أحجمت الجزائر، ومعها جبهة البوليساريو الانفصالية، عن إبداء موقفها من مصادقة الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بالإجماع، يوم الخميس، على تعيين البرتغالي أنطونيو غوتيريس أمينا عاما للمنظمة، خلفا للكوري الجنوبي بان كي مون؛ حيث ظل الصمت سيد الموقف، مقابل ترحيب مغربي رسمي عبر برقية تهنئة من الملك محمد السادس.
وسارع المغرب إلى تهنئة رئيس الوزراء الأسبق البرتغالي أنطونيو غوتيريس، عقب انتخابه أمينا عاما لمنظمة الأمم المتحدة، معتبرا أن تعيين المسؤول البرتغالي "يجسد ما يحظى به لدى الدول الأعضاء في المنظمة الأممية من ثقة وتقدير، لما يتحلى به من خصال إنسانية نبيلة، وكفاءة مهنية عالية، وخبرة سياسية واسعة راكمها طيلة مشواره المهني المتميز"، تقول البرقية الملكية.
وأعرب الملك محمد السادس عن "اليقين من أن تجربة غوتيريس الكبيرة، وحنكته السياسية، تؤهلانه للاضطلاع بمهامه الجديدة على أكمل وجه، والمساهمة في إعطاء نفس جديد لعمل المنظمة الأممية"، معبرا له عن "حرص المملكة المغربية على مواصلة النهوض بدورها الفاعل إقليميا ودوليا، واستعدادها التام والدائم لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لما تبذله منظمة الأمم المتحدة من جهود ومساعي حميدة، من أجل إيجاد حلول سلمية ومنصفة لمختلف القضايا الدولية الشائكة، والإسهام بدورها في ترسيخ قيم الحرية، والعدالة، والتضامن، والتعايش بين الشعوب والحضارات".
ويوصف أنكونيو غوتيريس (67 سنة) بصديق المغرب، لاعتبار الصداقة والعلاقة المتميزة التي تجمع الرباط ولشبونة، وهو الذي تقلد منصب رئيس وزراء البرتغال من 1995 إلى 2002، بعد تزعمه للحزب الاشتراكي البرتغالي منذ 1992، قبل أن يترأس منظمة الأممية الاشتراكية لست سنوات، فيما تبقى أبرز المناصب الدولية التي تقلدها رئاسة المجلس الأوربي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وغابت لغة البلاغات المعهودة على الجزائر في تعاطيها مع ملف الأمم المتحدة والقضايا الإقليمية، خاصة في ارتباطها بقضية الصحراء التي خاض بخصوصها المغرب، خلال السنة الماضية، صراعا مع وبان كي مون بعد انحيازه في زيارته إلى تندوف لجبهة البوليساريو التي فضلت لغة الهجوم على الرباط، وإطلاقه لتصريحات مناوئة لوحدة المملكة الترابية.
الأمين العام للتنظيم الانفصالي، إبراهيم غالي، كرر لغته الرافضة لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لنزاع الصحراء، مضيفا في لقاء صحافي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الرسمية للجبهة: "نحن لسنا مغاربة، ولنا حق معترف به دوليا، ونحن متشبثون بهذا الحق وواقفون عند تقدير ما يتطلبه من تضحيات".