أظهرت دراسة نشرها البنك الدولي، الأربعاء 5 أكتوبر 2016، أن الأجانب الذين يلتحقون بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" هم على مستوى تعليمي أعلى من المتوقع، وذلك استناداً إلى بيانات داخلية للتنظيم الجهادي جرى تسريبها.
ليسوا فقراء
وقال معدو الدراسة وعنوانها "العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمنع التطرف العنيف" إنهم وجدوا أن "تنظيم الدولة الإسلامية لم يأت بمجنديه الأجانب من بين الفقراء والأقل تعليماً بل العكس هو الصحيح".
واستندت الدراسة إلى البيانات الشخصية لـ3803 عناصر في التنظيم الجهادي حصل عليها البنك بعد أن جرى تسريبها من داخل التنظيم الجهادي.
الدراسة التي أعدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي تستند فيما يخص الشق المتعلق بالجهاديين الأجانب إلى استمارات انضمامهم إلى التنظيم المتطرف التي تتضمن بيانات عن بلد الإقامة والجنسية والمستوى التعليمي والخبرات السابقة في العمل الجهادي والإلمام بالشريعة.
بعيدون عن الأمية
وأضاف معدو الدراسة أن "أحد أهم الاكتشافات هو أن هؤلاء الأشخاص هم أبعد ما يكونون عن الأمية"، مشيرين إلى أن هذه البيانات تمثل "إضاءة" على ملامح مقاتلي التنظيم الجهادي.
وبحسب الدراسة فإن غالبية المنضمين إلى التنظيم الجهادي خلال الفترة 2013-2014 "يؤكدون أن مستواهم التعليمي هو المرحلة الثانوية وقسم كبير منهم تابعوا دراستهم حتى الجامعة".
ويبلغ معدل أعمار المتطوعين في صفوف التنظيم الجهادي 27,4 سنة، بحسب الدراسة.
وأظهرت بيانات الأجانب الذين انضموا لتنظيم "الدولة الإسلامية" أن 43,3 منهم مستواهم التعليمي هو المرحلة الثانوية، و24,5% هو المرحلة الجامعية، في حين أن 13,5% فقط يقتصر مستواهم التعليمي على المرحلة الابتدائية.
وبلغت نسبة الأميين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية 1,3% فقط، أما النسبة المتبقية من الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم الجهادي (16,3%) فلم يصرحوا عن مستوى تعليمهم.
ولفتت الدراسة إلى أن "الأجانب الذين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية والآتين من إفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط هم أكثر تعليماً بكثير من بقية رفاقهم. الغالبية العظمى منهم يؤكدون أنه كان لديهم عمل قبل الانضمام إلى التنظيم".
أسباب انضمامهم
وأضافت أن أسباب انضمامهم إلى التنظيم الجهادي "متنوعة"، ففي حين يريد البعض مساعدة التنظيم إدارياً فإن البعض الآخر انضم رغبة بالموت، بينما انضم آخرون رغبة في القتال.
ولفتت الدراسة إلى أن "نسبة الراغبين في القيام بأعمال إدارية وكذلك أيضاً نسبة الراغبين في تنفيذ عمليات انتحارية ترتفع مع ارتفاع المستوى التعليمي".
وخلصت الدراسة إلى أن "العوامل الأكثر قوة المرتبطة بانضمام الأجانب إلى داعش ترتبط بنقص الاحتواء – الاقتصادي والاجتماعي والديني – في بلدان الإقامة. ولذلك فإن تعزيز مستوى الاحتواء قد لا يخفض مستوى التطرف العنيف فحسب بل قد يحسن أيضاً الأداء الاقتصادي لبلدان المنطقة".