4 بالمئة نسبة من يُعدمون ويتبين لاحقا أنهم قضوا بجريمة ارتكبها غيرهم، ورغم تبرئتهم بعد الوفاة، يبقى ذنبهم معلقا بالنظام القضائي الذي يدفع الثمن بالملايين.
فقد أدان القضاء كثيرا من الأبرياء وحكم عليهم بالسجن أو بالإعدام صعقا بالكهرباء أو بالحقنة القاتلة أو شنقا أو رميا بالرصاص، وتبلغ نسبة الأبرياء بين من حكم عليهم بالإعدام ما يقرب من 4%.
وفيما يلي قصص أشخاص حكم عليهم بالإعدام ظلما لتتبين براءتهم فيما بعد
1) جورج سنتي:
وهو أصغر متهم ينفذ فيه حكم الإعدام في الولايات المتحدة، وربما في العالم.
كان عمره 14 عاما و6 أشهر يوم نفذ فيه حكم الإعدام بتهمة قتل الطفلتين باتي جون بنّيكر وماري إيما تيمس، وكانتا تبلغان من العمر 11 و8 سنوات وقتها، لكن تبين بعد ذلك أن الحكم لم يستند على أدلة واضحة لاتهام الفتى.
وعلى الرغم من نفيه المتكرر طوال المحاكمة، أصدر القاضي قراره بإعدام الفتى، دون طلب الاستماع حتى إلى شهود الدفاع ولا إتاحة الفرصة ليدافع سنتي عن نفسه بكلمة واحدة، سوى التأكيد بأنه بريء.
ومع أن بعض المنظمات والكنائس طلبت من حاكم كارولينا الجنوبية التدخل لوقف تنفيذ القرار، إلا أنه تجاهل الجميع.
وبعد 60 سنة، ظهر في العام 2004 مؤرخ محلي نشأ في الكولو، واسمه جورج فرايرسون، وقرر البحث في تفاصيل الجريمة فأثار بحثه اهتمام محاميين بكارولينا الجنوبية، تكاتفا معه ورفعا التماسا لفتح القضية مجددا ليدرسها القضاء.
وبعد عام، أُعلنت براءة إنسان كان يمكن أن يكون حيا وأبا وجدا لأبناء وعشرات الأحفاد.
2) تروي ديفيس:
في 19 غشت 1989، أطلقت أعيرة نارية في موقف مطعم “برغر كينغ” للسيارات، في سافانا بولاية جورجيا، وقتل ضابط شرطة اسمه ماكفيل.
ورغم غياب الأدلة الحاسمة، اتهم تروي ديفيس، البالغ من العمر حينها 20 عاما بقتل الضابط.
وشهد ضده 9 شهود بجريمة القتل، لينفذ فيه حكم الإعدام بحقنة قاتلة، في 21 شتنبر 1989.
وعلى الرغم من أن 9 من أصل الشهود تراجعوا لاحقا عن أقوالهم بالإضافة لاحتجاج المنظمات الحقوقية والكنائس وأنصار ديفيس، تم تأجيل تنفيذ حكم الإعدام أكثر من مرة، لينفذ الحكم بعد 20 عاما.
3) تيموثي ايفانز:
كانت هذه القضية من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى إلغاء عقوبة الإعدام في بريطانيا، ففي العام 1949، تم القبض على تيموثي بتهمة قتل ابنته الرضيعة.
وبعد الاستجواب، اعتقد المحققون أنه الفاعل بسبب خوفه وارتباكه الشديدين وتم إرساله إلى المشنقة.
وقبل تطبيق حكم الإعدام أصر على براءته حتى الرمق الأخير، وقال إن جاره المسمى كريستي هو من ارتكب الجريمة.
وبعد فترة من إعدامه، تم القبض على جاره كريستي بتهمة ارتكاب سلسة من الجرائم وتم التأكد أن كريستي هو من قام بقتل الرضيعة وليس والدها.
4) الأخوة غريفن:
في العام 1913، قُتل رجل عجوز أبيض في ولاية كارولينا بينما كان سلاح الجريمة يخص MONK STEVENSON، الذي عرضت عليه الشرطة عقوبة مخففة وهي السجن المشدد بدل الإعدام مقابل أن يشهد بأن الأخوة توماس وميكس غريفن نفذا الجريمة.
ذلك لأنهم كانوا من أثرى الرجال السود في المقاطعة بأكملها لامتلاكهم أكثر من 130 فدانا، ولأن القضاة لم يرضوا وقتها أن يمتلك السود قطعة واحدة من أراضيهم، حكم عليهم بالموت على الكرسي الكهربائي.
وبعد 100 عام أكد المؤرخون براءة الأخوة غريفن.
5) كارلوس دي لونا:
التاريخ يعود إلى 1983، حين ذُبح رجل في محطة للبنزين وتم إلقاء القبض على كارلوس واتهامه بارتكاب الجريمة لمجرد أن أوصافه تتطابق مع الأوصاف التي رسمها الشهود.
وأصر كارلوس دي لونا على براءته متهما كارلوس هيرنانديز بارتكاب الجريمة، فلطالما ظن الكثيرون أنهما توأمان.
ولكن تم تأكيد أنه لم يكن موجودا بالمدينة وقت وقوع الجريمة، وبعد عامين من إعدام كارلوس دي لونا اعترف كارلوس هيرنانديز بارتكابه الجريمة.
6) كاميرون ويلنغهام:
نشب حريق في منزل ويلنغهام سنة 1991، وتم القبض عليه واتهامه بقتل بناته، لأن ويليغهام اشتهر بسلوكه العنيف تجاه أسرته وتمت إدانته وحكم عليه بالإعدام بحقنة قاتلة.
وبعد 5 أعوام، اكتشفت لجنة الطب الشرعي أنه كان مجرد حادث حريق ليس إلا، وأن كاميرون بريء تماما مما نسب إليه.