طبعا ، حَلُّ قضية الصحراء في يد الشعب الجزائري !!!!
لا تستغربوا ، فَـيَوْمَ يتحرر الشعب الجزائري من وصاية حكامه المتغطرسين الذين يحتقرونه ، ويَوْمَ يَسْتَرِدُّ الشعب الجزائري إرادته المسلوبة منذ انقلاب بومدين على الحكومة المؤقتة وإصداره البيان المشؤوم رقم 1 في 15 جويلية 1961 والذي أصبح به الجناح العسكري في الثورة الجزائرية هو الحاكم الوحيد والأوحد إلى الآن ، فمنذ ذلك الحين وكل شئ مزور ومنخور في الجزائر : مؤسسات وأحزاب وهيئات كلها منخورة استخباراتيا ، يَوْمَ يولد الشعب الجزائري من جديد مع نظام جديد إذاك يمكن أن يقول كلمته في طبيعة النظام الذي يريد أن يحكمه ، يومئذ سيستطيع أن يقول كلمته في قضية الصحراء ، فالكل يعلم أن البوليساريو أصبح جزءا من بنية النظام الحاكم في الجزائر بل أصبح سرطانا في كل دواليب الدولة الجزائرية ، إذن يوم يستطيع الشعب الجزائري أن يقتلع النظام الحاكم اليوم في الجزائر سيقتلع معه ما يسمى بالبوليساريو وستنتهي معضلة الورم الخبيث الذي سمم علاقة الشعبين الجزائري والمغربي ... لا بد للشعب الجزائري أن يدرك أن البوليساريو طابور خامس متغلغل في الجزائر وهو الذي سيدافع عن هذا النظام المجرم بالنفس والنفيس كما دافع عن المقبور القذافي حتى طردهم الشعب الليبي شر طردة ... البوليساريو صنعته دكتاتورية القذافي وبومدين ولن يقتلعه سوى ديمقراطية الشعب الجزائري يوم يحكم نفسه بنفسه ..
أولا : هل قرر الشعب الجزائري مصيره بعد 1962 ؟:
تقرير مصير الشعب الجزائري حقٌّ أُرِيدَ به باطِلٌ ...فكيف استطاع تدبيره حكام الجزائر على أرض الواقع بعد مايسمى بالاستقلال عام 1962 :
- هل قرر الشعب الجزائري مصيره فيما يتعلق بهويته العربية الأمازيغية الإسلامية التي شوهها حكامه حينما ألقوا به في براثن الشيوعية العالمية الملحدة ؟ طبعا لا وألف لا ...الشعب الجزائري لم يقرر مصيره العقائدي والسياسي ... كلنا لا يزال يتذكر كيف أمعن الحكام في احتقار الدين الإسلامي وكل رموزه من شيوخ الإسلام في الجزائر وهم الذين كانوا روح الثورة الجزائرية وكيف تم تهميشهم والازدراء بهم وتحنيطهم وإدخالهم في متحف التاريخ واستبدالهم بعتاة الشيوعية في العالم ، حيث استبدل حكام الجزائر قبلة المسلمين مكة المكرمة بقبلة الملحدين موسكو ، وعندما انتفض الشعب الجزائري ( المسلم السني المالكي حتى النخاع ) حينما انتفض سواء قبيل انهيار المعسكر الشيوعي في أكتوبر عام 1988 أو بعد ذلك عن طريق صناديق الاقتراع عام 1991 في كلا الانتفاضتين كان هوس الهوية الجزائرية الأصيلة هي الدافع الأساسي إلى الثورة ضد حكامه الملحدين والحنين إلى طهارة ونقاء وصفاء الجزائر المسلمة السنية المالكية ، لكن الثمن كان غاليا ومن دمائه الغالية طيلة عشر سنوات سوداء استباح فيها الجيش الجزائري دماء الأطفال والنساء والشيوخ الجزائريين إمعانا من حكامه في التمسك باختياراتهم الرعناء وسياساتهم الخرقاء التي تروم دائما اجتثاث جذور الشعب الجزائري من أعماقها ... كذلك فعلوا في الماضي و لايزالون يفعلون حتى الآن حينما قرر هؤلاء المجرمون الحاكمون في الجزائر فرض المذهب الشيعي الإيراني على الشعب الجزائري غصبا وقهرا ... فمتى يتحرر الشعب الجزائري من هؤلاء الظلمة ليقرر مصيره بنفسه ويختار ما يناسب روحه وأصالته العريقة .
