حاوره: المختار الخمليشي
في هذا الحوار الخاص مع "طنجة 24" يتحدث يوسف المنصوري، منسق "حركة طنجة للحرية والكرامة"، عن ملابسات انسحاب هيئته من صفوف حركة 20 فبراير، وهي الخطوة التي اعتبرها بمثابة خطوة هدفها "تصحيح مسار النضال الشعبي بمدينة طنجة"، حيث يؤكد أن النضال الشعبي يجب أن يجري في استقلالية تامة عن أية تيارات سياسية، إذ يرى أن هذا الأمر أصبح منتفيا في حراك شباب 20 فبراير، لأن الحروب والثورات السياسية أن تتم على مستوى الأحزاب السياسية من أجل دفع أمناء الاحزاب التقليديين إلى الرحيل "بعدما فشلوا في مهماتهم"، حسب تعبيره.
وفي هذا الإطار، يضيف يوسف المنصوري، أن حركة طنجة للحرية والكرامة ستعمل على دفع المواطنين إلى " الانخراط في الاحزاب السياسية والشبيبات الحزبية والنقابات والمنظمات الطلابية والجمعيات الحقوقية والجمعيات التربوية والاسرة والاندية المدرسية ومجموعة من الهياكل التنموية التي من جانبها يمكن ان تساهم في الاصلاح ومحاربة الفساد لان حل معادلة محاربة الفساد مفتاحها في يد الشباب والمواطنين.".
كما يرى المنصوري، أن أسلوب مقاطعة الانتخابات، أسلوب سيبقي الساحة خالية أمام "رموز الفساد" لمعاودة تسللهم إلى مراكز القرار والمسؤولية. فبالمشاركة، يضيف المنصوري، يمكن إرهاق الفاسدين، وجعل مهمة الوصول إلى دوائر القرار صعبة عليهم.
س: كيف جاءت فكرة تحويل حركة طنجة للحرية والكرامة إلى هيئة مهيكلة قانونا تشتغل في إطار قانون الجمعيات؟
ج: في البداية اود ان اشكر موقع "طنجة 24" على إتاحته لنا فرصة الدردشة مع قراء الراي الاعزاء.
حركة طنجة او طنجاوة للحرية والكرامة اطار مستقل خرجت فكرته من الفايسبوك واصبح واقعيا يوم فاتح ماي 2011 لسبب بسيط تمت هيكلته وتاسيسه لخلق ارضية عامة ومحدد يشتغل عليها اليميني واليساري والحر دون ركوب او انزلاقات ونعتبر اطارنا اطار منفتح على الجميع.
س: هل ما زالت أهدافكم هي نفسها التي سطرتموها عند التأسيس يوم فاتح ماي، أو بتعبير آخر عندما تأسست الحركة ضمن حركة 20 فبراير؟
ج: اهدافنا لا زالت كما هي والورقة التاسيسية هي نفسها التي نشتغل بها لا احد ينكر المجهود الكبير الذي قام به شباب 20 فبراير إلى جانب نضالات مستمرة لرجالات وتنظيمات أسست لمشروع المغرب الديمقراطي والحداثي ونادت من اجل الحرية والكرامة وربت أجيالا على نهج مخطط عملها النضالي.
بعد الخروج المتكرر للمسيرات الاحتجاجية التي تنضمها حركة 20 فبراير ، اكتشفنا في الأخير أن العملية لم تعد مرتبطة بمطالب اجتماعية مفتوحة تهتم بالمواطن "الدرويش" وتعيد الثقة للشعب المغربي ، وتفتح عهدا جديدا للدولة المغربية ، بل أصبح حراكا يطغى فيه الفكر الأناني في النضال، وممارسة المزايدات السياسية على حساب الشعب ،وركوب على موجة الاحتجاجات واستغلالها لمصالح ضيقة. هذا ما جعلنا وشجعنا للتفكير على تأسيس إطار اجتماعي ذو بعد نضالي للتفكير في قضايا وهموم المواطن اليومية، وليس الاسبوعية على حد تعبير بعض الاصدقاء داخل حركة 20 فبراير.
س: في نظرك، ألا ترى أن انسحابكم من حركة 20 فبراير بالشكل الذي هو معلوم يأتي حسب راي البعض، ضمن خطة لتكسير الحركة لمصلحة بعض الجهات التي تزعجها موجة الإصلاحات؟
ج: نحن لا نعتبر ما قمنا به انسحابا من حركة 20 فبراير، بل نعتبره تصحيحا لمسار النضال الحقيقي بمدينة طنجة. فمغرب الامس ليس بمغرب اليوم ، والاصلاح قادم والمغرب يتطور والعمل جبار والمطالب ستظل مرفوعة الى حين تحقيقها الاجتماعية منها .
وبالنسبة للجهات القلقة من تنامي الاحتجاجات نقول بهدا الخصوص لا للقلق فالشعب حر واصيل يجب تصحيح بعض المفاهيم فقط ليعرف حقيقة البعض فقط اما عن تنامي الاحتجاجات هذا ليس مرتبطا بحركتنا طنجة او حركة 20فبراير او اي تنظيم اخر بل مرتبطة بنية الاصلاح ومساعدة الشعب في للتغلب على محنته التي تستمد قوتها من الفقر.
