كتبت صحيفة ”إيل جيورنالي” الإيطالية، اليوم الأربعاء (2 نونبر)، أن اختطاف ثلاثة متطوعين غربيين قرب تندوف في الجزائر ليس أول حالة ”تواطؤ” بين ”البوليساريو” وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وأكدت الصحيفة وجود سوابق تدل على ”التواطؤ” بين عناصر من ”البوليساريو” وإرهابيين من القاعدة، واصفة عملية اختطاف الإيطالية روسيلا أورو رفقة مواطنين إسبانيين في مخيم الرابوني بـ’المأساة المعلنة” وبـ”المتوقعة”.
وذكرت الصحيفة الإيطالية، في هذا السياق، باختطاف المواطنة الايطالية ماريا ساندا مارياني في الجزائر قبل ثمانية أشهر.
وكتب الصحافي جيان ميكاليسين أن العديد من عناصر ”البوليساريو” تخلوا عن نزعتهم الانفصالية ليرتموا في أحضان القاعدة، ويتخصصوا في الاتجار في المخدرات والأسلحة والبشر.
وسجل أن عشرات المقالات الصحفية، وضمنها بالخصوص مقال أليسون لاك على أعمدة مجلة ”فورين بوليسي” (السياسة الخارجية) الأمريكية الشهيرة التي تصدرها شركة “واشنطن بوست”، كانت أشارت إلى تسلل القاعدة إلى مخيمات تندوف.
وذكر الصحافي بأن لاك كان أثار في مقاله على الخصوص قضية ”التواطؤ” بين “البوليساريو” وتنظيم القاعدة، متسائلا عن الدواعي الحقيقية التي دفعت مسؤولي الجمعية، التي تنشط في إطارها روسيلا أورو, بإرسالها إلى منطقة خطيرة.
واعتبر الصحافي أنه يتعين القيام بتحريات بشأن الصلاحيات التي تتولاها بعض المنظمات ”الإنسانية” بغير حق وعن مسؤولياتها في مثل هذه المآسي.
وأعربت الصحيفة، التي أشارت إلى حالات سابقة تم فيها طلب أداء فدية لتحرير رهائن، عن اعتقادها أنه من الضروري التساؤل عن الطرف الذي يفترض أن يتولى تسوية هذا الأمر “هل هم المواطنون وحدهم أم هم أيضا أولئك الذين يخرقون كل القواعد المنطقية والأمنية باسم التضامن الدولي”.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة “صوت الشورى” اليمنية أن اختطاف متطوعين أجانب (إسبانيان وإيطالي) من الرابوني يفند مزاعم الانفصاليين بعدم ارتباطهم بمراكز الإرهاب.
وكتبت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، “صوت الشورى أون لاين “، تحت عنوان “تشابك المصالح بين جبهة البوليساريو وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” إن “وقوع جريمة الاختطاف في منطقة رابوني التي يعتبرها الانفصاليون الصحراويون عاصمة لدولتهم الوهمية يعد ضربة قاصمة لإدعاءاتهم للأمن والسلم اللذين ينعم بهما سكان (المخيمات) ويُفنذ مزاع قادة البوليساريو بعدم ارتباطهم بمراكز الإرهاب”.
وذكرت الصحيفة بما كتبته جريدة “إيل بايس” الإسبانية آنذاك، تحت عنوان “آثار القاعدة في حادث اختطاف اسبانيين بالصحراء” بقلم إناسيو سمبريرو، من أن “فصول هذه القضية لها أبعاد إيجابية بالنسبة للمغرب”، مؤكدا أن “هناك تسللا لعناصر إرهابية من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي داخل جبهة البوليساريو بل قد تكون هذه العملية محبوكة من بعض أطراف البوليساريو أو على الأقل برضا منهم ومن الجيش الجزائري أيضاً”.
وهذا يعني، تضيف الصحيفة، بأن “أطروحة المغرب التي ما فتئت تقول بتشابك المصالح بين جبهة البوليساريو وتنظيم القاعدة تؤكدها حوادث تحوم دائماً حولها الشكوك مثل الاتجار بالمخدرات والهجرة السرية والأسلحة بالإضافة إلى الاتجار في المواد الغذائية الممنوحة للصحراويين المحتجزين بتندوف”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطروحة المغربية تلقى أيضا صدى إيجابيا من طرف المتتبعين للشأن المغاربي سيما أنها تجزم مند فترة غير وجيزة بأن جبهة البوليساريو لا تمثل بتاتاً “سداّ منيعاً” ضد هيمنة تنظيم القاعدة بالساحل.
ويضيف كاتب المقال محللاً بأنه “حتى الإسلاميين الجزائريين كانوا دوماً يكيلون النقد اللاذع لجبهة البوليساريو التي يرون فيها مرآة تعكس داخل الصحراء المغربية ما كانت عليه جبهة التحرير الوطنية الجزائرية التي مارست الحكم بالجزائر منذ الاستقلال بعنف وغطرسة وبدون منازع”.
وخلصت الجريدة اليمنية إلى أن التغطية الإعلامية الاسبانية التي حظيت بها قضية الاختطاف هذه أغضبت القادة الانفصاليين، لافتة الانتباه إلى “أنه في خضم هذا الحدث طغى مفهوم جديد على النزاع الصحراوي من طرف الإعلام الاسباني إذ “أنه ولأول مرة توصف حركة خط الشهيد بالمعارضة الداخلية للبوليساريو”.