من العبد المسلم عبد الحميد جماهري
إلى نبي الله محمد بن عبد الله ..
سلام الله على نبي الهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، ولست متأكدا أنها كافية لكي أكون مسلما في إسلام القرن الواحد والعشرين وبترول الإمامة.
وقد تقود إلى الموت ذبحا والموت شنقا أو بأول طلقة من رشاش.
أما بعد:
بلغني أيها النبي الكريم ، عن قناة اليقين عن يوتوب أن شيخا ظهر في مصر قال إن رئيس أرض الكنانة قد صلى بك في مقام كان في روض من رياض الجنة.
وبلغني أيها النبي الكريم أن الشيخ رأى ما رأى ، إلا بعد أن بدأت في أرض عمرو بن العاص مظاهرات ضد سياسة الرئيس الإمام. وأنهم أيقظوك في منامهم وجاؤوا بشخصك الكريم، بلا وقار ولا ترو ولا احترام، لعلك ترد على حركة تمرد.
يا نبي الله …
لقد قرفت من شيوخ إليك ينتسبون، و لم يعد لنا ما نقدمه لك يا نبي الله، سوى ما شاع في أمتك، وهؤلاء من شيوخها:
فقد أصبحت المسلمات، في فتاوى من يدعون الإنتساب إليك، عاهرات على سنة الله وسنتك، فالأخت العاهرة التي تسافر من أجل أن تقدم جسدها للمجاهد في سوريا، أصبحت أختا عاهرة، ولا يهم أن يعود الابن بلا نسب من حملها.
يا رسول الله، باسم دينك، عادت سوريا إلى جاهليتها وبدأ أحفاد معاوية يأكلون كبد إخوتهم الأعداء.
لم يتغير شيء كثير من الجاهلية التي تعرفها، نكاد نكون شَبَها مثل قطرتي دم.
فينا شيوخ يقولون، إنهم منك يريدون تزويج الصبيات، ويكتبون ذلك في الدستور.
اختر من يعود من الأنبياء إخوتك:
عيسى؟
أبناؤه يقتلون في العراق باسمك،
أنت الذي قلت في رسالتك إلى النجشي، ملك الحبشة: أشهد أن عيسى ابن مريم البتول الطيبة حملته من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده!
موسى؟
من كان مسالما صار عدوا، ومن عاش بين ظهرانينا قتل أو فجروا لحمه في الفنادق والبيعات،
ومن كان محتلا صار صديقا
وصديقا وفيا.
هل كنت تتصور يا رسول الله، أن عمر بن الخطاب يمكنه أن يصبح صديقا وفيا لزعيم بن قريظة، كعب ابن أسد. فهذا محمد مرسي، الذي يدعي أنه حفيد عمر بن الخطاب، يسلم له قلبه ووفاءه؟
وفي مصر اليوم، كما تركتها، يقتل من يحب علي، الذي حمل رايتك في خيبر، وفي مصرتحرق شيعة علي، مثلما تحرق سقوط الحيوانات المريضة بالطاعون.
في أمتك يا محمد اليوم، رجال دين لو كانوا عهد أبي ذر لاعتبروه كافرا، لأنه يشهر في الناس سيفه معارضا للسلطة ..
عد يا رسول الله، فهذه جاهلية تبدأ من البنتاغون ومقر لانغلي، ومن قصر أميرة قطر موزة سيدة الثروات.
من خمارها يطلع ألف رئيس دولة وألف مقاتل من أجلك!
من خمارها تطلع شمس الثورات، ومن سراويلها تنبعث رسالة الدين الجديد:
في أمتك فقيه الثروات والثورات، فقيه العقدية البتروربانية، تبيح المتعة في أرذل العمر وحكايات الجسد، ورفاهية الحياة في الذهب:
يفتي إذا شاءت أمريكا أن يفتي بقتل من تريد قتله، ويفتي إذا شاءت أمريكا أن يبقى من تريده أن يبقى.
لم يعد البيت الذي وضع للناس «للبيت المبارك ببكة».
بكة اليوم أمريكا (بكة تعني في العربية تَبُكُّ أعناقَ الظلمة والجبابرة)
إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.
بكة البيت بيت أبيض، لا حجر أسود
ومبارك أوباما، وليس هدى للعالمين.
ابدأ فينا من جديد، يا نبي الله: ابدأ باقرأ،
اقرئي يا أمة جاهلة
واقرأوا يا فقهاء الظلام.
اقرأ فينا:يا أيها المدثر، لنقم فننذر، من حولوا الدين إلى سراط مستحيل.
تعبوا من العودة إليك، وصنعوا من أنفسهم أنبياء.
ووضعوا حكومة لله تبدأ من أنفسهم.
وأحالوك على التقاعد البعيد، في الكتب وفي السيرة. نبي الله، أنت رسوله، فهل قال لك يوما أنه فاعل سياسي؟
قيلت لنا، كما لو كان رئيس دولة أو رئيس بلدية في قبيلة من خزرج!!
أنزلوا ربنا، ربك، من عليائه إلى صناديق الاقتراع.
وأدخلوه البرلمان، وأدخلوه مجلس الحكومة، وأدخلوه، سبحانه وتعالى عم يصفون، إلى … معازل الانتخاب.
ذكرنا يا نبي الله، بقلبك الودود، متى شويت آخر مرة كافرا أو صابئا أو .. مزدكيا؟
إنهم في مصر يشوون شيعة عمرو بن العاص!
وإنهم في دمشق يذبحون الأطفال كالأكباش.
ويرفعون عقيرتهم بالتكبير.
اذبح واصرخ.. الله أكبر
وإنهم في العراق يفجرون بيوت الحسين وفاطمة..
وإنهم في إيران يلعنون الصحابة..
وإنهم في الجزيرة
قد أقام الدعوة فيهم مسيلمة الكذاب: كل يوم وعد وكل غد نكث.
يا نبي الله في أطراف الهجير:
عندي سؤال صغير، صغير،
جد صغير،
كيف يخرج من صلب نبي فقير ألف ألف أمير،
بألف بئر وألف حريم،
في كل يوم وناسة ومهرجان لتكريم جد أجداد البعير!!
اعتقني منهم.. فك بيننا وبينهم. وليتركوا لنا دينك، ولهم دينهم الذي يبيح القتل وذبح الأطفال وشي الإنسان .. ورجم المحصنات ونشر الحقد.
انظر إليهم يترنحون، لا بسبب الخشوع – فقد عاد مكياج الروح الضروري للماركوتينغ الجديد للعقيدة – بل بسبب نشرة العثور على أسباب واضحة للقتل.
إنهم يقطعون الرؤوس ويصرخون: الله أكبر، ولا يأخذون من سنتك سوى آداب ذبح … الأضحية.
أنقذنا منهم، الآن فلن تجد غدا من يحبك خشية وروعة وأدبا وحلما، سيحبونك لأنهم يحبون أنفسهم ويحبون السلطة.