قيادة البوليساريو تواجه رياح الربيع العربي
يرى الدكتور عبدالفتاح الفاتحي، المحلل المختص في قضية
الصحراء والشأن المغاربي أن كل المؤشرات، ومنها بروز
تنسيقية معارضي البوليساريو، تدل على أن الكلمة الفيصل
لهدم نظام البوليساريو باتت وشيكة .وعزا ذلك إلى اعتبارات
كثيرة، منها أن الأغلبية الصامتة والمقهورة صارت جد مقتنعة
اليوم بحتمية تغيير النظام السياسي المستبد للبوليساريو، فضلاً
عن وجود وقود ثورة حقيقية من الشباب الصحراوي الذي أُلْهِمَ
بربيع الثورات العربية ضد الأنظمة الفاسدة، مشيراً إلى أن
هذا الشباب يدشن حالياً أمام مقر بعثة غوث اللاجئين
بالرابوني اعتصامه التضامني مع الفنان الناجم علال منذ مدة
طويلة، بعد اعتصام حمادي البشير الهيبة، واعتصام المؤيدين
للحكم الذاتي داخل المخيمات، إضافة إلى تزايد المعارضين
للبوليساريو من الداخل والخارج، مثل تيار خط الشهيد .وأكد
الفاتحي أن نجاح ربيع مخيمات تندوف له الكثير من مقومات
النجاح، منها أن بيئة تنظيم جبهة البوليساريو كتنظيم عسكري
مسلح، يستلهم منه ممارساته السياسية داخل مخيمات تندوف،
فضلاً عن نهج أيديولوجي قبلي ينسجم مع نمط أنظمة الحزب
الوحيد، كل ذلك جعل الجبهة ترتكب العديد من التجاوزات
الحقوقية، فقمعت بشدة كل الآراء المعارضة لها وشردتها،
كحالة مصطفى ولد سلمى، غير أن ذلك عَدَّدَ من التيارات
المعارضة لها، من قبيل : خط الشهيد، والحزب الوطني
الصحراوي، وصولاً إلى تنسيقية معارضي البوليساريو
.وخلص الفاتحي إلى أن مؤشرات انفجار الوضع داخل
المخيمات قريبة جداً، ومعالم ذلك تَوَضَّحَتْ في اختراق تنظيم
القاعدة لعمق المخيمات واختطاف ثلاثة متطوعين أجانب،
وهو ما يكشف حالة الفوضى وعدم قدرة البوليساريو على
تأمين المخيمات لانشغال قواتهما بالوضع الليبي، مشيراً إلى
أن كل ذلك سيحمل معه حالة من الغليان الشديد، ستبرز
تداعياتها السطحية والباطنية خلال المؤتمر الثالث عشر لجبهة
البوليساريو، والمرتقب انعقاده نهاية السنة الجارية