بوحدو التودغي
لا يترك المعطي منجيب، المؤرخ على قد الحال والناشط الحقوقي بالليل، الفرصة تمر دون أن يبعث رسائل التودد لحزب العدالة والتنمية وعبد الإله بنكيران، فمن الدفاع عن السلفي التكفيري حماد القباج إلى الدفاع عن الكوبل الجديد داخل العدالة والتنمية، أي القضية التي تفجرت بخصوص العلاقة بين عبد الله بوانو، رئيس الفريق، وزميلته اعتماد الزاهيدي.
المعطي منجيب من كثرة تعالمه لا يميز بين الحياة الخاصة وممارسة ما يسمى الحياة الخاصة داخل الشغل. مرة قال لي صديق فرنسي إنه يرفض أن يقبل صديقته في الشغل لأن مكان العمل مثل الكنيسة، وقياسا عليه نقول إن مكان العمل مثل المسجد. لهذا التبس الأمر على "المتعالم" منجيب بخصوص استدعاء رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، لبوانو والزاهيدي ليستمع إلى إفادتهم في موضوع العلاقة.
وقال المعطي منجيب، في تدوينة على فيسبوك "صدمت اليوم أيما صدمة لما علمت أن السيد رئيس مجلس النواب استدعى كل من السيد عبدالله بوانو والسيدة المحترمة اعتماد زاهيدي على أساس إشاعة أن بينهما علاقة غرامية وحتى يسائلهما عنها. ياللخزي والعار ! هل وصلت بلادنا إلى هذا السفاف!؟. إن النظام قد فقد صوابه وكأنه مشرف على القيامة. إن رئيس مجلس النواب بفعلته هاته، وبمبادرته اللاأخلاقية يتصرف كعميل للمخابرات في جمهورية موز. اشهمتونا آعباد الله حتى ولينا كنحشمو نقولو راه حنا مغاربة".
ما لا يريد فهمه المؤرخ، الشغال لدى العدالة والتنمية، هو أن العلمي استدعى البرلمانيين، لأن هناك حديث عن ممارسات داخل مكتب رئيس الفريق التابع لمؤسسة البرلمان، حيث أوردت صحيفة مغربية أن رئيس الفريق كان يختلي بزميلته لساعات طوال، وهذا يضر بسمعة المؤسسة، وما لا يريد فهمه المؤرخ أيضا هو أن رئيس المجلس لو وجد الحق مع البرلمانيين لدافع عنهما حماية للمؤسسة.
وأحسن ما قال منجيب "اشهمتونا آعباد الله حتى ولينا كنحشمو نقولو راه حنا مغاربة". من العيب أن يقول رجل مثل منجيب إنه مغربي رغم أن القانون لا يمنعه من ذلك. كيف تقول إنك مغربي وأنت تسعى بالليل والنهار للإضرار ببلدك؟ كيف تحصل على الأموال الطائلة من جهات متعددة لنشر الفوضى بالمغرب؟
منجيب كان يحصل على أموال من جهات متعددة، تجتمع كلها على مناوءة المغرب، وتحت شعارات متعددة، فمرة يحصل على الأموال بصفته ناشط حقوقي، ومرة يحصل على الملايين من جهات أمريكية، كانت تمول مشروع الحوار اليساري الإسلامي، ولهذا وجدنا الإسلاميين واليساريين يساندون الثورات التي تساندها أمريكا في انقلاب خطير للقيم، وكان منجيب من بين المشرفين على هذا البرنامج التدجيني الخطير.
وبعد نهاية هذا المشروع أصبح منجيب كالمقطوع من شجرة، فهو يساند من يطالب بالملكية البرلمانية كي يضغط في ظنه على الدولة، ويساند بنكيران الإسلامي التحكمي، وهو العلماني يساند القباج التكفيري الظلامي وكل هاته الخلطة طريقها واحد: أن يجود عليه الزعيم الإسلامي بتمويل معين بأية طريقة.