لقد انكشفت عورة جنرالات الجزائر مع المغرب مع حادثة الكركرات ، فبعد دفع رئيس موريتانيا إلى احتلال لكويرة المغربية ورفع العلم الموريتاني فيها هاهم جنرالات الجزائر يخرجون للعلن بالظهور المباشر في حادثة الكركرات ...
أولا : عملية تعبيد أربع كيلومترات تهز عرش الجنرال سعيد شنقريحة :
بدأ المغرب في تعبيد طريق مسافتها حوالي أربع كيلومترات ، وهي طريق تربط بين كركرات مغربية ( هكذا وصفها جوجل ) في أقصى جنوب المغرب ومركز حدودي موريتاني ، فبعد أن تم تطهيرهذا الشريط من حوالي 1000 سيارة وشاحنة متخلى عنها وطرد كافة التجمعات المشبوهة من تجار السلاح والمخدرات والبشر، كان ذلك ابتداءا من 11 غشت 2016 حيث أعلن المغرب أن ذلك كان بتنسيق مع موريتانيا ، وبعد عملية التطهير جاءت عمليات تعبيد الطريق لتحسين انسيابية الشاحنات الكبيرة القادمة من المغرب والمتجهة نحو موريتانيا والعمق الإفريقي أو بالعكس . لكن جنرال الناحية العسكرية الثالثة المدعو سعيد شنقريحة خرج من جحره وحرك عصابة البوليساريو للوقوف ضد التحرك المغربي في قندهار إفريقيا ... لماذا ؟
ثانيا : إنشاء قندهار إفريقيا كقاعدة دولية للاتجار بالسلاح والمخدرات :
عُرِف الشريط المذكور باسم قندهار إفريقيا لأنه من أخطر الأماكن في العالم لانعدام الأمن فيه . وقد استغل الجنرال الجزائري سعيد شنقريحة قائد الناحية العسكرية الثالثة الفوضى في قندهارالإفريقية وانعدام الأمن وغياب أي سلطة فيها ، حيث لاسلطة موريتانية ولا مغربية ولا أممية ( المينورسو ) ، فأنشأ شنقريحة عصابة أغلبها مكون من البوليساريو مع بعض البلطجية الموريتانيين تعترض العابرين وتعرض عليهم خدماتها لحمايتهم أثناء عبور أقل من أربع كيلومترات نحو موريتانيا أو الخروج منها نحو المغرب. ومع مرور الزمن أصبحت للجنرال شنقريحة " محمية مافيوزية " توسعت أنشطتها فأصبحت منطقة للجريمة الدولية العابرة للقارات من تجارة السلاح القادم من ليبيا وغيرها بعد انهيار نظام القذافي ، وتجارة المخدرات الصلبة القادمة من أمريكا اللاتينية عموما لتوزيعها نحو أوروبا انطلاقا من الجزائر عبر مخيمات تندوف. وكذلك تجارة البشر القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء والمتجهين نحو شمال إفريقيا للهجرة السرية نحو أوروبا ، وبما أن النظام الجزائري هو راعي الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا وجنوب الصحراء فإن الجنرال شنقريحة قد استنسخ صورة من بنية النظام الجزائري وطبقها في محميته ( جمهوريته ) المسماة قندهار إفريقيا حيث اعتمد على الحركات الإرهابية التي ترعاها الجزائر في تلك المنطقة نذكر منها مثلا : ( البوليساريو – أبو الوليد الصحراوي - القاعدة – الموقعون بالدم – أنصار الدين – المرابطون ...الخ ) وسخرها لتكون النواة الصلبة لقوته الضاربة في تلك المنطقة المنسية من العالم ... إذن بنى الجنرال شنقريحة جمهورية في قندهار إفريقيا قوتها من قوة الحركات الإرهابية ومواردها المالية من مداخيل تجارة السلاح والمخدرات والبشر وخفر الشاحانات والسيارات ذهابا وإيابا وسياستها العامة هي البلطجة في أجلى مظاهرها ..
