لأننا لا نستطيع الشماتة في بلدنا مهما وقع، ولأننا مغاربة مثل بقية المغاربة نشتغل خداما لدى المغرب دون مقابل إلا ما يمنحه لنا من مقابل عظيم، هو مقابل العيش على أرضه واستنشاق هوائه، ولأننا نتفرج على مايقع هاته الأيام فنستشعر رغبة ما في الإيقاع بنا جميعا في فخ لطالما هربنا منه فإن بعض الكلمات ضرورية، والصمت في وقتها ليس شجاعة، بل هو الجبن بعينه..
لابد من قول كلام واضح وجريء عما يجري من تنابز سياسي بين الفرقاء، ومن لعب بمصلحة البلد لأجل بعض الحزبية وبعض الفتات، وصل حد التلويح بأمور كنا نعتقد أنفسنا في منأى عنها، لن نصلها ولن نتجرأ عليها لأن هذا الوصول يعني قطعنا مسافات جديدة ويعني استعدادنا لدخول معترك أمور أخرى أكثر جدة.
لن ندخل في التفاصيل، لأننا مثل بقية المغاربة لا نعرف من يلعب بمن ولماذا في هاته اللحظة، لكننا نعرف المغرب، ونعرف الرغبة العليا لدى ملكه في الدخول به إلى كل مساحات التقدم والتنمية والرفعة والسمو، ونعرف أن العديدين لا يريدون، ونعرف أن عقلية مصلحة صغيرة تسللت إلى الأذهان عدد منا في لحظة من اللحظات جعلت منطق “الهوتة” و”الهمزة” والكريمات”، و”التسول” يحكم بل يتحكم العديدين منا إلى أن أصبح يتحكم في السير العام للأمور كلها..
وصلنا لحظة أصبح من الممكن فيها لكثيرين أن يضحوا ببلد بأكمله لأجل مصلحتهم الشخصية، لأجل حساباتهم الصغيرة، لأجل تفاهاتهم التي لن ترقى لكي تكون محط إجماع مشترك بين المغاربة. لذلك لا بد من قولها بكل اللغات لكل الأطراف: المغرب أولا ثم بقية التفاهات.
المغرب أولا لأن البقاء لهذا البلد بعيدا عن اللعب به، وبعيدا عن المزايدات الصغرى والتافهة والشخصية التي تحركها المصلحة الشخصية أو التجارية أو الحزبية أو الفئوية الضيقة.
المغرب أولا لأن لكل حزب اليوم عرابون يدافعون عنه، ولكل شخصية من شخصيات المشهد الحزبي مؤلفة وتبع ومهللون ومطبلون يستلون السيوف من أغمادها لأجل نصرة الحزب أو الجماعة أو الفئة المستفيدة. إلا المغرب فإنه يبدو وحيدا وحزينا ومتأملا في بعض أبنائه وهم يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحته العامة ولا يرعوون.
لذلك لابأس من الصراخ بها: نحن مع هذا المغرب فقط أيها المتقاتلون على مصالحكم، ثم بقية التفاهات.
المغرب أولا لأنه وحده سيبقى لنا. البقية بكامل تفاهتها وصغرها سترحل، وسيبقى هذا البلد الكبير. حماه الله من كل مكروه، وحماه من اللعب به من طرف بعض الصغار…
بقلم: المختار لغزيوي.