في متابعتها للحدث-المفاجأة، المتمثل في تزكية السلفي حماد القباج وكيلا للائحة البيجيدي بدائرة كيليز بمراكش، نشرت بوابة الاحداث المغربية مقالا حول هذا الحدث، يكشف بالملموس خلفيات هذه التزكية وعلاقة القباج بالديمقراطية وما يمكن ان يترتب عن اختياره من طرف حزب العدالة والتنمية ليمثله بالدائرة المذكورة..
وحاول كاتب المقال، الزميل احريملة إسماعيل، استقصاء الخلفيات الكامنة وراء لجوء حزب الاسلاميين إلى السلفي حماد القباج، وردود الفعل التي أثارها هذا الاختيار في صفوف حزب المصباح ولدى الرأي العام الوطني، وكذا ما يشكله حماد القباج من خطورة على الديمقراطية وعلى صورة البلاد في الخارج باعتباره احد السلفيين المتطرفين الذين يحرضون صراحة ضد الاحزاب المعارضة لمشروع العدالة والتنمية فضلا عن كراهيته لليهود المغاربة رغم انهم مغاربة كاملي المواطنة بفعل التاريخ والدستور المؤطر للنظام السياسي بالمغرب..
وبالنظر إلى اهمية ما جاء في المقال من مضامين نعيد نشره لتمكين القراء من الالمام بالموضوع ومعرفة ما قد سيجنيه حزب الاسلاميين والمغرب من هذه التزكية ومن افكار السلفي حماد القباج داخل البرلمان، لأنه فائز لامحالة بالمقعد بالقياس للنتائج المسجلة خلال الاستحقاقات الجماعية بهذه الدائرة التشريعية..
إليكم المقال:
مرشح العدالة والتنمية في دائرة جيليز بمراكش سلفي اتهم منافسيه بمعاداة الدين الإسلامي!.. لا يؤمن بالديموقراطية ويعتبرها شرا ورغم ذلك يتنافس على كرسي طمعا في مقعد برلماني!
كان لإعلان القيادة الوطنية لإخوان ابن كيران عن تزكية السلفي الوهابي حمادي القباج لقيادة لائحة الحزب بالدائرة التشريعية "جيليز" بمراكش، وقع الصدمة على مختلف مكونات العدالة والتنمية بالمدينة الحمراء باعتبار التزكية ضربا صارخا لقيم الديمقراطية الداخلية ومبدأ "أمرهم شورى بينهم".
واعتبرت التزكية "إنزالا من القيادة الوطنية" ضدا عن إرادة القواعد الحزبية مع التضحية باسم بارز ضمن القيادة المحلية والجهوية المتمثلة في نائب العمدة "أحمد المتصدق" عضو الكتابة الجهوية ونائب عمدة مراكش الذي أجبر على تنحية نفسه من موقع المنافسة وإبداء عدم رغبته في الترشح، فاسحا المجال بذلك لحمادي القباج لقيادة اللائحة والتباري على مقعد داخل القبة التشريعية يعتبره الكثيرون "مضمونا سلفا" بالقياس للنتائج المسجلة خلال الاستحقاقات الجماعية بهذه الدائرة التشريعية.
تزكية القيادة الوطنية لحمادي القباج عدها البعض كذلك تدخل في باب «رد الجميل» للرجل الذي لم يتردد في التنكر لشيخه "عبد الرحمان المغراوي" رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، وخاض ضده حربا ضروسا خلال الاستحقاقات الجماعية الأخيرة، وتحمل «وزر» تسفيه مواقف شيخه الداعمة لمرشحي بعض الأحزاب في مواجهة لوائح المصباح، متوجا هذا الموقف بخرجة إعلامية قام بتوثيقها بشريط مصور وزع على نطاق واسع وبث عبر "اليوتوب" على بعد أيام قليلة من انتهاء الحملة الانتخابية.
