اعتبر الخبير الأرجنتيني في الشؤون السياسية والدبلوماسية، خوان كروث كاستينيراس، أن "الجزائر بتعيينها لإبراهيم غالي زعيما جديدا للبوليساريو، تراهن على استدامة نزاع حول مغربية الصحراء افتعلته منذ أربعة عقود".
وقال كاستينيراس، إن تنصيب الجزائر لغالي على رأس الحركة الانفصالية يجعل السلام بالمنطقة معرضا للخطر، لاسيما وأن الزعيم الجديد لجبهة البوليساريو يعتبر "هاربا من العدالة الاسبانية ومن دعاة الحرب وأحد المحرضين على العنف".
واعتبر الكاتب الصحافي الأرجنتيني أن إقدام الجزائر على هذه المناورة سيزيد من تأزيم أوضاع الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، مسجلا أنه "من شأن ذلك أن يصب الزيت على نار النزاع الاقليمي، في وقت يعاني فيه العالم والمنطقة على وجه التحديد من ويلات آفة الإرهاب".
وفي تقدير الإعلامي الأرجنتيني، فإن "مهزلة" تعيين غالي تكشف أن البوليساريو ليست الممثل الشرعي للصحراويين، مشددا، في هذا الصدد، على أن أطروحتها الانفصالية باتت تتآكل يوما بعد آخر، لاسيما وأن العديد من الدول سواء بأمريكا اللاتنية أو افريقيا أدركت أن البوليساريو ليست سوى كيانا وهميا لا يتوفر على أي شرط من شروط دولة قابلة للحياة.
وفي هذا السياق، ذكر كاستينيراس، صاحب مؤلف "البيرونية على لسان أبطالها" (2016)، بقرار حكومة جمهورية زامبيا، الأسبوع الماضي، سحب الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" المزعومة وقطع علاقاتها الديبلوماسية مع هذا الكيان المصطنع.
وأضاف أنه "مع الأسف فإن نزاع الصحراء، المفتعل من قبل بلد جار للمغرب، يقف حجر عثرة أمام تحقيق التنمية بالمنطقة المغاربية"، مبرزا أن المبادرة المغربية الرامية لتمتيع الأقاليم الجنوبية بحكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية تظل أفضل حل سياسي من شأنه ضمان الازدهار بالنسبة للصحراويين وتعزيز الاستقرار بالمنطقة المغاربية.
ومن ناحية أخرى، اعتبر الخبير الأرجنتيني أن المغرب اختار الانخراط في مشاريع التنمية الشاملة في مجموع ربوع البلاد، وخاصة بالأقاليم الجنوبية التي باتت ساكنتها تنعم بالأمن والاستقرار والازهار في مقابل حياة البؤس بمخيمات تندوف.
وأعرب كاستينيراس عن أمله في أن تكف الجزائر عن حشر نفسها في قضية الصحراء، على اعتبار أن هذه الأخيرة كانت مغربية على الدوام، بالنظر إلى روابط البيعة التي جمعت سلاطين المغرب بالقبائل الصحراوية".