قد يكون التشاؤم حافزا لأخذ الاحتياط في بعض الأمور، ولكن سيتحول التشاؤم حتما إلى عامل مُعرقِل لكل عملية إصلاحية إن تمت المبالغة فيه.
السؤال المطروح بإلحاح هو:
ما الهدف من هذه الاتهامات؟
ما المقصود من التشكيك في وطنية بعض الفاعلين السياسيين، دون آخرين؟
و ما الغرض من محاولة نفي علاقة العمليتين الإرهابيتين بتزمت أعمى لبعض من يتخذون الخطاب الديني كغطاء يبرر تطرفهم؟
أليس المقصود هو محاولة إضعاف تأثير الفاعلين السياسيين الذين يدعون إلى تبني الحداثة كمنهج يمكن المغرب من التعامل مع الواقع المعقد، منهج يمكن المغرب من التفاعل مع المحيط الإنساني العالمي بشكل يخدم مختلف مصالح المواطنين حاضرا و مستقبلا؟
أليس الهدف هو خدمة نظرة سياسية معينة تحاول إقصاء آراء مخالفة؟
أليس هذا التشكيك المُمَنهَج، و الغير منهجي، عملية حسابية تحاول تحقيق مكاسب سياسية محضة؛ مكاسب تقوي شوكة قد تنتهي إلى خلق ثقوب و ثقوب في بناء مجتمعي يسعى الجميع إلى تكريس طابعه التعددي، و يسعى الجميع إلى تقوية انسجامه و صموده أمام النزعات الفئوية؟
حذاري من محاولة ركوب الموجة الحالية من أجل فرض قوة رأي معين، على حساب آراء و آراء.
إن كان الإصلاح هدف الجميع، فالإصلاح من الضروري أن يكون إصلاحا يحافظ على أمن و استقرار البلد، إصلاحا من الضروري أن يكرس الاتجاه الديمقراطي الآخذ بعين الاعتبار الطابع التعددي لمجتمعنا.
كل حسابات حزبية أو فئوية ضيقة، يمينا أو يسارا، لا يمكن إلا أن تتم على حساب أهدافنا المشتركة.
و حذاري أن تتحول الممارسة السياسية إلى لعبة نارية قد تأتي على الأخضر و اليابس.
إن مناهضة الفساد المبذر لخيرات البلاد، الفساد المستشري في عروق إداراتنا و مجتمعنا كالسم القاتل، هذا الفساد هو عدونا جميعنا.
أما أن نستغل لفظة الفساد، فنلصقها على عاتق كل من يخالفنا الرأي، فهذا قد يكون فسادا فكريا مدمرا في حد ذاته.
كمال *//* kamal