خطورة الخرجة الدعائية لحمادي لقباج تمثلت في طبيعة التوصيفات التي كالها للأطراف المنافسة، وخص بالذكر منها حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال باعتبارهما الطرفين المنافسين القويين لحزب ابن كيران، حيث انطلق من وضع سؤال اعتبره محوريا وأساسيا: من هو الأصلح في الانتخابات القادمة؟ بعدها تم حصر الأحزاب المستهدفة بالخطاب في الأحزاب الثلاثة باعتبارها الكتل السياسية الكبرى ذات الحضور الوازن بالساحة الوطنية، لينطلق في عملية تقييم كل حزب على حدة بناء على المعايير المحددة. لم يتردد القباج في إطلاق أعيرة اتهاماته بشكل مباشر اتجاه صدر القيادات الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة، واتهامها بمعاداة الدين الإسلامي والمس بمقوماته الأساسية، دليله في ذلك ما سجله إلياس العماري من مواقف سابقة ومجاهرته في أحد البرامج بـ"الدعوة لمقاومة أسلمة المجتمع، ومساندة فريقه البرلماني لقرار إغلاق دور القرآن، وبالتالي تصنيف الحزب وأعضائه في دائرة العلمانيين الذين يخرقون دستور البلاد ويضربون بقوانينه عرض الحائط". حجة القباج على معاداة أصحاب الجرار لله ورسوله، هو حسب قوله استقبالهم "لأحد المفكرين المصريين، المعروف بعدائه للدين الإسلامي وكل ما يمت إليه بصلة"!! وكيف استقبلوه بالأحضان ونظموا له لقاءات بالمكتبة الوطنية بالعاصمة الرباط، شرع خلالها في الهجوم على الدين والسخرية من أنبيائه، ثم يكمل القباج هلوساته بالقول أنهم نظموا "وجبة غذاء في رمضان، وصورها كذلك"!!.
أما بالنسبة لحزب الميزان فإنه منذ تولي حميد شباط لمقاليد قيادته، بدأ يزيغ عن الطريق التي خطها المؤسسون الأفاضل، فسجلت في حقه مواقف خطيرة، مثل "دوره الخطير والمشبوه خلال ما سمي بالربيع العربي، وكيف اجتهد في إرباك المشهد السياسي والتحريض على أمن وسلامة البلاد، التي كادت تؤدي بالوطن لحافة الهاوية لولا الألطاف الإلهية"، ومن ثمة خلص القباج إلى سقوط حزب الاستقلال أمام معيار المحافظة على الوطن وعدم المس بثوابته، وخروجه من دائرة المرشح الأصلح.
بعد إحصاء كل هذه المآخذ والخطايا على الحزبين، التفت حمادي القباج في اتجاه حزب العدالة والتنمية، فلم يتردد بالجهر بكونه لا يشعر بعقدة وهو يدعو للتصويت عليه، لأن ذلك فخر وشرف ووسام على صدره، بالنظر لكونه الحزب الذي لم تسجل عليه أي مواقف تمس بالدين ومن العار تحميله مسؤولية إغلاق دور القرآن، وبالتالي دعوة المتدينين والصالحين للتصويت على مرشحيه، وفق ما تمليه المعايير الشرعية في تعيين الأصلح والتصويت عليه، وهي الخلاصة التي فرضها الواجب الشرعي وفق ما انتهى إليه المنسق العام لدور القرآن بالمغرب.
مواجهة القباج لشيخه محمد عبد الرحمان المغراوي رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، لم تكن وليدة الظرفية الانتخابية، بل جاءت بدورها في سياق «صراع مواقف ومصالح» انطلق مع إقدام عادل رفوش نجل المحجوب رفوش (ولد العروسية) زميل حمادي القباج وولي نعمته على نظم قصيدة شعرية نشرت بجريدة "السبيل"، التي كانت تصدرها الجمعية، هاجم من خلالها ملك السعودية الراحل وندد بموقفه المنحاز للجيش المصري ضد حكم الإخوان المسلمين والإطاحة بالرئيس محمد مرسي. المغراوي الذي فوجئ بالقصيدة وما تضمنته من هجوم صارخ على "خادم الحرمين الشريفين" وعلى القيادة السعودية، لم يتردد في طرد عادل رفوش من صفوف الجمعية "لعدم انضباطه وخروجه عن إجماع مكوناتها"، وهو القرار الذي لم يجد قبولا من حمادي القباج وأدى لتوسيع الهوة بين "الشيخ وتلميذه" ومن ثمة إعلان هذا الأخير "العصيان" والمسارعة بتأسيس جمعية أخرى. مفترق طرق سيقود إلى دخول الطرفين معترك السياسة والصراع السياسي من بابه الواسع، بعد أن ظلوا يعلنون عن ابتعادهم عن الخوض في أمور "السياسة والسياسيين" والتلويح في وجه مريديهم وتلامذتهم بأن أهداف جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة تقتصر على النشاط الدعوي والتوجيه التربوي ولا شأن لهم بأي أنشطة سياسية مهما كانت اتجاهات وتوجهات أصحابها.
