بعيدا عن منطق لحيس الكابّة، ومع استحضار الكثير من المؤاخذات عليه، يستحق عبد الإله ابن كيران وصف “الأسطورة” في الحقل الحزبي المغربي.
هذا اللقب سيزعج الكثيرين بالتأكيد، لكنه حقيقة ساطعة (مؤلمة بالنسبة إلى البعض)، بلغة الأرقام، وبحُكم صناديق الاقتراع، وليس بِحكم التعاطف معه، ولا على أساس الاتفاق معه، ولا بهدف المتاجرة باسمه.
ابن كيران، وهو الشخصية المثيرة للجدل والخطاءة مثل سائر البشر، بل والميّالة إلى منطق “المشيخة”، هو أول زعيم حزبي مغربي استطاع أن يرفع شعبية حزبه من قلب التدبير الحكومي. هو بذلك كسّر وهما ظل زعماء الاتحاد الاشتراكي (والاستقلال بدرجة أقل) يسوقونه، على امتداد السنوات الأخيرة، يبررون اندحار حزبهم بكونهم دفعوا ثمن مشاركتهم في التدبير الحكومي في “توقيت صعب”. دابا ما بقا ليهم ما يْقولو، فقد صار ممكنا أن يحصل حزب على شعبية أكبر، حتى وإن اتخذ قرارات “لا شعبية”.
ما السر إذن؟ هذا سؤال مطروح على الفاعلين السياسيين ممن شتتوا أحزابهم، وأنهكوها، وليس على مراقب ولا متابع. أما من سيقول إن شعبوية ابن كيران وحزبه هي السبب، فالجواب جاهز: جرّبتم الشعبوية فلم تجدوا بها سبيلا إلى رفع الشعبية.
نقطة قوة ابن كيران هي أنه لم يجرب أبدا أن يكون شخصا آخر غير ابن كيران. لم يسع إلى التقليد. هو داهية سياسي، يعرف متى يكرّ ومتى يفر، واستطاع أن يستدرج خصومه إلى ملعبه، وأجبرهم على اللعب بطريقته، فأنهك أغلبهم.
لا تضيعوا الوقت في تبرير نجاح البيجيدي، واستثمروا وقتكم في تفسير الفشل في دياركم.
بصيغة أخرى: شوفو حدبّتكم ونساو حدبّة ابن كيران، لأنها تساوي 125 مقعدا.
رضوان الرمضاني