س: لكن هناك من يمكن أن يرد على كلامك بأن تصحيح المسار يمكن أن يتم من الداخل بدل تأسيس إطارات أخرى. ما تعليقك؟
ج: نعم صحيح هذا ما اخترناه عند اول امتحان، دخلنا صفوف 20 فبراير وكنا اول المؤسسين للفكرة بمدينة طنجة على مستوى الفايسبوك. لكن سرعان ما تم اكتشاف النية السوداء لبعض التنظيمات الداعمة والتي لا تمتلك لا شرعية قانونية ولا شعبية جماهرية، فضلا عن غياب بعض القوى التي تعتبر من أبرز أقطاب المعارضة، وأقصد هنا الاتحاد الاشتراكي ، العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية وغيرها، في مقابل مجموعة من المحسوبين على بعض اليساريين وبعض التنظيمات المحضورة تدعي المطالب الاجتماعية لتضغط سياسيا لا اقل ولا اكثر ، لهذا قمنا بتصحيح مسارنا، لنكمل المشوار مع المواطن "الدرويش" والمقهور عن طريق الانشطة الانسانية والاجتماعية والصحية والدفاع عن مكتسبات الشباب والنساء والمواطنين الشرفاء في هدا الوطن.
س: هل يعني أنكم ترون أن النظال الشعبي يجب أن يظل بعيدا عن الجانب السياسي؟
ج: نعم لنحارب سياسيا على مستوى الاحزاب، ولنقم بثورات داخل مقرات الاحزاب، ولنجعل أمناء الأحزاب التقليديين يرحلون بعدما فشلوا في مهماتهم، لنقترح مشاريع على الحكومات المتعاقبة لإنزالها الى ارض الواقع رغبة للشعب ولنساهم في برامج هاته الاحزاب وتكسير النظرة الدونية للاحزاب. لان جميع الاحزاب وطنية وجميعها مسؤولة عن تاطير المواطنين واما الشارع فيجب ان يظل للمطالب الاجتماعية. ولو كنا قد اشتغلنا بهده الطريقة مند البداية لوجدنا حلا للغول الكبير امانديس واجراء حلول اجرائية لمساعدة المواطن وحل ازمة الشغل للبعض والدفاع عن مكتسبات المدينة الرياضية والثقافية، والهتاف من اجل تنمية الصحة بالمدينة، لكن من يبالي بالشعب اليست هذه المطالب التي يخرج لاجلها الشعب وهل الشعب يعرف ما معنى الملكية البرلمانية؟ "الله الوطن الشعب" صحيح كلمة جميلة واعيدها ان صاحب الجلالة هو الله تعالى، كلها شعارات دينية جميلة تقربنا الى الله اكثر والشعب يتفاعل معها لكن هناك رمز للبلاد وقائد وحدتها هو ملك المغرب محمد السادس الدي يشهد بنجاعة اعماله العادي والبادي ويؤشر بأعلى الدرجات من ناحية محاربة الامية والاصلاح والتنمية البشرية وحبنا له ابدي لن يزعزعه لا شيخ ولا كيفاري لاننا نعرف الله ونحب الرسول ونحترم الملك.
س: طيب بعدما تأسست حركة طنجة للحرية والكرامة، ما هي الآليات التي ستعتمدونها لإعادة المصداقية، حسب تعبيرك، للعمل النضالي بالمدينة وتحقيق طموحات الشارع المتطلع إلى محاربة الفساد بجميع أشكاله؟
ج: سنسجل حضورنا في استحاق 25 نونبر وسنشجع على المشاركة المواطنة وسندعم مشروع الدستور الجديد وخطة الاصلاح . هذا لا يعني ان المهمة انتهت بل بالعكس، من بين آليات نضالنا وكما هو مشار اليه في القانون الأساسي، المرافعة والدفاع عن مطالب الشعب الاجتماعية والصحية، والتشجيع على المشاركة المواطنة والدعوة للانخراط في الاحزاب السياسية والشبيبات الحزبية والنقابات والمنظمات الطلابية والجمعيات الحقوقية والجمعيات التربوية والاسرة والاندية المدرسية ومجموعة من الهياكل التنموية التي من جانبها يمكن ان تساهم في الاصلاح ومحاربة الفساد لان حل معادلة محاربة الفساد مفتاحها في يد الشباب والمواطنين.
والآلية الثالثة وهي التغيير والتجديد والعزم والاصرار على العمل من اجل التنمية وتربية الناشئة المقبلة.
س: على ذكر المشاركة في استحقاقات 25 نونبر، كيف ستقنعون المواطنين بالمشاركة في انتخابات أغلب من أعلن عن ترشحهم لها لحد الآن هي وجوه مرفوضة شعبيا، لها أساليبها في الوصول إلى قبة البرلمان وباقي الجالس المنتخبة، ضدا على رغبة الشعب؟
ج: نعم متفق معك، ومن بين اخر مقالاتي الصحفية بعنوان بارز "الشعب يريد محاربة الفساد وليس ترشيحه باسم احزاب الشعب" .
