عبد الله الأيوبي
استدعت قناة فرانس 24 المعطي منجيب، صاحب الألقاب الكبيرة التي لا يلوي منها على شيء وخصوصا المؤرخ والناشط الحقوقي، من أجل مناقشة ظاهرة العبودية في موريتانيا، التي ما زالت لحد الساعة تقض ضمير المجتمع الدولي باعتبارها من مخلفات القرون الخوالي، وبدل أن يستغل منجب البرنامج للدفع بضرورة إلغاء هذا النظام البئيس، وجه سهام حقده الدفين ضد الدولة المغربية.
ومن المؤسف أن يعقد، المؤرخ المزعوم، مقارنة بين نظام العبودية في موريتانيا ونظام حقوق الإنسان في المغرب، ويبدو أن صفة مؤرخ مجرد ادعاء وزعم تفنده الوقائع، كيف لمؤرخ لا يعرف تاريخ العبودية وتاريخ تطور حقوق الإنسان؟
فقد قام منجب بإسقاط الطائرة في الحديقة ليتحدث عن المغرب، الذي يشكل له عقدة تاريخية منذ أن فشل البرنامج الذي انخرط فيه، والقاضي بزعزعة استقرار المغرب، حيث يعتبر من "النخبة" التي كانت تتهيأ لقيادة "الثورة" في المغرب، وما حديث بشكل بائس عن المغرب في برنامج غير مخصص لهذا البلد سوى مظهر لما يخبئه هذا الشخص من كره لبلده، كما يكشف عن نزعته نحو أن يكون "عبدا" عند الآخر الأجنبي.
ولا يمكن التمييز بين مداخلة منجب في البرنامج المذكور وبين مساره "الحقوقي". فالرجل، والرجولة هنا بمعنى الذكورة فقط، كناشط حقوقي أصبح منبوذا من قبل العديد من الحقوقيين، بعدما تم كشف حقيقته "كبياع وشراي" في المجال، حيث لا يربطه بالنضال الحقوقي أي رابط سوى رابط الحسابات البنكية المنتفخة.
ومما أصاب منجب بالسعار هو الفضيحة التي أحاطت به أخيرا. فقد تبين أنه محتال كبير على القانون وعلى المنظمات الدولية، فقد قدم نفسه على أنه رئيس مركز بن رشد للدراسات، وتعاملت معه الجمعيات الدولية على هذا الأساس، واستطاع أن يجلب الدعم المالي الضخم باسم المركز. لكن الكارثة هي أن المركز ليس جمعية حتى تستفيد من الدعم ولكنه شركة في اسمه واسم أفراد من عائلته، ولا حق للشركات في استخلاص أموال الدعم، والمال الذي يدخل حسابها هو مال المعاملات فقط.
المعطي منجب يلعبها "صغيرة" كما يقال. لقد حاول تهريب النقاش حول العبودية بموريتانيا ليتهرب من الموضوع الحقيقي المتعلق بتهريبه لأموال طائلة من منظمات دولية وصبها في حسابات خاصة تعود إليه وأفراد من عائلته، وكل هذا الضغط على المغرب مجرد هروب من الحقيقة حتى يتم إسقاط المتابعة عنه.