ثالثا : خفر الشاحنات والعابرين مصدر رزق للجنرال شنقريحة :
لم يكتفي جنرالات فرنسا الحاكمون في الجزائر بنهب أموال الشعب الجزائري وامتصاص دمائه بل انتقلوا إلى نهب الأفارقة والأجانب الذين يعبرون برّاَ من المغرب إلى موريتانيا أو العكس ، هذه حقيقة الحالة التي تعيشها المنطقة المسماة قندهار الإفريقية منذ زمان . فكما هو معلوم في الجزائر جنرال الزيت وجنرال السكر وآخر للقمح وآخر للبترول وجنرال للرز الخ الخ الخ ، وهناك جنرال البلطجية والفتوات في معبر الكركرات وهو الجنرال سعيد شنقريحة مهمته خفر الشاحنات والسيارات والراجلين أي حماية كل العابرين ما بين كركرات مغربية والمركز الحدودي الموريتاني ويتقاضى على عملية الخفر هذه إتاوة عن كل داخل أو خارج من موريتانيا ..استغنى الجنرال شنقريحة بالإتاوات والأتاوة هي المال الذي يدفعه الضعفاء من الناس غصبا أي بالقوة ، يدفعون الأموال لرئيس العصابة لحمايتهم من شر أفراد العصابة ، هذه إحدى المهن المبتكرة التي امتهنها الجنرال سعيد شنقريحة رئيس عصابة البوليساريو الذي استولى على منطقة قندهار الإفريقية وفرض الإتاوات على العابرين من وإلى مورياتنيا في معبر كركرات مغربية . أما الذين يجمعون له تلك الإتاوات فهم عصابة مكونة من البوليساريو وبعض البلطجية الموريتانيين . وأصبحت هذه المنطقة مصدر رزق لهذا الجنرال وبذلك تساوى مع جنرالات الزيت والغاز والسكر وامتصاص دماء الشعب الجزائري المغبون .
رابعا : موريتانيا ولاية جزائرية تابعة للجنرال شنقريحة :
أما العسكري الميكانيكي الحاكم في موريتانيا المسمى ولد عبد العزيز فهو ( لابيهش و لا بينش فهو عبد المأمور ) لأن موريتانيا أصبحت هي الولاية رقم 49 وحاكمها ولد عبد العزيز يتلقى التعليمات من الجنرال شنقريحة ، وحكام الجزائر عموما يفعلون به يشاؤون ، أما اليد التي يضرب بها الجنرال شنقريحة الموريتانيين فهي البوليساريو التي كانت وما تزال تُرْعِبُ الموريتانيين بأمر من قائدها الأعلى الجنرال شنقريحة . ولا حاجة للتذكير بغزوة نواكشوط وتدمير مدينة تشلة وكثير من المدن الموريتانية على يد البوليساريو.
خامسا : المغرب يخطط لقطع الطريق على مرتزقة الجنرال شنقريحة :
لم يكن السعار الذي أصاب حكام الجزائر مؤخرا بلا سبب ، لقد أدركوا أن استراتيجية المغرب الأمنية في المنطقة هي تدمير بنية الجريمة المنظمة التي أحكم بناءها النظام الجزائري في منطقة قندهار الإفريقية برئاسة المافيوزي الجنرال شنقريحة من جهة والخروج إلى الفضاء الإفريقي بأمن وأمان ، فمنذ الانقلاب العسكري الذي قاده ولد عبد العزيز عام 2008 وسقوطه بين يدي عساكر الجزائر ، منذ ذلك الحين والمغرب يخطط للخروج نحو الآفاق الإفريقية بتجاوز موريتانيا بكاملها ...
لقد كان الوضع الغامض لمدينة لكويرة أهم سبب دفع المغرب للبحث عن حلول جذرية لضرب عصافير بحجر واحد : أولا تدمير بنية نظام الجريمة المنظمة والعابرة للقارات بمنطقة قندهار الإفريقية وحرمان المجرمين المستفيدين من المداخيل المالية تحت رئاسة المافيوزي الجنرال شنقريحة ، ثانيا ضرب اقتصاد موريتانيا الهش في الصميم ، ثالثا : حرمان البوليساريو من الموارد الاسترزاقية غير المباشرة التي يستفيد منها من خلال انسياب كل المواد التجارية القادمة من المغرب نحو موريتانيا كالخضر والفواكه والملابس وجميع مواد البناء وقطع الغيار للدراجات النارية والسيارات ، لأن التقارير الواردة من مخيمات تندوف تؤكد وصول كثير من المواد المغربية إلى مخيمات الذل بل إلى مدينة تندوف نفسها عبر موريتانيا ، رابعا الكشف عن تواطؤ المينورسو مع الجنرال شنقريحة في ابتزاز العابرين من وإلى موريتانيا ... وسينجح المغرب في مخططه إلى أبعد الحدود وذلك بـتمثل هذه السيناريوهات :
(1) الكركرات ليست هي المشكلة بين المغرب وموريتانيا بل المشكلة في الوضع الغامض لمدينة لكويرة الذي افتعله ولد عبد العزيز بإيعاز من حكام الجزائر باحتلاله مدينة لكويرة المغربية والتي هي جزء من الصحراء المغربية ورفع علم موريتانيا فيها ، فلو استطاع الشعب الموريتاني خلع ولد عبد العزيز وحل مشكلة لكويرة المغربية مع المغرب خاصة وهي المدينة المجاورة لمدينة نواديبو الموريتانية ، فسيكون ذلك هو الحل المثالي للبلدين الجارين المغرب وموريتانيا ، وسيتم بهذا الحل القضاء على بلطجية الجنرال سعيد شنقريحة وسيعود ذلك على موريتانيا والمغرب وعموم غرب إفريقيا بالخير العميم لأن الوضع سيصبح واضحا مع إنشاء مركزين حدوديين الأول مغربي في لكويرة والثاني موريتاني في نواديبو الرئة الاقتصادية للجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وستموت جمهورية الجنرال شنقريحة للبلطجية والإرهابيين في منطقة قندهار الإفريقية نهائيا شرط أن تقوم المينورسو بمهامها الموكولة إليها لا أن تكون مظلة تحمي أنشطة الجنرال المافيوزي الإجرامية التي جمع بها ثروة طائلة .
