في تاريخ الافكار والفلسفة هناك مدرسة معروفة باسم المدرسة المشائية..
المشاؤون كانوا يمشون وهم يتأملون ويفكرون ويحللون ويناقشون.
المشي عنصر محفز للتفكير..
و أجمل انواع شراب الويسكي سمي باسم “جوني والكر” و قد ترجمها ساخرا صحافي مغربي من الرواد وقال: إنه يوحنا المشاء..
عبد الإله بنكيران له مدرسته هو ايضا مثل المشائين والوجوديين والماركسيين و هي مدرسة يمكن ان يطلق عليها مدرسة البكائين..
لماذا يبكي السياسي؟
هل لانه يرأف أكثر بالشعب أم لهشاشة في مكان ما يعلمها الله وأطباء نفسانيون؟
لماذا يبكي السياسي؟.
البكاء طلبا للأصوات..
أم البكاء محبة في الله.؟
للبكاء اسباب متعددة فيها الظاهر والباطن و فيها المتن والحاشية و فيها الدال والمدلول بلغة اللسانيات ..
البكاء فرحا و البكاء ألما و البكاء للإكراه والبكاء للانتصار كما يحصل للرياضيين فوق منصات التتويج في بطولات عالمية .
غير أن البكاء المتكرر هذه المرة لا يمكن أن تغيب عنه السياسة لارتباطه بلحظة انتخابية..
بنكيران لا يبكي الآن وهو يصلي خاشعا مثل صوفي او يشاهد فيلم “الصداقة “دوستي كما كان يقع لنا في طفولتنا البريئة مع أغاني” دوستي” في سينما الريف..
ميرا دوستي ميا بيااااار ميرا دوستي ميرا بيااار وتهطل الدمعة تلو الاخرى في ظلام القاعة..
هل هو بكاء لكسب الاصوات..المغاربة شعب عاطفي في نهاية المطاف..و عملا بسياسة القرب فاقرب الطرق لقلب الانسان هي الدمعة والشهقة و الآآآآه..
حتى الاحاديث التي يراد منها دلالة خاصة يقول فيها الراوي :قالها3 مرات وأجهش بالبكاء..
هناك تاريخ للضحك والكوميديا وهناك تاريخ للبكاء.
و لا شيء يأت بالصدفة..
لحبيبة وجرحتيني تقول الاغنية التطوانية..
نبكي و نبكي ودموعي سياااالة..لحبيبة وجرحتني..
من هي حبيبة بنكيران في هذه الحالة؟ هل هي الجماهير التي سماها الاتحاد أيام كان حزبا كبيرا القوات الشعبية؟
هل هو فراق الحكومة الحبيبة..وهل يجوز ذلك؟
ترى ترحلين ؟يغني الحياني بحزن رومانسي في” راحلة”..
أنا بكيت مع ميرا دوستي ميرا بيااار في فيلم “الصداقة” ..لكن فعلتها في صمت وخشية من “رجولة” اصدقائي الذين بكوا ايضا في سرية.
لا زلت أبكي اليوم حينما تضيق بي هذه الارض.
تعلمت من صغري أن البكاء أمام الآخرين هشاشة.لذلك أبكي في صمت من كبرياء ما زال يقاوم.
كثير من الزعماء بكوا في لحظات مشاعر وعواطف جياشة. عبد الناصر بكى بعد الهزيمة لأنه اكتشف سراب الشعارات الكبيرةأمام واقع الهزيمة..
الحسن الثاني بكى في وفاة مولاي عبد الله لحظة صاح إمامالمسجد : صلاة الجنازة..جنازة رجل.
ما الذي أبكاك السيد بنكيران.؟
مرة فاجئني مبارك باليلي يبكي وتجري مآقي الدمع في عينيه وهو يحكي لي عن ميغالو الذي مرض وحان رحيله.
كان ميغالو قطا صديقا رائعا أحبه الفنان الرسام في عزلته بقرية.
عيني تجري بدموع ..عيني تجري بدموع..
عيني تجري بدموع ونار الشوق تزيد ..
من يحفظ اغنية جيل جيلالة يكمل الباقي..
عاشت سياسة القرب بالدموع..