إذا لم يستقل قادة اليسار فليرسل إليهم شعب اليسار استقالته.
كان ندائي قبل يوم السابع من أكتوبر موجها إلى شعب اليسار رغم أنني أعرف عددا من قادة هذا اليسار في المغرب، وهم في حكم الأصدقاء أو لنقل في حكم من أستطيع أن أخاطبه مباشرة.
لكنني وأنا أكتب مقالا أولا تحت عنوان “شعب اليسار هل يوجد مشترك في الحلم الذي نطلبه؟” كنت أنصص في الكلمة على أن النداء موجه إلى شعب اليسار وليس إلى قادة اليسار.
اتضح فعلا أن المطلوب كان هو هذا الأمر لأن قادة اليسار غير موجودين نهائيا.
اليوم ومابعد اقتراع السابع كان الانتصار حليف حزبين إثنين هما البيجيدي والبام، وكانت الصفعة الكبرى حليفة طرف واحد دون غيره هو اليسار المغربي.
الاتحاد الاشتراكي تقهقر تقهقرا تاريخيا غير مسبوق، التقدم والاشتراكية أدى غاليا ثمن تحويله من طرف بنعبد الله إلى ملحقة تابعة للبيجيدي وفدرالية اليسار أنجزت أفضل حملة ممكنة على الفيسبوك، لكن مغاربة الواقع لم يعرفوا بأنها دخلت الانتخابات إلا في دائرتين على امتداد التراب الوطني كله.
ما الذي يعنيه هذا الأمر؟
يعني أن على قيادات التشكيلات السياسية اليسارية الثلاث أن تستوعب الرسالة، وأن تقدم مايشبه الاعتذار على هزيمتها.
في البلدان الديمقراطية، وهي بلدان يحلو لهاته القيادات أن تتشبه بها عن حق أو عن باطل، تقديم الاعتذار في هاته الحالة يتم عبر طريقة واحدة ووحيدة: تقديم الاستقالة والعودة إلى القواعد والبحث عن قيادات من بين هاته القواعد تستطيع حمل المشعل.
لا حل إلا هذا الحل.
لايمكن أن تقول إنهم زوروا الانتخابات ضدك
لايمكن أن تقول إنهم قزموك قسرا رغم أنك الأكثر شعبية
لايمكن أن تقول إن تجار السياسة بالمال قد هزموك
لا يمكن أن تقول إن تجار السياسة بالدين قد قهروك
لايمكن أن تقول إن الشعب يحبك لكنه لم يصوت على سحنتك الكريمة
لايمكن أن تقول إن الشعب غير واع وأنه لم يفهم بعد معاليك
لايمكن أن تقول إنك أفضل من المغاربة كلهم وأن المغاربة لازالوا أميين لا يصلون إلى حصافة رأي فخامتك أنت والحواريين
لايمكن أن تقول أصلا أي شيء.
يمكنك أن تسكت. أن تخرس، أن تظل صامتا تحملق وكفى.
يمكنك أيضا أن تستقيل وأن تقفل فمك وأن تبدأ النضال من جديد إذا كنت مؤمنا به حقا من داخل حزبك
يمكنك أيضا أن تذهب إلى منزلك لكي تستريح إذا كنت تعتبر أنك قد أصبت بالعياء.
طبق مثل العيطة الشعبية الشهير “يلا عييتي سيري نعسي”، واترك اليسار يستيقظ ياهذا وياهذا وياهذه
أعطوا الناس دليلا واحدا على أن هذا الجرح يؤلمكم، وأنكم لستم موتى، وأنكم لا زلتم تحسون…
هذا إذا كنتم حقا لازلتم على قيد الحياة.
المختار لغزيوي.