وبالعودة للسيرة الذاتية لحمادي القباج فقد تعرض لإعاقة دائمة وهو شاب يافع ألزمته الكرسي المتحرك، حين قادته رحلة استجمام إلى شلالات أوزود وارتمى من شاهق ليهوي بكل ثقل جسده اليافع فوق صخرة كسرت منه العظام وفرضت عليه من يومها العيش حالة الإعاقة الدائمة. لم يكن الشاب حينها قد تجاوز عتبة التعليم الابتدائي وبالنظر لوضعه الصحي الطارئ فقد اتجه للكتب الدينية وقراءة الكتب الشرعية، قبل أن يتلقفه الشيخ عبد الرحمان المغراوي ويضمه لجمعيته "الدعوة إلى القرآن والسنة"، ويكلفه بمهمة تأطير النساء الوافدات على دور القرآن التابعة للجمعية.
في 2012 دبج حمادي القباج بلاغا يرد فيه على أبو النعيم الذي انتقد كتابه حول الديموقراطية والشورى في الإسلام، واعتبره كتابا قبيحا وشنيعا ووصف الكتاب بالزيغ، لأنه يخالف السلفية والأصول الشرعية، بسبب رجوعه عن مواقفه المتشددة السابقة وإباحته للمظاهرات والانتخابات. غير أن رد حمادي القباج ظل محتشما لا يدافع عن الانتخابات والديموقراطية إلا بقدر ما يعتبرها وسيلة لقهر من يصفهم بالعلمانيين، وكأنه يكاد يقول بأنها مجرد آلية للجهاد في هؤلاء الكفار.
وعن الانتخابات يقول انه من ترك دعم الإسلاميين فقد منح صوتا إضافيا للعلمانيين، ولا يقول بهذا "عاقل" فضلا عن طالب علم فضلا عن عالم. ويضيف دافعا عن نفسه "تهمة" مدح الديمقراطية: "إنني لا أدري كيف فهمت منا في الكتابين مدح الديموقراطية والثناء عليها ولو تأنيت وتأملت لعلمت أن خلاصة الكتابين فيما يتعلق بالديموقراطية أنها نظام اخترعه البشر في الحكم والسياسة، وأن النظام الإسلامي في ذلك يتفوق على ذلك النظام من حيث المبادئ ولا يعارضه في أكثر الآليات وأن النظام الإسلامي فيه الغنية والكفاية وأنه الكفيل بتحقيق الإصلاح السياسي وأننا ندعو الحكام والمسؤولين إلى تبني الشريعة الإسلامية في كل المجالات ومن المجالات مجال السياسية ونظام الشريعة فيها في الحكم".
ويزيد في شرح "كيفية استعمال الديمقراطية": "لما كان الحال والواقع أن الديموقراطية واقع مفروض يحكمنا شئنا أم أبينا، فنصب ميزان المصلحة والمفسدة محتم لتقليص الشر وتوسيع الخير قد الامكان وقواعد الشرع ومسلمات العقل كما ترشدنا لنبد مساوئ الديموقراطية والكفر بها".
عندما شبه خليلة بنحماد رغم اعترافاتها بأم المؤمنين !
ذهب حمادي القباج بعيدا في الدفاع عن فضيحة بنحماد وفاطمة حتى أنه شبه هذه الأخيرة بزوجة الرسول (ص) عائشة، علما أن فاطمة النجار وبنحماد اعترفا بممارستهما الجنس في السيارة، غير أن ذلك لم يثن القباج عن القول: "مهما حاول الذين يتبعون الشهوات ويفجرون في الخصومات؛ تلويث سمعتها الطاهرة؛ ستبقى سمعة الأخت الداعية فاطمة النجار شامخة تحدث الأجيال الحالية بدروس الاستقامة والعفة التي يتصل سندها بدعوة الإسلام الأولى التي أشرقت شمسها على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم .. ومن أبرزهم الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما؛ أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين، التي حاولت كلاب الفجور السياسي أن تلغ في عرضها الطاهر بلعاب نجس نتن .."!!..