أصابت الفضيحة التي تورط فيها عمر بنحماد وفاطمة النجار النائبين الأول والثاني، لرئيس حركة الإصلاح والتوحيد، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، قيادة "البيجيدي" في مقتل، لأنها هتكت الغشاء الأخلاقي الذي يستترون وراءه، و كشفت الوعي الشقي، الذي يعيشون فيه.
وإذا كان رئيس الحركة استوعب الدرس، وأقر بأن الوقائع صحيحة مائة بالمائة، وهي شجاعة مزعومة تريد تخليص الأتباع من الصدمة، فإن قياديين في "البيجيدي" أصيبوا بالذهول، و راحوا يخبطون خبط عشواء من أجل إيجاد الحيل اللازمة لتبرير فعل اختلاء رجل بامرأة في الصباح الباكر على شاطئ البحر، رغم أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب يقول: " ما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما".
والأكيد أن شياطين كثر يسكنون جبة الحركة والحزب معا، و تراهم، في كل نازلة، يسعون إلى إيجاد التفسيرات المغرضة لدفع الشبهة عليهم.
في هذا السياق طلع علينا المسمى شقيري أحمد القيادي في حزب العدالة والتنمية بأكادير بتدوينة على صفحته على " الفايسبوك" ، يتهم فيها عناصر الفرقة الوطنية التي ألقت القبض على " الكوبل" بشاطئ المنصورية في أوضاع جنسية فاضحة بأنهم حولوا "المغرب إلى ماخور وملؤوه بالسفهاء"، واصفا الإعلام الذي تابع الفضيحة بـ "الفاجر".
ويعكس هذا النوع من الصراخ، ما تعانيه الحركة والحزب من أمراض وعلل، ترفض الإفصاح عنها، و تتهم كل من فضحها، في إطار ممارسة مهامه، سواء أكان أمنا أو إعلاما.
ما قاله هذا القيادي في "البيجيدي" هو نوع من تنفيس الحرقة، وتخفيف الألم، ونوع من الهروب إلى الأمام، ومحاولة لحجب الشمس بالغربال.
لقد اعترف رئيس الحركة نفسه بالفضيحة، وهو ما يعني أنها واقعة وثابتة، وأقر بها مقترفوها في محاضر رسمية، أثناء الاستماع إليهما، في شروط يطبعها حسن التعامل، كما أقر عمر بنحماد نفسه... فماذا يريد أن يقول إذا هذا الفاجر، إلا إذا كان يخشى أن يحرمه ما حدث من " زواج المتعة"، الذي يجيزه قياديون في الحركة لأنفسهم، لتغليف الفساد...
الماخور الحقيقي هو هذه الحركات المتطرفة التي تغترف من حوزة قم... ولا غرابة بعد هذا أن نسمع عن ممارستهم لزواج الاستبضاع وغيره من ضروب "الزواج" التي لا يحلها الشرع ولا يجيزها القانون...