- هل قرر الشعب الجزائري بنفسه اختيار الاستراتيجية الاقتصادية المناسبة لتنميته الاجتماعية وتحقيق أهدافه العليا فيما يخص تدبير مقدراته الطبيعية ؟ طبعا لا وألف لا ... لقد احتكر حكامه حق اختيار القرارت الاقتصادية المصيرية فكانت كلها اختياراتهم رعناء خرقاء فاشلة ... فالجزائر اليوم ( 2016 ) تعيش أحلك سنوات الانهيار الاقتصادي مع انهيار أسعار النفط وسوء تدبير كل الملفات الاقتصادية والاجتماعية بحكم ترابطها ، أين كان أساتذة الاقتصاد وخبراؤه في الجزائر حينما كان العالم يختار الانخراط في المنظمة العالمية للتجارة ؟... لقد أعمى الطمع والجشع بصرهم وبصيرتهم وظنوا أن كنوز قارون لن تنتهي وأن ثروات الأرض ستغطي أطماعهم إلى الأبد فحاربوا كل من يدافع عن انضمام الجزائر لتلك المنظمة العالمية في الوقت المناسب أما الآن فقد أصبحت شروط الانضمام لهذه المنظمة عسيرة على حكام الجزائر ولن يستطيعوا الوفاء بها...لقد تأخرت الجزائر كثيرا في إصلاح سياسيتها الاقتصادية وهي الآن تحصد سياسة المكابرة والغرور اللامسؤول بالإضافة إلى التبدير الجنوني لأموال الشعب في ما لا ينفع الشعب ... وليس للجزائر اليوم سوى باب الاستدانة من الخارج لأن شبح نفاذ الاحتياطي من الدولار يخيم على ميزانية الاستهلاك الداخلي فقط ( يقال إن الاحتياطي من الدولار هبط عن 100 مليار دولار وهو مبلغ لا يكفي الجزائر لأكثر من عامين لسد طلبات الاستهلاك الداخلي ) إنه اقتصاد الريع الذي يعلم الكسل والخمول وعواقبه وخيمة ...هذا بالإضافة لإلغاء كل المشاريع التي كانت مقررة على الورق قبل كارثة انهيار أسعار النفط ... أما الاستثمار في الجزائر فلا يتعدى مليار دولار واحد لا غير ، ومن سيستثمر في دولة مصيرها مجهول إلى أجل غير مسمى ؟ ومن سيستثمر في دولة بدون رئيس حيث لا يمكن الاطمئنان معه إلى رؤوس الأموال التي يمكن نقلها إلى بلد المليون فاسد ونصاب ؟؟؟
ثانيا : الشعب الجزائري وحده القادر على التغيير الجذري :
أعرب عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والمدير المركزي لأمانة المحافظة السياسية, يوسف أحمد, عن تقديره للتضامن "الأبدي والاستراتيجي بين الثورتين الجزائرية والصحراوية", مضيفا أن الجزائريين لم يبخلوا منذ السبعينيات من القرن الماضي على الشعب الصحراوي على مد يد العون والتضامن مع أشقائهم مما يعتبر, كما قال "مكسبا للاجيال المتعاقبة " ... يراهن نصاب البوليساريو هذا على خلود الحكام الجزائريين المجرمين في السلطة إلى الأبد ... هذا قول يوسف أحمد من البوليساريو ، وماذا يقول الشعب الجزائري ؟؟؟؟
