبح جاداً بشكل غير مسبوق وقد تكون هناك اشارات قوية من جهات عليا للطرفين -البام- و -البيجيدي-، ومن جهة استعدادٌ من حزب -الأصالة والمعاصرة- للدخول في تحالف حكومي مع -العدالة والتنمية- من أجل حكومة قوية، أفرزتها الانتخابات الاخيرة بأغلبية ساحقة للحزبين في الوقت الذي عاقب فيها المغاربة احزاب -الكتلة-واليسار.
صورة المغرب، يعتبر مصدرنا أصبحت أكثر من أي وقت مضى في حاجة لحكومة قوية بتشكيلة قوية قادرة على النهوض بالادارة والاستثمارات في انفتاح شامل على مختلف البلدان، دون حواجز الايديولوجيا أو الانتماء العقدي، الذي فوت على المغرب فرصاً كثيرة خلال فترات الربيع العربي، الذي لم يستفد المغرب من تداعياته سياحياً، اقتصادياً واستثمارياً.
خيار تحالف حزبي البيجيدي و البام أمرٌ غير مستبعد، خاصة وأن الأخير مستعد لدعم سعد الدين العثماني لرئاسة مجلس النواب، وهو ماعارضه حزبي الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي الذين يرشحان كل من حميد شباط و الحبيب المالكي على التوالي، للظفر برئاسة الغرفة الأولى.
القصر، في نظر المتحدث لموقعنا، قد يلعب دور ‘المصالحة’ بين البام و البيجيدي لتشكيل حكومة ائتلاف وطني قوية، يكون فيها قطب الأحرار و الاتحاد الدستوري طرفاً بزعامة أخنوش ، فيما قد تضاف الحركة الشعبية، أما بقية الأحزاب التي عاقبها المغاربة خلال الانتخابات فستعود للمعارضة.
الحمولة السياسية لمقالة العماري تحمل في طياتها استعداد حزب البام المشاركة من موقع الحكومة في التغيير الذي يقوده الملك على الواجهة العربية والافريقية والأوربية والأمية، بالنظر للتحديات الغير المسبوقة التي تواجه المملكة، وهو ما يعني استعداد الجميع للوحدة.