(2) إذا تمادى الميكانيكي الحاكم على موريتانيا في غيه فلا يمكن أن يقف المغرب مكتوف الأيدي أمام استكانته لهيمنة الجنرال شنقريحة ، للمغرب كعادته مفاجئات عبقرية لحماية مصالحه الأمنية والاقتصادية العليا وهناك عدة سيناريوهات يمكن أن نتصورها منها مثلا إنشاء شركة مغربية سينغالية أو مغربية خليجية للنقل التجاري البحري تربط ميناء الداخلة بميناء دكار ثم إلى العمق الإفريقي وهو ما يرعب الجزائر وموريتانيا معا خاصة وأن المغرب يملك حلولا مالية استثماراتية عملية وإجرائية يتكفل بها حلفاؤه من دول الخليج وغيرها الذين لهم رغبة قوية في غزو إفريقيا عبر البوابة المغربية ..وبذلك يموت الاقتصاد الموريتاني نهائيا ليعود إلى العصر البدائي ، أما الجزائر فهي إلى الهاوية سائرة .
على سبيل الختم :
لا يمكن لحكام الجزائر أن ينكروا الدلائل والحجج التي تُدينهم وتجعلهم أعداء للسلم والأمن في المنطقة المغاربية ، فهم حجر عثرة ضد أي وفاق بين الفرقاء الليبيين ، وهم شوكة في حلق الشعب التونسي للمضي في بناء أول ديمقراطية عربية فتية وهم يرفضون أي تعاون أمني لمكافحة الإرهاب مع المغرب .... وبخصوص علاقة جنرالات الجزائر بالإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للقارات عموما في المنطقة المغاربية ، يمكن أن نذكرعلى سبيل المثال لا الحصر:
1) في 2011 تم اختطاف ثلاثة أجانب اثنان من إسبانيا وإيطالي واحد من مخيمات تندوف لمطالبة عائلاتهم بفدية بملايين الدولارات .
2) في سنة 2011 السلطات المغربية تكتشف أسلحة مدفونة قرب أمغالا .
3) في سنة 2012 ضبط خلية لتهريب أكثر من طن من المخدرات على مستوى مدينة بوجدور المغربية .
4) وأخيرا وليس آخرا في فاتح شتنبر 2016 تم القبض على خلية إجرامية تتاجر في المخدرات قرب مدينة بوجدور المغربية وبحوزتهم 500 كيلوغرام من المخدرات ومن بين أفراد العصابة ماجيد أده إبراهيم أحميم ابن وزير التنمية الاقتصادية في حكومة البوليساريو المسمى أده إبراهيم أحميم .
إن الجنرال الجزائري سعيد شنقريحة قد استغل الشريط العازل شرق الجدار الأمني المغربي والذي تقدر مساحته بأكثر من 60 ألف كيلومتر مربع أي حوالي 25% من عموم مساحة الصحراء المغربية ، وهو شريط يعيث فيه الجيش الجزائري فسادا مستغلا عجز الدولة الموريتانية الفظيع وتواطؤ حكامها معهم ، بالإضافة إلى تواطؤ المينورسو معهم ، فاستغل أحدهم وهو الجنرال سعيد شنقريحة هذا الفضاء الفسيح لبناء جمهوية البلطجية وعصابات الإجرام الدولية ، والعالم يعرف ذلك ، كما يعرف العالم أن المغرب هو الذي يسعى إلى الأمن والأمان والسلم والسلام وأن عسكر الجزائر هو الذي يسعى للدمار والخراب وتصدير الإرهاب واحتضان عصابات الجريمة المنظمة العابرة للقارات التي تحترف تجارة السلاح والمخدرات والبشر ... وشتان ما بين الذي يسعى في خير البشرية وتَحَضُّرِها وتنميتها وبين من يسعى في خرابها ، والدليل أن حكام الجزائر قد ضيعوا على الشعب الجزائري مئات الآلاف من ملايير الدولارات منذ ما يسمى استقلال الجزائر وتركوا الجزائر خرابا يبابا ، ومن يرى الجزائر والمغرب اليوم يعتقد أن المغرب هو دولة الغاز والنفط وأن الجزائر هي صومال شمال إفريقيا ... إنه حكم المتكرشين من جنرالات الجزائر الذين لن يقنعوا بغير امتصاص دماء الشعب الجزائري لأن ما في باطن أرض الجزائر لا محالة سَيَجِفُّ ذات يوم ..... فبئس حياة الضنك والذل التي يصبر عليها شعب الجزائر الميت الحي ..
سمير كرم