من جديد نقول لكي لا نخلط الاوراق فهناك فرق بين المشاركة والتصويت لصالح احد ، كيف سنظهر ان غالبية الشعب غير راضية على هاته الوجوه المرشحة .
إذا كانت بالمقاطعة فمشروعنا فاشل لان من يزكي نفسه يشتغل لحسابه مجموعة من سماسرة الانتخابات الدين يضمنون لهم الناخبين مسبقا ليكون فائزا وبرلمانيا قبل التصويت .
لنرهقهم ولنجعل المهمة بالنسبة لهم صعبة، لنشارك ولا يهم ان يكون التصويت على شخص او على بياض، المهم أن تكون نسب المشاركة عالية وعدد الاوراق الملغية كبير من ما يؤكد حينها ان الشعب يريد تغيير الوجوه.
فلنظهر حسن نياتنا ونشارك اما المقاطعة فيعتبر حل يمكن ان يضيع الفرصة الحقيقية للاصلاح على المغرب وسيساهم كل من سيقاطع في استمرار الوجوه الفاسدة بالبرلمان.
س: بالنسبة للتشكيلة الداخلية لمكتب الجمعية أو الحركة، لوحظ أن جزءا كبيرا من مكوناتها ينتمي إلى بعض الأحزاب السياسية. إلى أي مدى ستضمن حركة طنجة للحرية والكرامة حيادها في المعركة الانتخابية المقبلة؟
ج: نعم لدينا خيار سياسي رائع داخل الحركة ما يجعلها فضاء حرا ومستقلا للجميع .حقا لكل واحد منا إنتماءه وتوجهه، لكن تجمعنا فكرة بناء وخدمة طنجة وابناءها، أما الشبيبات الحزبية التي انخرطت في مسلسل الحركة مند البداية فنعتبرها بمثابة المجلس الداعم لأنشطة حركتنا، وشبابها المستقل هم اعمدة العمل والبناء، وموقفنا من انتخابات 25 نونبر تم الحسم فيه بشكل نهائي داخل الحركة، سنشجع على المشاركة لا اقل ولا اكثر ونحترم قناعات اي فرد داخل الحركة باعتبار ان الحركة ليس ذات توجه سياسي معين.
س: ألا تخشون أن يطرح هذا الأمر تبعية هيئتكم لجهات سياسية، تماما مثلما هو حاصل بالنسبة لحركة 20 فبراير؟
ج: انه هاجس بالنسبة لبعض المستقلين الراغبين بالالتحاق بحركة طنجة وهم كثر ومن مختلف المشارب الفكرية والتوجهات الاديولوجية لكن مسالة التبعية تبقى غير واردة داخل صفوفنا لاقتناعنا ان العمل المنظم والمستقل يمكنه ان يساهم في نجاحنا ولم ندخل التجربة من اجل الفشل ونضالنا غير مربوط بالانتخابات البرلمانية او الجماعية بل طموحنا اكبر بكثير وخير مثال حركة 20 فبراير.
س: كسؤال أخير، تحدث لنا عن أنشطة المرحلة المقبلة لحركة طنجة للحرية والكرامة؟
ج: سنعمل على الخروج الى الجماهير الشعبية من اجل تشجيعها على المشاركة والتعريف باهمية دلك عن طريق الحلقيات التواصلية بالساحات العمومية ومقرات الجمعيات وبعض الثانويات بالاضافة الى جولة باحياء المقاطعات الاربع لتوزيع منشورات تشجع على المشاركة ونحن جد سعداء بالقيام بدور نبيل ومواطن كهدا نتمنى النجاح ولو بتشجيع 10 افراد على المشاركة ومسيرتنا مستمرة وخالدة بادن الله تعالى وبركاته.
س: هل من كلمة أخيرة؟
ج: تحية نضالية صادقة الى اخواننا في طنجة 24 ، ومن خلالهم الى جميع مناضلي ومناضلات حركة طنجة للحرية والكرامة وجميع الراغبين في الاصلاح والتنمية ببلادنا الحبيبة ، لحظات تاريخية يعيشها المغرب يجب ان نتصدى لكل الافكار الرجعية والردكالية، وان نناضل على خطى ابطال هدا الوطن، وتحية نصر للشعب المغربي بالتصويت اجماعا على وثيقة الدستور كما اشد على ايديكم بمناسبة تسجيلكم في اللوائح الانتخابية بشكل متزايد وكبير تحية نصر اليكم ودمتم مغاربة حتى الموت لتحاربوا الفساد والرشوة والمحسوبية والزبونية وان نناضل من اجل ايجاد الشغل للشباب وتنمية القطاع الصحي وطرد الشركات الاستعمارية بطنجة وحل كل المجالس التي لا تعرف دمقراطية في التنصيب او القرارات تحية لجميع احرار هده الارض وتحية نضالية.