لا شك أن الشعب الجزائري إذا أمسك بزمام السلطة في الجزائر سيراجع كثيرا من الأمور وعلى رأسها الاختيار السياسي الديمقراطي الفعال وليس الشكلي ، سيكون اختيار المنهج الديمقراطي طعنة قاضية لسرطان البوليساريو لأن الشعب هو الذي سيختار موقفه من هؤلاء الانفصاليين المرتزقة الذين خانوا وطنهم ولن يجد الشعب الجزائري خيرا في قوم خانوا وطنهم ... حينما سيقرر الشعب الجزائري مصيره السياسي ويمسك بزمام الأمور بيده لا شك أنه سيتساءل إذاك عن أي دولة ينتمي إليها هذا البوليساريو الذي يمتص دماء الجزائريين طيلة 40 سنة ؟؟ ذلك لأن حكام الجزائر اليوم يريدون صناعة ديويلة جديدة في المنطقة من عدم ، دويلة لا ماضي لها و لا توجد في أي مصدر أو مرجع تاريخي معترف به أكاديميا وذي مصداقية ، كل ما في الأمر وريقات إنشائية كتبها الانفصاليون الذين كانوا ينظِّرون للبوليساريو وحلموا ذات يوم بصناعة دويلة جديدة في المستعمرة الاسبانية المعروفة باسم الصحراء الغربية بمساعدة القذافي وبومدين والجنرال فرانكو ... سيسأل الشعب الجزائري نفسه من هم الملوك الذين حكموا هذه الدويلة قبل استعمارها من طرف إسبانيا عام 1883 ؟ وهل قاوم سكان هذه المنطقة الاستعمار الاسباني ؟ ومن هم المقاومون ؟ طبعا بهذه الأسئلة ستنقشع غيوم الخداع الذي مارسه عليهم حكام الجزائر طيلة 40 سنة ... ستكون الإجابات عن تلك الأسئلة حاسمة : لا وجود لدويلة في تلك المنطقة ، الدولة الوحيدة في تلك المنطقة هي المملكة المغربية والملوك الذين حكموا تلك المنطقة هم ملوك المغرب ... وقد قاومت قبائل الصحراء المستعمر الاسباني وكانوا من كل مناطق المغرب لأنهم جزء من البنية الاجتماعية للمملكة المغربية وقد فَرَّ عدد كبير منهم أيام تلك المقاومة إلى خارج الساقية الحمراء ووادي الذهب أي إلى مناطق المغرب التي كانت تستعمرها فرنسا ، وهؤلاء المقاومون الصحراويون أو أبناؤهم معرفون وهم على استعداد للشهادة على أنهم لا يعرفون غير المملكة المغربية وطنا لهم دافعوا عنه وسيدافعون عنه إلى الأبد ... وإن كانت في المنطقة دويلة معترف بها في الأمم المتحدة واحتلها المغرب فلماذا سكت العالم عن ذلك ولم يتحالف لطرد المغرب من هذه الدويلة كما فعل مع صدام حسين حينما احتل الكويت ... إنها تخاريف حكام الجزائر ..
عود على بدء :
وحده الشعب الجزائري الذي سيحل مشكلة الصحراء لأنه القادر على أن يكنس الحكام المجرمين من الجزائر وسيمسك بزمام الأمور بيده ، وبما أن البوليساريو جزء من بنية النظام الجزائري المجرم فسيقتلع الشعب الجزائري الجميع من الجذور ...الشعب الجزائري هو الحل لكل المعضلات والكوارث والمصائب التي أوصله إليها حكامه المجرمون ... فالكرة في مرمى الشعب الجزائري ...
السؤال هو : إذا استطاع الشعب الجزائري يوما تغيير النظام الحاكم في الجزائر هل سيترك البوليساريو كجزء من بنية أي نظام جديد سيختاره الشعب ؟؟
أم للشعب الجزائري رأي آخر ؟؟؟؟