بوحدو التودغي
يكره الإسلاميون عالم النفس النمساوي وصاحب نظرية التحليل النفسي سيجموند فرويد، ويسلطون عليه الأضواء ويوجهون له التهم، ويعتبرونه من بين ثلاث يهود خربوا العالم (داروين، فرويد وماركس)، ولكن المتتبع للسلوكات الجنسية لدى الإسلاميين، يفهم لماذا يكرهونه. فرغم قصور نظريات فرويد إلى أن رؤيته للكبت الجنسي تفسر هذه الكراهية، واتضح ذلك جليا مع جهاد النكاح لدى الإرهابيين، الذي يعتبر تعويضا عن الحرمان.
ولم تخل حركة إسلامية من فهم قاصر للعملية الجنسية، فكل الفصائل ذات البعد الديني تبني منهجها التربوي على "جدار العزل" بين الذكور والإناث، وتصدر تعليمات بهذا الخصوص لأعضائها بضرورة ابتعاد كل طرف عن الآخر وضرورة غض البصر، وسيكون التعويض في الآخرة بالزواج من الحوريات، لكن من تمكن من المثنى والثلاث والرباع فهو يفعل ذلك هنا وليس هناك، وهذا سر التناقض.
يصر الإسلامي على التعويض دائما، سواء بانتظاره الجنة أو ممارسة "الجنس الإسلامي"، أي المغلف بعناوين الشريعة، كجهاد النكاح أو الزواح العرفي حسب الشريعة، مثلما حدث بعد اعتقال الفقيه عمر بنحماد، القيادي في التوحيد والإصلاح، والداعية فاطمة النجار في حالة تلبس بممارسة الجنس جنب الشاطئ، فقد فسر ذلك بزواج بالفاتحة، وهو مجرد تغليف للإشباع الجنسي والتعويض عن الكبت، الذي مارسته الحركة على أبنائها.
لن يكون أبناء التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية لا ملائكة ولا شياطين، ولكنهم بشر مثلنا، لهم رغبات وسقطات، ولكنهم يصرون على طهرانيتهم رغم أنه لا يوجد ما يمكن أن يعصم الإنسان من الوقوع في أي شيء.
كل يوم تخرج للوجود فضيحة جنسية. فهذا المسؤول ضبطته زوجته متزوجا عليها بعد سنوات من العلاقات الجنسية مع خليلته، وهذا البرلماني أغراه جمال برلمانية ما زالت غضة الطرف وأغرته عيونها فوقع في الفاحشة، التي سيجد لها الإخوان ألف اسم لتصبح شرعية، وكان بالإمكان تركها عادية مثلما يفعل جميع الناس سواء كانوا عاديين أو غير عاديين.
كثير من أبناء الحركة تربوا في غيتوهات الكبت الجنسي، ومنهم من تزوج من غير اختيار، أي زواج دعوي مفروض من الجماعة قصد التعاون والتنسيق، وبالتالي يجد العضو نفسه أنه لم يمارس في حياته جنسا طبيعيا، فلما تفتح عليه الدنيا خيراتها أول ما يفكر فيه هو تلبية رغباته الجنسية المكبوتة.
بعض "الموضوعيين" يقولون بأن الحديث عن فضائح قادة العدالة والتنمية، وخصوصا ما راج حول علاقة عبد الله بوانو بالبرلمانية اعتماد الزاهيدي، دخول للبيوت وتلصص عليها. نعم قد نتفق معهم لو لم يترك هؤلاء بيتهم مفتوحا. فهم أكثر الناس تلصصا على الناس وتتبع عوراتهم وهم الذين يزعمون أنهم قوة أخلاقية وهم الذين وقفوا ضد الحريات الفردية أو الشخصية، بل إن زعيمهم أقام الدنيا ولم يقعدها لأن "تي شورت" الزميلة أمينة خباب لم يعجبه في البرلمان، ووزيره الشوباني طرد صحفية من البرلمان بسبب لباسها..